للسادس من أيار من كل عام طابعه الخاص في ذاكرة ووجدان السوريين كافة , فهذا اليوم يختزل في رمزيته التاريخ العربي المليء بالمحطات المشرفة لشعب مقاوم يعشق الشهادة ويستعذبها في سبيل الدفاع عن أرضه وكرامته , الأرض التي ارتوت بدماء شهداء آمنوا بالشهادة بأنها خلود , هؤلاء الشهداء الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم النصر وصولا ًإلى يومنا هذا , إذ تتوزع مواكب الشهادة في أعراس وطنية تعم أرجاء الوطن وهي تروي حكايات البطولة والمجد التي يرسم ملامحها أبطال الجيش العربي السوري وكل الشرفاء في وطننا الصامد, لقد جسد الشهداء في تضحياتهم معالم شامخة في النضال والتصدي لكل أشكال العدوان , فشعبنا وعبر تاريخه النضالي في مقارعة الاستعمار آمن بالشهادة باعتبارها اختصار لقيم الحياة الفاضلة وأفعالها المجيدة ,فأصبحت الشهادة رمزاً للخلود والشموخ وقانون الرجال وفلسفة الشجعان , فقوافل الشهداء مستمرة في تاريخ وطننا وصفحات المجد مليئة بالمآثر والتضحيات وقد تجلى ذلك في العديد من البطولات الخالدة في الذاكرة وعلى رأسها ماجرى في معركة ميسلون بقيادة الشهيد يوسف العظمة ورفاقه مرورا بكل المعارك المشرفة التي صاغها أبناء هذا الوطن بدمائهم قرابين فداء لنحيا كرماء , وصولاً إلى شهداء الحق الخالدين أشاوس الجيش العربي السوري الذين بذلوا أرواحهم في تصديهم لأعتى حرب همجية خاضها شعبنا ضد الإرهاب التكفيري وداعميه, وأضحت الشهادة قيمة القيم وذمة الذمم ولهذا جسد الشهداء فلسفة جديدة في التضحية والفداء فاستحقوا أن يكونوا في تاريخ الوطن قناديل نور على درب النضال والمقاومة والتحرير , فتحية لمن وجد حياته في حياة الآخرين , ورأى وجوده في وجود الآخرين , وحمى الله سورية وجيشها وقائدها.
غالب طيباني