بورصة أسعار ولي ذراع..والمواطن خارج الحسابات … الأعلاف تضاعفت أسعارها والأدوية واللقاحات تصدح بالنشاز ذاته.. هل يغدو الحصول على كيلو الحليب حلما لدى المواطن ؟؟؟

تطول قائمة الاحتياجات الأساسية التي يشطبها المواطن (العادي) من جدول تبضعه الأسبوعي و ربما أصبح التبضع يطول مدة أكثر ويبدو أن التجار استحكموا برقاب العباد لتكون لهم الكلمة الفصل في كل مفاصل حياتنا حتى الأساسية.. و اليوم نعيش في وسط تكاد تعلن معه الرقابة استسلامها إلا من ضبوط تموينية تستر هوة كبيرة في الأسواق وتنال بها من تجار صغار بينما الحبل متروك على الغارب لحيتان كبار ابتلعوا الجمل بما حمل.. وتتطور الأمور بالمواطن العادي وتحرمه من أهم أساسيات التغذية التي تمكنه وعياله من الوقوف و سند العظم بما تيسر على الأقل فمع غياب بروتين اللحوم وقلة الرز و العدس و البرغل لم يكن ينقصنا إلا قلة بمنتجات الحليب و الاجبان و التي أصبح بياضها حلما يداعب سواد أيامنا.. فكيلو الحليب الواحد وهو بحسب مفهوم المواطن الاستثنائي حاجة طفل ليوم، أصبح حلما لعائلة كاملة من المواطنين العاديين و إنني إذ اشدد على مصطلح المواطن العادي إنما أقتدي بمن صرح بالفم الملآن أننا شريحتان من المواطنين ( العاديون و الاستثنائيون( … .

وعود على ذي بدء بالحديث عن شجون الأبيض وحرمان عائلات منه فالحاجة الشهرية بالحد الأدنى لعائلة من أربعة أفراد يجب أن لاتقل عن عشرين كيلو حليب و هي كمية ثمنها ٤٠ ألف ليرة – بحسب بورصة يوم إعداد التقرير – و ربما تكون أكثر يوم نشره… بينما كيلو اللبن الواحد يسجل سعراَ يتجاوز ٢٣٠٠ ليرة و الاجبان تحلق بعشرات الألوف بأنواعها التي نسيناها أو تناسيناها عن (كسر خاطر( ..  ووسط هذه الفوضى تعالت أصوات المربين بأن الأرقام على ارتفاعها (ماعم توفي) وخاصة بعد الظروف الدولية الأخيرة التي يشهدها العالم..

إحدى السيدات تقتني بقرة لتتكسب منها أكدت بأن كل ما تتمكن من بيعه من إنتاج البقرة لا يكاد يكفي لشراء علف لتغذيتها و بخاصة في فصل الشتاء.. مؤكدة ارتفاع سعر العلف الجاهز الأبقار حتى وصل سعر الكيلو الواحد إلى ١٦٠٠ أو ١٧٠٠ ليرة بالسوق و البقرة بحاجة لأربعة كيلو يوميا بحد وسطي ناهيك عن تكاليف الأدوية و اللقاحات و غيرها وكلها حاجات نستجرها من تجار القطاع الخاص لغياب أسلوب التقسيط لدى مؤسسة الأعلاف ولقلة الكميات المخصصة لكل مرب.. مربية أخرى أكدت أن سعر القريش يتجاوز ١٠ آلاف ليرة و الزبدة ١٥ ألف ليرة و هي أسعار مرتفعة و لكن لا تكفي لعلف البقرة على الأقل وأكدت أنه لايمكن الاستغناء عن الأعلاف والاعتماد على العليق الأخضر و ذلك لأنها مدرة للحليب و تغذي البقرة.. و أكدت أن البيع في الماضي القريب كان أفضل صحيح كانت الأسعار اقل ولكن كانت حركة البيع أكثر و أقوى..

