حي الخضر ..اختناقات متكررة في شبكة الصرف الصحي تغرق الشوارع بالمياه الآسنة

حي الخضر أحد أحياء مدينة حمص , يبلغ عدد سكانه مابين 4000-5000 نسمة حاليا ً , عدا عن الوافدين من المدن الأخرى جراء الحرب الكونية على سورية والبالغ عددهم حوالي 800 عائلة ، ويمتد هذا الحي من دوار السيد الرئيس من الجهة اليمنى حتى إشارة المرور على طريق دمشق – حمص باتجاه مركز المدينة ,ومن القلعة بشارع الكلية الوطنية من ثانوية الإنجيلية حتى ثانوية الفارابي باتجاه شارع الزهور يليه شارع عكرمة القديمة حتى يصل الإشارة المرورية عند تقاطع شارع العشاق باتجاه دوار السيد الرئيس, و لإلقاء الضوء على واقع الخدمات في الحي التقينا محمد إبراهيم رئيس لجنة الحي ومختارها وعدد من أعضاء اللجنة وبعض المواطنين القاطنين فيه.

واقع صعب
لعل من أكثر الصعوبات التي يعاني منها أهالي الحي والتي تؤرقهم باستمرار وتدفع القاطنين منهم في شارعي مي زيادة والضياء والبالغ عددهم ستة عشر عائلة للخروج من منازلهم عند هطول الأمطار لتسربها إلى قساطل الصرف الصحي والتي لم يتمكن أي قسطل من قساطل الصرف الصحي استيعابها , ناهيك عن عدم استيعاب مصارف المياه لكمية الأمطار الغزيرة وبالتالي صعوبة تصريفها .. فتتسرب المياه إلى أقبية المنازل المشار إليها . وليس هذا فحسب «على حد قول الأهالي» ، بل يقوم القاطنون في الحي بتعزيل قساطل الصرف الصحي على نفقتهم الخاصة لاسيما أنه وعندما يتم طلب الصهريج التابع لشركة الصرف الصحي لشفط وتعزيل تلك القساطل يتوجب عليهم دفع مبلغ مابين 10-15 ألف ل.س لقاء كل مرة يقوم بها بعملية التعزيل ، وهذا العمل يتكرر كل عشرة أيام تقريبا , وكثير منهم لا يستطيع تحمل تلك النفقات ..
والحال ليس بأفضل في المنطقة المحيطة بمدرسة محمد غياث كسيبي حيث تم فتح إحدى جدران السور الخارجي للمدرسة ليكون بابا لخروج الطلاب من الجهة الجنوبية حيث تصبح المدرسة وسط مستنقع من المياه محيطا ً بها يصل حتى النصف متر .. وتمت مناشدة ومخاطبة مجلس المدينة ولكن حتى اليوم لارد ….!؟

قديمة جدا ً
من المعروف أن عددا ً من أحياء المدينة تم فيها مدّ قساطل صرف صحي رومانية قديما ً وهي مازالت بحالة فنية جيدة،والغريب أن القساطل الحديثة التي تم وضعها منذ عدة سنوات بقطر 30 سم فقط , وقد تعرضت للكسر والهبوط في الأرض مما أدى إلى تعطلها وأصبحت مياهها الآسنة تتسرب إلى أقبية المنازل وتغرق الشوارع ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها ..

هبوط وتكسر القساطل
ويتابع المختار: لم تتم صيانة شبكة الصرف الصحي مطلقا ً رغم مناشدة الأهالي ورغم الكتب الرسمية ومخاطبة الجهات ذات العلاقة .. و الشوارع المتضررة هما شارعا مي زيادة والضياء, فالقساطل غير مؤهلة للتصريف بشكل كامل ، و أكد أن الشوارع تمتلئ برامات المياه جراء ذلك – .
وأضاف : في المنطقة الواقعة خلف جامع العثمان – تقاطع شارع الصلاح -الرئيسي- مع شارع ابن الحجاج (الفرعي) تم حديثا ً وضع «قسطل» لتصريف المياه و مده حتى يصل إلى قسطل الشارع الرئيسي والفرعي , والمشكلة تكمن في عدم تصريف مياه الأمطار والصرف الصحي والسبب تكسر وهبوط القساطل تحت الأرض , إضافة إلى أن المصارف المطرية الموجودة في الشارع لا تعمل , ويمكن معالجة هذه المشكلة « حسب الأهالي» من خلال حفر نهاية شارع ابن الحجاج لمسافة خمسة أمتار فقط باتجاه الريكار الرئيسي وتعزيل المصارف المطرية .
ويؤكد الأهالي أنه تم البدء بمشروع لاستبدال شبكة الصرف الصحي قبل بداية الحرب على سورية وتوقف بسببها فازداد الأمر سوءا , واليوم يقوم البعض بالترميم الجزئي فقط بشكل شخصي وعلى نفقة القاطنين.

