فرقة مديرية الثقافة التي قدمت عرضاً مسرحياً بعنوان « حب ايه» وهو من إعداد وإخراج الفنان سامر أبو ليلى الذي قدم توليفة مسرحية لمجموعة من المشاهد المسرحية التي أنجزها مع طلبة معهد الثقافة الذين خضعوا لدورات مسرحية ومعظم اللوحات اشتغل عليها المشاركون أخذت الطابع الكوميدي الذي كان القاسم المشترك لها هو الحب ، ولكن أي حب .. إنه الحب الذي يحمل المفارقة بين العاشق والمعشوق والذي يقتنص الضحكة من المشاهد المتلقي فقد كنا أمام عدة حالات قدم فيها الحب بشكل كوميدي او تراجيكوميدي حمل الضحكة والوجع بآن واحد فمن حب بالبلوتوث الذي يظهر أحد العشاق الذين لايعرفون كيف يتصرفون وكيف يتعاملون مع من يحبون نراهم يستعملون البلوتوث الذي ينقل التعليمات لنقل عبارات الحب الى الطرف الآخر فتنتج عن هذه الحالة عدة مفارقات مضحكة وكذلك حالة حب المواطن للمسؤول التي تتدرج عبر عدة مشاهد تنتج الحالة النهائية التي توضح تسلق المسؤول على ظهر المواطن وفي مشهد تفاحة إياد المقطوعة حالة أخرى من الحب التي عملت على توضيح حالة الحب التي آلت إليها في هذا الزمن حيث هناك من يتاجرون بالحب وهدايا الحب التي تبدو وسيلة لتحقيق أرباح مادية عند بعض الأشخاص إضافة إلى حالات أخرى قدمت في العرض وهي حالات تحمل الكثير من المفارقات المضحكة والمؤلمة بآن واحد ولكنها كلها تعكس حالة حب حقيقي جسدها المشاركون هي حالة حب المسرح التي جعلتهم يجتهدون لتقديم تلك المشاهد بأساليب عفوية غير مبتذلة اقتربت الى حد البساطة في الاداء مستخدمين بعض قطع الديكور التي كانت تشير للمكان بشكل يخدم الأفكار التي حاول أعضاء الفريق المسرحي أن يقدموها خلال عرضهم المسرحي ..
حب إيه عرض جديد يقدم سامر ابو ليلى من خلاله أسلوبه في تقديم مسرح المفارقة أو مسرح النكتة الذي يعتمد على فكرة واحدة عبر مجموعة من المشاهد يحاول طلبة مجتهدون أن ينفذوها كل بأسلوبه فالفكرة قد تكون طرفة ليتم العمل على وضع سيناريو بين شخصين أو أكثر ومن ثم تنفيذها وتلك مسألة ليست سهلة وليست صعبة وهي لاتحتاج إلى المتابعة وإشراف وتوجيهات عبر كل تلك المراحل وهذا ماعمل عليه الفنان أبو ليلى وبدا هو الآخر مجتهداً ومميزاً في عروضه المسرحية التي يشاركه فيها طلبة زادهم الموهبة والاجتهاد وبذلك استطاع أن يحصد النجاح عبر عروضه السابقة واللاحقة وهي حالة لم يسبقه إليها أحد من العاملين في الوسط المسرحي فهناك دورات دائمة وهناك حالة بحث عن رؤى وأفكار لتقديمها كحالة ابداعية لاشك أنها لم تكتمل ولم تكن في مرحلة النضوج النهائي ، ولكنها حالة تلفت الانتباه إلى أنها تحمل بذور الإبداع والاجتهاد الذي لاشك سيكون حالة متطورة يمكن البناء عليها مستقبلاً .
أسلوب تقديم الفقرات والربط فيما بينها ايضاً لم يكن كلاسيكياً بل تم من خلال صوت المخرج الذي كان يضفي على كل حالة يقدمها نوعاً من خفة الظل التي يحتاجها المناخ العام «العرض» وفي نهاية تلك المشاهد لم يستطع المخرج إلا أن يقدم لمساته الواضحة في المشهد الأخير الذي اعتمد على أغنية فيروز» حبوا بعضن …تركوا بعضن» والذي قدم بشكل جميل سيبقى في الذاكرة ليس لأنه المشهد الأخير بل للرؤية والتشكيلات التي قدمها عبر ذلك المشهد الإيمائي الذي جسده الشباب والصبايا باستخدام المظلات وبشكل فني جميل ولم ينس أن يقدم قبل أن يختم مشاهده من أن سيبعث عبر فن المسرح برسالة إلى أن الجولان عربية سورية وستبقى سورية وعربية أبد الدهر .
إنها رسالة المسرح في يوم المسرح قدمها ابو ليلى بأسلوبه وطريقته مع طاقم الممثلين الهواة الذين أبدعوا بعد أن اجتهدوا وكل واحد بأسلوبه وطريقته ..
عبد الحكيم مرزوق