المحبة وحدها جمعت أصدقاء وزملاء الشاعر رفعت ديب لحضور حفل تأبينه.. المحبة وحدها عنوان الوجوه التي فاضت بحضورهم قاعة الدكتور سامي الدروبي، وكانوا زملاء الشاعر في تدريس اللغة العربية وفي منابر الشعر .
بداية حفل التأبين كانت مع تلاوة من الذكر الحكيم , بعد ذلك أعاد القاص عيسى إسماعيل بكلمته ذكريات التدريس في ثانوية نظير نشيواتي مع الراحل الشاعر رفعت ديب وبين العديد من الجوانب التربوية التي ميزت تجربة الشاعر ديب فالفقيد أستاذ عريق للغة العربية زرع حب العربية والشعر في نفوس طلابه ونفوس كل من عرفه.
الشاعر بشار الجهني ألقى نصا بعنوان فقيد الضاد بين فيها الهواجس الشعرية التي شكلت تجربة الراحل ديب فقال :يا حادي الحرف يمم روضة النجب /واحمل ) لرفعت )شوق الحبر والأدب . واسكب هناك كؤوسا من قصائده /تحيي النفوس مع الأرواح في الترب.
العميد رجب ديب أوضح في كلمته أن المراثي كلها لا تكفي لرثاء شاعر كرس حياته للغة العربية وهو الملهم لجيل كامل من محبي الشعر واللغة العربية.
الشاعر غسان الأحمد أبو حميدي عدد في قصيدته مناقب الفقيد في مرثية دامعة فاضت بصدق العاطفة موظفا قصيدة جيد سعاد للشاعر المرحوم رفعت ديب في مرثية شفيفة فقال : يا ليت شعري هل قنصت هنيهة تحت الضفيرة عند (جيد سعاد)
الشاعر القاضي حبيب ناصر رأى في مرثيته أن صمت الغياب يتقن بلاغة الكلام فقال: فوق الثرى جسمي البالي و أحسبني تحت الثرى مثل من ماتوا ومن قبروا/ يا راحلين وأوهامي تقربهم /طال البعاد وأضنى المغرم السفر .
الشاعر الطبيب عادل مرعي عاد بذاكرته إلى يوم عرف فيه الشاعر ديب لأول مرة يوم حفل توقيع الديوان الأول حيث أضفى الراحل على حفل التوقيع من علمه ونقده ما ترك البصمات العلمية الواضحة على كل نتاجاته الشعرية اللاحقة .
الشاعرة هناء يزبك أكبرت في قصيدتها اندفاع وحرص الشاعر رفعت ديب لإبداء رأيه في أي نص يسمعه ولا يخشى في رأيه لومة ناقد أو شاعر فقالت:هذي مشاتلك القناديل التي /بالنور لم تبخل على البتلات .فالحرف والمعنى يجيد بناءهم /بعبير أوزان من النبضات.
الشاعر المغترب نبيل باخص أرسل نصا ألقته بالنيابة عنه الشاعرة نهلة كدر جاء فيه:طبيب القلب أضناني فراق وسهم الشوق أرسله إلي أرفعت أنت في الشعراء ديب لأنك كنت مخلوقا بهيا. الشاعران فرح موسى وعزيز سارة شاركا بنصوص رثائية من الشعر المحكي طفحت بالعذوبة والرقة فيها من الحسرة على أيام خلت مع الراحل الحاضر بشعره ونقده.
الأديب بدر النقري بين في كلمته أن العزاء الوحيد في هذه الخسارة المجلجلة أن بصمات الراحل ديب واضحة في شتى الميادين وعلى المنابر كافة .
الشاعر إبراهيم الهاشم ألقى نصوصا عبرت بصدق عن ذكريات مشتركة مع الراحل ديب في تأسيس منتدى حمص الأدبي في نقطة مدرسة محارب الأحمد الثقافية وحرصه الدائم على الحضور ودعوة الجميع ففاض به الدمع لما وصل للقول:غادرت لكن هل نسيت وداعنا/أنت الذي غمر الرفاق تفقدا/تشتاق رؤيتك الكراسي بعدما /هذا المكان على خطاك تعودا/تشتاق شحرورا بهيئة شاعر غنى طويلا للحياة وأنشدا.
العميد حسن أحمد ألقى مقامة نثرية وضح فيها حرص الراحل على حفظ اللغة العربية من اللحن وهو البليغ المفوه .
كلمة آل الفقيد ألقاها أحمد نجل الراحل رفعت ديب شكر فيها فيض المحبة العفوي الذي صبغ مشاركات الجميع فالراحل الحاضر شكل إلهاما شعريا ولغويا لكل من عايشه عن قرب .
رحم الله فقيد الضاد والشعر والعزاء بما تركه من إرث ثقافي.
متابعة:ميمونة العلي