مدير فرع مؤسسة الأعلاف بحمص المهندس حسين إبراهيم يؤكد ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة لظروف عديدة مشيراَ إلى أن التسعيرة الجديدة صدرت بقرار بتاريخ ١٧ آذار المنصرم إذ ارتفع سعر الصويا من مليونين و100 ألف للطن إلى مليونين و500 ألف في الفرع وفي السوق الموازية ارتفع سعر الطن إلى  3ملايين و 200 ألف ليرة… أما الذرة الصفراء ارتفع سعرها من مليون و200 ألف إلى مليون و500 ألف وتسجل في السوق الموازية سعراَ يصل إلى مليونين و 100ألف ولم يتم رفع سعر النخالة وبقي ثابتا عند 700ألف ليرة للطن كونها منتج محلي بينما ارتفع سعرها في السوق إلى مليون و 100 ألف ليرة مبيناَ أن سعر الطن من الجاهز الحلوب ارتفع من مليون و75 ألف ليرة إلى مليون و 400 ألف في فرع المؤسسة بينما يصل سعره في السوق الموازية إلى مليون و 700 ألف و الفرق صغير هنا لأن الأساس مواد مستوَرَدَة.. ونوزع الكميات بحيث نتمكن من احتساب حصة لكل مرب .

مهما قلنا  في الختام لابد أن نقول بأن الكلام يبدو كمن ينفخ في القرب المثقوب… فلا حياة لمن تنادي بما أن حوض العاصي لايزال غائبا عن الاستثمار الزراعي بالذرة الصفراء كما كان في سابق عهده.. و تحكم قلة قليلة من التجار بأسعار ووجود الأدوية البيطرية .. رغم وجود رتل من الجهات الوصائية المتخصصة بتطوير الثروة الحيوانية و دعمها، إضافة لغياب أسلوب التقسيط لدى مؤسسة الأعلاف وغيرها من الإجراءات التي يجب أن تواكب المرحلة بعيداَ عن تقاذف المسؤوليات… ولغاية اتخاذ إجراءات جادة يبدو أننا سنبقى نعاني من نقص حاد بالمواد على موائدنا و نصارع في واقع مفروض ونستمع لتصريحات غير مسؤولة تفرق بين المواطنين على أساس مقدرتهم الشرائية المنهارة أساسا واعتبار المواد الأساسية التي تحتاج لمصاريف استثنائية أنها فقط للمواطن الاستثنائي القادر على دفع سعر استثنائي وتبقى بالنسبة لباقي المواطنين العاديين لمن استطاع إليه سبيلا…

العروبة – هنادي سلامة

 h1.jpg

المزيد...
آخر الأخبار
ردا على ما نشرته العروبة.. سيتم معالجة نقص المياه في الحارة الشمالية بالصويري ... مجلس الوزراء يناقش ويقر العديد من القضايا المتعلقة بالشق الاقتصادي والخدمي والتعليمي الجلالي: ضرورة ... سعر غرام الذهب ينخفض محلياً 25 ألف ليرة سورية جلسة دراسة قانون التجارة في حمص .. خلق بيئة استثمارية مشجعة و تبسيط إجراءات الترخيص ومواكبة التطور ا... 87 متقدماً لاختبار اللغة الأجنبية للقيد في درجة الدكتوراه بجامعة البعث الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 مصرف التسليف الشعبي ينضم لمنظومة الشركة السورية ‏للمدفوعات ‏الإلكترونية ‏ ضمن فعاليات احتفالية  أيام الثقافة السورية أمسية شعرية للشاعرين حسن بعيتي وأحمد الحمد... الطالب حسن وهبي من ثانوية الباسل الأولى للمتفوقين يحصد ذهبية في مسابقة التميز والإبداع على مستوى الو... إصابة مدنيين اثنين جراء عدوان إسرائيلي استهدف منطقة القصير بريف حمص