الإبداع موهبة وثقافة معاً

الاستعجال في النشر مقتل المبدع الحريص على نمو مضطرد لتجربته الإبداعية ,والمبدع الحقيقي من  يكتب ويمزق…حتى يحصل على النسخة الأكثر إشراقا ودهشة من قبل القراء الذين لا يصفقون إلا لمجد الكلمة ,وما يلفت الانتباه كثرة اللاهثين خلف أضواء النشر رغم أن ما يكتبونه لا يحمل إبداعاً بمعناه الحقيقي وإنما خربشات في زمن بات فيه الباب مفتوحاً لكل من يظن نفسه شاعراً أو قاصاً .

منابر كثيرة يجب أن تكون أكثر حرصاً على قيمة الإبداع تستقبل الكثيرين ممن ظنوا أنفسهم أنهم وصلوا إلى القمة وأن أقلامهم أصبحت أقوى من أقلام من سبقهم من المبدعين الكبار وأن أصواتهم لا نشاز فيها فالكل يصفق لهم والكل يوزع ابتساماته إعجاباً ,يرافق ذلك جوقة من المطبلين على مواقع التواصل الاجتماعي… جماعة (علقلي لعلقلك)…

حال الأدب مع هؤلاء يشبه حال الأغنية التي وصلت إلى مرحلة من الهبوط الكبير فالكلمات لا تملك شعرية أو معنى جميلاً وإنما هي أقرب ما تكون إلى الكلام العادي.. أما الموسيقى فقد اتجهت نحو الصخب لتغطي على صوت المغني النشاز وتجعل المستمع في حالة هيستريا وضياع وهروب من هذا الفن الهابط الذي بات يؤذي ذوق المتلقي عوضاً عن الارتقاء به  .

أعود إلى اللاهثين المتسرعين الباحثين عن زيف الشهرة : اقرؤوا كثيراً ..اقرؤوا تراث هذه الأمة الغني بالفكر والمعرفة والأدب والشعر .. اقرؤوا لغتها الصحيحة القويمة لتكون لغتكم في الكتابة صحيحة .. اقرؤوا شعر الأقدمين وصولاً إلى المحدثين وأفيدوا من قراءاتكم …ثم اكتبوا ومزقوا ثم اكتبوا ما يجعل الأبواب والمنابر مفتوحة لكم .. المنابر التي تقدر الإبداع الحقيقي وتميزه من الغث, لا تلك التي تخفي  خلف الأكمة ما تخفيه.

ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار