في غفلة من عيون الزمن ارتدى البعض جلباب الغش بعد أن خلعوا ثوب الأمانة ، تمكيجوا بالكذب والتدليس ، هم تجار الأزمات المتتالية والمتعاقبة على حياتنا ، فمن يمتلك محل قصابة أو بالأحرى ” مسلخاً ” يقوم “بفرم اللحوم” كافة , و يعمل تحت جنح الظلام ليخلط اللحوم بكميات من لحوم مخالفة وهم أدرى ببضائعهم ليضطر المستهلك إلى رميها في الحاويات بعد طهيها إذ تفوح منها روائح زنخة تنبعث مع ذرات البخار.
محالهم تغص بالمستهلكين نتيجة اللهفة لشراء اللحوم بأسعار مخفضة لتقتل فرحتهم مرتين.
فالتاجر قتل الفرحة لطمعه بربح وافر ، والمستهلك قتلها بجهله بمصدر المادة وله عذره ، الذي أثمر أوجاعاً في رحلة عوزه للمادة البروتينية فأخذ يتعامل مع من شطب من قاموسه كلمة “الرأفة” وأصبح الطمع والجشع هوية شخصية أو جواز سفر يوصل الانتهازيين إلى مبتغاهم ..
تغيرات جذرية يشهدها المواطن في حياته المعيشية أثرت في طريقة استهلاكه للمواد الغذائية كافة تجعله في شك دائم في غذائه اليومي …
إن كبح جماح هؤلاء الصاعدين على ظهور الفقراء مسؤولية جماعية وذلك بالعمل على تفعيل دور الرقابة على المحال خاصة في الليل خشية استفحالها وإصابة الصحة العامة في مقتل ، وثانياً يأتي دور المواطن المتضرر الأكبر من مسألة الغش ، فالجهود الرسمية مهما بلغت كفاءتها لن تنجح في القضاء على الغش إذا لم تعش وسط نسيج متناغم بين المسؤول والمستهلك فالمواطن يجب أن يمثل دور الرقيب والحسيب حتى يتغير حاله ويصل إلى تحقيق الأمن والأمان في طريقة عيشه وفي نوعية استهلاكه…
عفاف حلاس