المخصصات لا تكفي
مافعلته الحرب ضد الشعب السوري كبير ومؤثر جدا ً ولها تداعياتها وإرهاصاتها السلبية ، يقول المواطنون في الحي إن اللهاث وراء تأمين الاحتياجات الأولية والأساسية لاستمرار العيش من غاز ومازوت وخبز أصبح الهم الوحيد لنا ولاشيء آخر نستطيع التفكير به…
أشار المختار إلى أن عدد سكان الحي كبير وشكل قدوم الوافدين من عدة مناطق مثل تدمر والقريتين والسخنة عبئا كبيرا في كيفية تأمين كافة الخدمات لهم , ورغم مخاطبة الجهات ذات العلاقة لكن دون جدوى …
وأضاف : يوجد في الحي مخبز الفارابي الاحتياطي ,ولدينا 12 معتمدا ً لتوزيع الخبز , إذ يستهلك المواطنون 1148 ربطة يوميا ً وهي غير كافية .. نتمنى لو يتم زيادة المخصصات لتفي حاجة الحي ، كما يؤكد الأهالي وبعض أعضاء لجنة الحي أن الكثير منهم يضطر للذهاب إلى المخابز في الأحياء الأخرى مثل مخبز الضاحية وحي كرم الشامي والانتظار لساعات أمام نوافذ تلك المخابز للحصول على ربطة خبز ..

توزيع مباشر
لم تعد معاناة تأمين اسطوانة الغاز خافية على أحد في المحافظة كاملة , يوجد في الحي 4 معتمدين لتوزيع المادة ، واعتاد الأهالي على التوزيع المباشر كل يوم أحد من كل أسبوع , إذ تقوم شركة محروقات حمص بتسيير سيارة خاصة توزع حوالي 350 اسطوانة .. ولكن اليوم نعاني أزمة حقيقية «الكلام للمختار» في تأمين المادة للجميع ,علما أن مخصصات الحي كانت 1200 اسطوانة وهي غير كافية خاصة في فصل الشتاء ولم يتم زيادة المخصصات لتأمين حاجة العائلات الوافدة لحينا . …

تيار كهربائي ضعيف
الحي كغيره من الأحياء يخضع لنظام التقنين , وتمنى الأهالي أن يتم تحديد ساعات التقنين والالتزام بمواعيدها ..كما أن التيار الكهربائي في كتلتي الصلاح والأتاسي ضعيف وأدى إلى تعطل بعض الأجهزة المنزلية ، وفي ظل غياب مادة المازوت يلجأ السكان إلى استخدام السخانات الكهربائية مما أدى بدوره إلى زيادة ساعات انقطاع الكهرباء باستمرار .. وأشار المختار أنه لا يوجد استجرار عشوائي للشبكة . .

الأرضي خارج الخدمة
وتحدثوا عن سوء خدمة الانترنت ,رغم تسديدهم للفواتير بشكل دوري ونظامي في أوقات صدورها دون تأخير ولكن الخدمة شبه معدومة ,كذلك خدمة الهاتف الثابت فهي غير مقبولة كون الشبكة أرضية وتتأثر بتسرب مياه الأمطار والصرف الصحي إليها ، الأمر الذي يؤدي إلى توقفها عن العمل وخروجها عن الخدمة خاصة في المنازل المحيطة بمدرسة محمد غياث كسيبي «كما ذكر سابقا» ,لاسيما أن الكابلات الأرضية قديمة جدا ً وعمرها لا يقل عن 30 عاما ً ولم تستبدل منذ تركيبها ..

الشبكة حديثة
أكد المختار والسكان أن واقع مياه الشرب جيد , ومواعيد ضخها دقيق ومنظم ولا مشاكل تواجههم ,لاسيما أنه تم استبدال الشبكة مؤخرا ً بشكل كامل ..

التوزيع صيفا
يؤكد رئيس لجنة الحي أنه هذا العام تم توزيع ما نسبته 52 % من مادة المازوت كدفعة أولى على المواطنين وتوقف التوزيع .. و لم يكتمل الدور الأول ولا يوجد دور ثان حتى الآن , واقترح أن يتم توزيع المادة في الصيف من كل عام ,كما كان في السابق .. إذ يتم توزيع الدفعة الأولى على جميع المواطنين قبل بدء استهلاكها , ويمكن توزيع الدفعة الثانية في حال توفره , بالتالي مع قدوم فصل الشتاء يكون المواطن بمنأى عن اللهاث وراء المادة الى حين موعد الدفعة الثانية …
و تساءل البعض باستغراب عن سبب توفر مادتي الغاز والمازوت في السوق السوداء وعدم توفرها لدى المواطن ؟!

