أرواح في الهواء

‎كنتُ دائما أستمعُ لشعركَ …‎لعزفكَ الرديء ‎للوحاتكَ التي شوهتني بها ..‎لطرفاتك .. لبطولاتكَ ‎لضعفكَ .. لعنجهيتك ‎وأنتَ تفتكُ فيّ.. ‎وعندما شردتُ ؛ صرختَ ‎وما انتبهتَ .. ‎بأنَّكَ أحرقتَ الكونَ .. ‎في سكوني . ‎أخافُ عليكِ ‎كعود ثقابٍ وحيد ‎في ليلةٍ ماطرة . ‎من ينزعُ صورتكَ ‎من فوقِ الجدارْ ‎جدار بيتكَ ‎الذي لم يطأه رجلٌ غيركَ ‎جدار قلبي الذي ‎وقع وما أثار حوله ‎إلا الغبارْ . ‎ماالذي تريدينه بعد الآن ..‎أشعاري ممزقة ‎وعيناي انطفأتا ‎وهما ترقبان الباب ‎جسد مليء بالخمر.. ‎ويدٌ ذبلت وهي ممسكة ‎بريشة لا ترسم ‎إلا الهاوية ‎فهوت فوق الرماد ‎رمادكِ ..‎رماد السجائر ‎والصور القديمة . ‎كنتُ سعيدةً وأنتَ ‎تخطو أمامي ..‎وأنا أراقب مشيتكَ ‎كنت أحرس الطريقَ ‎من عيونكَ الشاردة ‎والآن تخطو عليّ ..‎ولم تنتبه ‎لأنكَ دائما هكذا ‎رجل يمشي ‎بعيونٍ شاردة . ‎في هذا الوقتْ ‎كنتُ أريدكِ ‎ولا أحد غيركِ ‎في هذا الوقت ‎أتى الجميع ‎أتى كل أحد غيركِ ‎و لم أحضرْ . ‎على مخدتكَ ‎تركتُ قبلةً ‎وعلى سريركَ ‎تركتُ يديّ تفتشان ‎عن نساء أخريات ‎عبرنَ من هنا.. ‎خنتكَ بعدها مع كل شيء ‎ولكنكَ خرجت من بين الجميع ‎ونمتَ في عيوني . ‎وأنا أقطعُ ‎الطرقات الضخمة ‎أتألم وأنا لا أعبر الطريق ‎الذي يقودني دوما إليكِ . ماالذي تركته منكَ ليحمي ظلّ الورد في غيابكْ ألمٌ .. قلقٌ أم وعودْ ؟ ماالذي تركته سوى غدٍ لن يأتِي وماضٍ لن يعودْ ؟ كلما ذُكر اسمك أرتبكْ وكلما دنوت من قرب بيتكِ أسترقُ النظرَ إلى ضوء غرفتكِ ما زال هناكَ ما يشدو بهذا القلب البائس .. الذي خفق لأجلك مرةً وظلَّ يخفق للأبد ‎تمهل .. ‎لم يعد هناكَ ‎ما يثير الانتباه ‎لا الورد ولا القصائد ‎ولا الأسف ولا الاعتذار ‎على أحدنا الآن ‎أن ينزفَ الدمَ ‎على أحدنا الآنَ ‎ أن يموتْ .
موفق حسن

المزيد...
آخر الأخبار