يعد من أغلى أنواع التوابل… زراعة 12 ألف كورمة زعفران في “البريج” ..تكلفة زراعة الدونم 11 مليون ليرة وينتج أبصالاً بقيمة 27 مليون ليرة
يعد الزعفران محصولاً مثالياً للحيازات الزراعية الصغيرة , فهو نبات عشبي صغير ويتكاثر بواسطة الكورمات …
وحول استخداماته الطبية ذكر مدير زراعة حمص المهندس يونس حمدان أنه يستخدم كمهدئ ومسكن للألم ولتحسين الذاكرة نظراً لاحتوائه على الكاروتينات , وهو مناسب لمرضى السرطان لاحتوائه على مضادات الأكسدة كما يستخدم مضاداً للاكتئاب.
وللاطلاع على واقع هذه الزراعة التقت “العروبة ” المهندس الزراعي عماد المرعي رئيس مشتل البريج الحراجي فقال : ينبت الزعفران من الكورمات مع أواخر الخريف ويعد من أغلى أنواع التوابل ويستخدم في صناعة المنسوجات والعطور .
وأضاف: بدأت سورية بزراعة الزعفران عام 2008ولكن نتيجة الحرب توقفت زراعته, وبناء على التوجيهات الحكومية تم تشكيل لجنة عام 2018 لدراسة مدى نجاح زراعته وبدأ المشروع من جديد حيث تم تقسيم العمل إلى مراحل وقد انتهت المرحلة الأولى وبلغ عدد الكورمات المنتجة مليون كورمة, وتبين ملائمة الزعفران لجميع أنواع التربة السورية ولوحظ ارتفاع نسبة المواد الفعالة في مياسم الزعفران الناتجة عن منطقة البريج .
كما لوحظ ارتفاع عدد الكورمات المتشكلة في الساحل عن باقي المناطق, ويوجد على مستوى القطر حوالي 10 ملايين بصلة و تم تشكيل لجنة بالتعاون مع خبراء من منظمة أكساد لمتابعة ودعم هذه الزراعة في سورية .
زراعة مكلفة
وأكد المرعي أن الزعفران من الزراعات المكلفة لغلاء ثمن الأبصال وحاجتها ليد عاملة لقطف الأزهار يدوياً ومن ثم فصل المياسم , فإنتاج كيلو غرام واحد يحتاج 150 ألف زهرة “2 دونم ” ويزرع في المناطق الجافة الباردة وهو منتج غالي الثمن كونه عضوياً أي ليس بحاجة لأية أسمدة كيميائية و يتم الاكتفاء بإضافة السماد العضوي المتخمر قبل شهرين من موعد الزراعة.
موعد الإزهار وشروطه
وأضاف : موسم الإزهار في تشرين الثاني , ويتم القطاف في ساعات الصباح و تعتبر عملية جني الأزهار وعملية الفصل أحد أسباب ارتفاع ثمنه خاصة درجة نقاوة المياسم ، ثم تبدأ عملية التجفيف و ما زالت بدائية للأسف في سورية حيث تفرد على قماش قطني لمدة يومين في الظل , ثم تعبأ في عبوات زجاجية وتحفظ بعيداً عن أشعة الشمس .
وأوضح أن الإنتاج خلال السنة الأولى يكون منخفضاً حيث ينتج الدونم الواحد 100 غرام ويزداد سنوياً , مع مراعاة المحافظة على الحقول خالية من الأعشاب والتقصي الدوري عن الآفات الحشرية والفطرية .
صعوبات
تكمن الصعوبات في آلية توضيب وتصريف المياسم أما الأبصال فتسويقها جيد ويوجد عليها إقبال ولكن المزارع يتخوف من تسويق الإنتاج , كما أن الزعفران لا يستعمل كبهارات لغلاء ثمنه.
وأضاف نبحث عن جهة داعمة تعمل على استلام المحصول وتجفيفه وتعليبه وتصديره . الزعفران … اليوم
ويتابع المرعي : في العامين المنصرمين أقيم مشروع التدريب ودعم المزارعين المهتمين بزراعة الزعفران , و أقيمت دورتان على مرحلتين : شارك فيها 100 متدرب وتمت زراعة 6000 كورمة بمساحة دونم واحد في البريج ، أما المرحلة الثانية أقيمت العام الماضي لـ 30 متدرباً وتمت زراعة دونم واحد بـ 6000 كورمة في البريج ، وسيتم توزيع 100 كورمة لكل متدرب مجاناً ..
و يمكن البدء بالمشروع بمساحة 100 م2 فتكلفة زراعة الدونم الواحد اليوم 11 مليون ليرة وبالمقابل ينتج أبصالاً من السنة الأولى بقيمة 27 مليون ل.س ، إذ يزرع بالدونم الواحد من 6-10 آلاف كورمة وإذا تمت زراعة 6000 بصلة يقارب سعرها اليوم 9 ملايين ل.س ,كما أن الـ 6000 كورمة مع نهاية الدورة الزراعية تصبح 18 ألف كورمة ,ويمكن للمزارع بيع الأبصال والمياسم .
العروبة – نبيلة إبراهيم