تنساب أنامل الصباح دفق أنوار تلثمها هاتيك الربا فيستفيق الكون الرحيب عوالم من فرح حياة و إشراقاً من نفح و أغاريد أطيار فتدب الحياة في مهاد الزروع , وتعلو الباسقات اخضراراً بوارفات ظلال على محيا سفوح , فيثرى البهاء نضارة على استدارة وجه يحتضن الشمس فيتراءى ضياء في ممراح جمال قاربه بعض لفح في مكارم أضمومات حقول وقد شرعت للمدى ناظريها اللذين راحا يزهوان تمليَ إدراك , ففي خدر مآقيها يتقد الدفء أصالة حب ونبوغ فطنة , وعلى مطلول المدى وقد ترامت على شعاع نظراتها تساؤلات وتساؤلات من حنايا الرقة دنيا من لهفات وخزائن حروف وكلمات والشفتان يزدحم عليها صمت النباهة في حميّا اللمى المعسول متوهج بألف ألف نداء سرح فطنة و ألمعية وعي وحضور وقد بدا المدى بساطاً لنظرات مطارحها أنوار الدجى وخبايا الحكايات في الحنايا والضلوع تفوق الحروف وتتجاوز الكلمات غير آبهة بجدل متاعب السنين في مدارات وعي مكين لتحديات مواجع و صروف الأيام وانكسار الرؤى في متاهات الأحلام .
ألا ما أجملها تلك النسمات ! وقد راحت تمر على خصل شعرها وهي في أحضان الريح محاولة معاكسة لاستواء ترفيف لتسريحة يزدان بها لمح البصر صفاء نقاء وقد لاوعت البصيرة غنى كسب في بيادر من لآلئ في المآقي دموع أحزان , طالما طفرت على خد أسيل عزة نفس في مهابة أناقة وروعة إحساس لكنها شذرات لقلائد من جمان ، لكن فرح النسمات بوح الهمس في مفارق تلك الذوائب الشاردات على مطلول الوجد و آهات الأنفاس يمضي الجمال كينونة وعي في قيمة وقامة واجتهاد براعم تتفتح ثغورها لأفانين .
يمر النسيم بين أنامل فتراه يستكين إلى هدوة ملامسة تكتب الحياة رسماً صوراً صوراً و أصورة وأكثر فتستفيق على اتساع الواعدات آمالاً نقاء فيروح الورد سعادة ندى في مياسم و أقاح ويتلألأ الزهر نضاراً مرايا لجمال يحاكي محيا جمال , ويصدح الطير مناغاة مطالع همس في عذوبة نطق حكمته اتزان صمت مطلق مدى فيفترش الزنبق حقولاً لمساحب غزلان في لهفات أنداء غمام في حواكير التلال ورجع الصدى عقدا من حروف
فتتسامى الحروف شفيف همس برق حتى ليغدو الحديث غنوة تتلهف لها أوتار تفيض بالنغمات ترانيم صدى لحنين وجد في مواقد لهفات فتتهادى الدفقات التعبيرية نشوى على شبابيك ونوافذ الروح ليضوع من أنفاسها عبق من طيب على هدوة غيرها لأن شرانق حرير مداها مساكب الحقول وفساحات السهول وحنايا التواءات الدروب انعطافاً على أفواه الحروف كلمات لكأنها عناق سفح يطالع جبلاً لتنهمر من جداول تغني على رؤوس زروع لتأتي ضحكتها أنغاماً ووروداً تلامس شغاف الروح وهي تختزن وقدة الآتي نبيذاً معتقاً من سعادة دنيا في مطالع الأيام على عتبات الدروب وحكايات كلمات تذوب في أروقة الوجد فيتشربها الحب يتجاوز المدى فتغنيها في العيد قمراً وفي فرح عيدها أضمومات حروف لسنين وسنين فترسم الطيف دنيا من عوالم يتشهى الحرف واللون والنغم نداءات أن تتداعى رقة خيوط مقصبة في شال على ممراح جيد يستكين إليه البوح أنشودة سعادة يحلو الصوت جمال نغم يروح صوب دنيا من ألف متسع لفضاء وفضاء .
نزار بدور