واقع النظافة
يتم ترحيل القمامة بشكل يومي ,ويوجد حوالي 10 حاويات موزعة في شوارع الحي , كما يتم رش المبيدات خلال فصل الصيف بشكل دوري ومنظم, كذلك يقوم عمال النظافة بتنظيف المساحة المحيطة بكل حاوية بعد إفراغها .. ولكن لا يخلو الأمر من عدم تعاون البعض وقلة إحساسهم بالمسؤولية , وقيامهم برمي الأوساخ حول الحاوية لا فيها ..
الحديقة مغلقة
يحظى حي الخضر بحديقة عامة كبيرة « حديقة طريق الشام» والتي تم إعادة تأهيلها مؤخراً من قبل إحدى المنظمات الدولية .. ولكن للأسف يفاجأ الأهالي وبعد فترة قصيرة من عملية التأهيل بأن السور من الجهة الخلفية من الحديقة مكسور جراء سقوط أحد جذوع الأشجار التي تم قطعها , إضافة إلى وجود بعض أعمدة الكهرباء على الأرض ، والأغصان المكسرة بكثرة , ويؤكد المختار أن القاطنين في الحي لا يقدموا على تكسير أو تخريب الحديقة كونها متنفسا طبيعيا لهم .. ويتساءل حول السبب في إغلاق المعابر في الحديقة التي تصل الحي مع شارع طريق الشام مباشرة باستثناء معبر واحد , علما أنه يوجد فيها ثلاثة معابر ..
ويشير إلى معاناة المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى الطريق العام وخاصة المسنين, إذ يضطرون إلى السير لمسافة طويلة كي يصلوا إلى المعبر البعيد عنهم أو إلى استقلال سيارة أجرة كي يصلوا الطريق العام الرئيسي ,عدا عن كون الحديقة مقصدا للجميع وهم بحاجة لارتيادها, مشيرا إلى وجود حديقة أخرى «الرحمونية « وهي بحاجة إلى صيانة أيضا ..

مستوى التعليم جيد
يوجد في الحي مدرستان حلقة أولى وإعدادية إناث وثانويتان ويؤكد الأهالي أن مستوى التعليم جيد ,كما تعقد لقاءات دورية تجمع لجنة الحي مع أولياء الأمور وإدارة المدارس لمتابعة مستوى الطلاب وتحصيلهم العلمي باستمرار ..

لا نقل مخصص
لم يخصص بعد عودة الأمان والاستقرار إلى المدينة أي سرفيس أو باص نقل داخلي للحي ويقول رئيس لجنة الحي: في حال وجدت وسيلة نقل فإنها ستخدم كل من قاطني أحياء الخضر وعكرمة القديمة والجديدة وباب السباع والعدوية والمريجة وحمص القديمة وباب هود وقد تمت مخاطبة الجهات المعنية بهذا الخصوص , وتم إعداد خطة لتخديم الحي «وما زلنا ننتظر» ..

تحتاج لتعبيد
أثناء جولتنا في الشوارع لاحظنا وجود الحفر الكثيرة فيها , والمليئة برامات المياه شتاء , وهي بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل وتعبيد ..

عيادة متنقلة
قامت مديرية صحة حمص برفد الحي بسيارة متنقلة مجهزة بعيادة نسائية وتصوير إيكو وطبيب عام وطبيبة نسائية وثلاث ممرضات وقابلة قانونية.. فلا يوجد مستوصف في الحي لذا يقصد الأهالي مستوصف حي باب السباع ومستوصف إحدى الجمعيات الخيرية للاستفادة من الخدمات الطبية المقدمة لديهم ..

أخيراً
حي الخضر من الأحياء الكبيرة من حيث المساحة والكثافة السكانية , وهو من الأحياء القريبة من مركز المدينة ومقصد الكثير من المواطنين لشراء حاجاتهم اليومية , لذلك يأمل الأهالي بأن يكون الحي ضمن أولويات مجلس المدينة لتحسين واقعه الخدمي بما يليق بقاطنيه ..
تحقيق: نبيلة إبراهيم
تصوير: ابراهيم الحوراني

المزيد...
آخر الأخبار