سميرة سامي عواد أديبة من حمص تكتب القصة القصيرة والمقالة والنصوص النثرية “قصيدة النثر” ولديها مشروع رواية بعنوان:” أول صديق وآخر حبيب” لها في القصة ثلاثة عنوانات مطبوعة هي على التوالي:”المتسولة” ,”هكذا قالت العرافة”,”مبضع من الحبر” ,وفي النصوص النثرية طبعت :” بوح اليمام” و”حفنة أمل” وتعد لطباعة مخطوط نثري بعنوان:”يا فجر أين الضياء”
التقينا الأديبة سميرة عواد وأجرينا بالحوار التالي:
-انطلاقاً من عدد المجموعات القصصية التي قمت بنشرها وهي ثلاث خلال خمسة وعشرين عاماً مضت ..لماذا أنت حتى الآن خارج اتحاد الكتاب العرب ؟
تقدمت بطلب منذ أعوام خلت ,وقوبل طلبي بالرفض لأسباب أجهلها, ثم تقدمت بطلب ثان منذ أكثر من عامين وما يزال طلبي هذا قيد الدراسة إلى متى لا أعلم …لقد زهدت بعضوية الاتحاد ,خاصة وأن اعتمادي الوحيد على جهدي الذاتي لا على العلاقات الشخصية . ..
-أنت مقلَّة في الظهور الإعلامي ..هل تعافين المنابر من كثرة المتمنبرين والمتمنبرات؟
مع الأسف هناك عناصر أدبية تتصدر المشهد الثقافي ,وأماكن فضفاضة على إمكاناتها الفكرية والإبداعية والعلمية ,وهناك نتاجات أدبية لا تستحق جهد القراءة ونرى أصحابها يتصدرون المهرجانات والندوات ,أتمنى أن يأخذ كل ذي حق حقه ,دون مجاملات تؤدي بالنتيجة إلى إفقار الأدب وتسطيحه وتهميشه عن قضايا حياتنا اليومية والوجودية.
-قصصك تطفح بالشعرية دون أن تفقدي عناصر القصة التقليدية وهذا دليل تمكُّن ودربة وخاصة أن نتاجاتك بدأت خواطر شعرية نثرية ثم كتبت القصة حدِّثينا عن ذلك؟
أنا أكتب ما أحبه ,أحب توثيق أفكاري التي لم أستطع أن أعبر عنها في الحياة العامة ,وأشعر بالظلم أنني أعيش على هامش الحياة الثقافية ,فليس لدي “شلة “أنتمي إليها ,ولا أحب موضة المنتديات الثقافية أنا خارجها تماماً ,لأنها أصبحت عمل من لا عمل له,خاصة تلك المنتديات التي تمنح شهادات الدكتوراه وشهادات التقدير.
-أنت بعيدة عن المنابر التي يزحمها مدعو الأدب, من أصدقاؤك من الوسط الأدبي؟
الأديب الجميل سامر أنور الشمالي و خديجة بدور والمرحوم الراحل صفوان حنوف وغيرها الكثير من الأسماء ..بصراحة أنا بسيطة جداً لست سيدة مجتمع ..أنا أكتب فقط ما يقض مضجع الإنسان المهمَّش.
-موضوعاتك القصصية اجتماعية بلغة لاذعة وقلم سليط ما تعليقك؟
يتهمونني بالذاتية والمباشرة بالطرح !وأنا اعتبر هذا هو الطريق الأصدق والأقصر إلى قلب المتلقي ,بقيت عشر سنوات حتى امتلكت جرأة الصعود إلى منبر,أحب معالجة الشائك من قضايا المهمشين ولدي مجموعة قصصية بعنوان:مبضع من الحبر “لأن نظرتي للأدب تشريحية لقضايا الناس وأنا أكتب الأدب المباشر والواقعي وهذا هو الشيء الصادق ، لا أحب الغموض والمخاتلة في الأدب . بعضهم يقع في إشكالية التجنيس حين يصر على كتابة عبارة شعر نثري على مجموعات نثرية هل كتبت ذلك على مجموعاتك النثرية ..هل أنت نادمة؟
لست نادمة على كتابة ذلك قال لي أحد القراء العاديين وأنا أعتز برأيه أنك تقبضين على جمر الومضة النثرية ,أنا لست شاعرة وليس لدي مشكلة في تجنيس الأدب فالشعر قد يوجد في مجموعة قصصية أكثر مما يوجد في مجموعة نثرية كتب صاحبها على الغلاف :”شعر نثري”
-كيف تدوِّرين زوايا الخطوط الحمر؟
الخطوط الحمراء شيء شخصي ,ولا يمكن للأديب أن يكون في برج عاجي ,الأدب جميل بقدر ما يعبر عن الخطوط الحمراء للناس فالقضايا العامة والاجتماعية لا تطرح إلا بفجاجة كما هي .
وأنا صاحبة قلم لا استطيع الوقوف على الحياد من القضايا العامة ، حيث يشهد العالم تهميشا منهجيا للثقافة خصوصا أن شبكة الانترنت أفرزت أشكال تسلية فردية كرست العزلة..! وتراجع دور الكتاب والصحيفة ، وتراجعت ثقافة الكلمة الجادة والمهذبة .
ماذا كتبت سميرة عواد عن الحرب سيما وأنها فقدت شاباً في ريعان شبابه من أولادها وترك لها أطفاله أيتاماً؟
في الحروب والأزمات تنهار معظم القيم في المجتمع ،وفي مقدمتها الأخلاق، الناس العاديون هم المبدعون ، وقد نمتلك أدوات الحضارة ولا نملك الحضارة ذاتها ! كتبت عن الحرب مجموعتين الأولى بعنوان:”مبضع من الحبر” والثانية :”يحكى أن” ومتهمة في الوسط الأدبي بأنني مكثرة في الحديث عن مفرزات الحرب .
وعن الأدب النسوي والأدب الذكوري تقول: ليس للكلمة جنس ،النساء يكتبن برهافة أكثر لأن لهن حياة خاصة وحين تُقمع أحلام المرأة تعبر عما فقدته من إنسانية بالقلم بينما الرجل يكتب بحرية وشجاعة أكثر ويخرج عن ذاته بجرأة أكثر وأحيانا أنا كامرأة أخرج من جلدي لأندس في جلد رجل بحثاً عن أفق أرحب للحرية
حوار : ميمونة العلي