مركز الأبحاث العلمية الزراعية … الاعتماد على أحدث الطرق والوسائل لرفع الكفاءة الإنتاجية للمحاصيل الإستراتيجية
تسعى الجهات المعنية للارتقاء بالقطاع الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني وتحسين المنتج كماً ونوعاً إضافة إلى رفع إنتاجية الوحدة المساحية ولاسيما في الأراضي المروية ,وفي هذا الإطار يعمل مركز البحوث العلمية الزراعية على استنباط عدد من الغراس المثمرة التي تلائم بيئة المنطقة الوسطى و تقاوم الأمراض الفطرية و الحشرية , كما يعمل المركز على إجراء عدد من الفعاليات البحثية بالتعاون مع الوحدات الإرشادية و الروابط الفلاحية بالمحافظة وتهدف هذه الفعاليات لاطلاع المزارعين على الطرق المثلى المتبعة عالمياً لتطوير الإنتاج الزراعي ..
وتحدثت الدكتورة بشرى خزام مديرة مركز الأبحاث العلمية الزراعية للعروبة بهدف التعريف بأهم الأبحاث التي نفذها المركز في مجال تطوير المنتج الزراعي, إن المركز يقع شمال مدينة حمص في قرية الدوير ويمتد على مساحة من الأراضي الخصبة و التي تبلغ بحدود 300 دونم تقريباً منها عشرة دونمات منشآت و يتبع للمركز مواقع متعددة وهي دائرة بحوث الموارد الطبيعية مساحتها 40 دونماً ومحطة بحوث الري بالمختارية و مساحتها 200 دونم و محطة بحوث قصر الحلابات مساحتها 40ألف دونم .
و أشارت إلى أن عدد العاملين في المركز والمحطات التابعة له حتى تاريخه يصل إلى 253 عاملاً منهم تسعة حملة دكتوراه و 16 حملة شهادة الماجستير و 39 مهندساً زراعياً و الباقي فئة أولى باختصاصات مختلفة إضافة للعمال من الفئات الثانية و الثالثة و الرابعة و الخامسة ..
وأضافت :يقوم مركز البحوث العلمية الزراعية بحمص بتنفيذ عدد كبير من الأبحاث و التجارب وفق الخطط العلمية الموضوعة للدوائر و الشعب و هي دائرة بحوث المحاصيل و دائرة بحوث البستنة و دائرة بحوث الوقاية و محطة بحوث المختارية و دائرة بحوث الموارد الطبيعية و دائرة الدراسات الاقتصادية و الاجتماعية و دائرة بحوث الثروة الحيوانية و شعب الأصول الوراثية وتكنولوجيا الأغذية, وشعب خدمة نقل التقانة و التأهيل والتدريب و المعلوماتية ,وينفذ عدد كبير من الأبحاث ضمن الأراضي التابعة للمركز و بعضها الآخر في حقول المزارعين ,و تتوزع الأبحاث و التجارب على بحوث محاصيل الحبوب و الشوندر السكري و البقوليات الغذائية والمحاصيل الزيتية والذرة الصفراء بهدف تحسين وتطوير واستنباط أصناف جديدة من بذور المحاصيل الشتوية و الصيفية ورفع إنتاجية المحاصيل الحقلية و تحسين نوعيتها من خلال تنفيذ التربية و التحسين الوراثي المتمثلة في استنباط وأنخاب تراكيب وراثية جديدة متميزة المواصفات, و تتسم بتحملها إجهاد الجفاف ومقاومة الأمراض المختلفة و أهمها أمراض القمح حيث تختبر هذه الأصناف في حقول المشاهدة و مقارنة للغلة و الحقول الاختبارية الموسعة و إكثار النويات ,و تتم موافاة الإدارة المختصة بالقراءات المأخوذة ليتم إعداد النتائج النهائية وطباعتها بغية عرضها على اللجنة الوطنية لاعتمادها..
وأضافت خزام :اعتمد المركز في تجارب أبحاثه على أحدث الطرق والوسائل لرفع الكفاءة الإنتاجية و خاصة على المحاصيل الإستراتيجية كالقمح و الشوندر السكري و الذرة الصفراء و تركزت الجهود على استنباط أصناف تتحمل الجفاف و الأمراض الفطرية و أهمها أمراض محصول القمح..
وأشارت الدكتورة خزام أنه قبل البدء بتنفيذ أي تجربة بحثية يقوم المركز بإجراء تحاليل مخبرية للتربة و المياه التي سيتم استخدامها في عمليات الري للوقوف على جميع احتياجات التربة من عناصر صغرى و كبرى و نسبة المواد العضوية بهدف تحديد كميات الأسمدة في نقص المواد العضوية في التربة,وأحياناً المعدنية كأملاح الحديد وغيرها و كافة هذه الأعمال تقوم بها دائرة الموارد الطبيعية و التي تستقبل عينات من الترب العائدة للمزارعين في إطار التعاون معهم و غالباً يلتزم المزارع بنتائج التحليل حرصاً منه على رفع سوية الإنتاج و تحسين نوعيته ..
كما تقوم إدارة المركز بدعوة الباحثين بشكل مستمر للمشاركة في المؤتمرات و الندوات العلمية و المعارض لتعزيز الفائدة و المكانة العلمية للباحث ورفع مستوى المهارات البحثية للباحثين في المركز من خلال عقد الدورات المتخصصة و التي تتركز على كل مايخص البحث العلمي بدءاً من اختيار موضوع واقع المشاكل الزراعية بالنسبة لمزارعي المحافظة مروراً بكيفية إعداد خطة لأي بحث علمي و تشجيع الباحثين على القيام بالبحوث المبتكرة التي تفتح آفاقاً علمية و تطبيقية جديدة بمجال البحث العلمي الزراعي و العمل على تسويقها و استثمارها بما يعود بالنفع والخير على المجتمع والوطن و الاقتصاد و نشر نتائج الأبحاث.
و تقوم إدارة الهيئة بتوجيه الباحثين في الإدارات البحثية لتنظيم زيارات دورية للمركز لمتابعة سير تنفيذ الأبحاث حسب الجداول الزمنية الموضوعة في الاستثمارات البحثية و التأكد من القيام بالعمليات الزراعية اللازمة للتجارب في الحقول الاختبارية من تسميد و تقليم و مكافحة وقائية وعلاجية و فلاحة و تعشيب و ري (تركيب شبكات ) و غيرها من عمليات الخدمة , و أخذ جميع القراءات حسب أهداف البحث ,و يتم إجراء التقييم الاقتصادي و دراسات الجدوى و التحاليل الإحصائية للتجارب و نتائج البحوث و التقنيات الجديدة في الدوائر المختلفة و إبداء الرأي فيها من النواحي الاقتصادية و الاجتماعية تمهيداً لاعتماده و تقديم المشورة العلمية فيها .
كما يعمل المركز على تفعيل دور الشباب وتدريب صغار الباحثين على كل ما هو جديد في الأبحاث الزراعية بغرض مشاركتهم في أمر البحث العلمي لخلق صف ثانٍ واع و مبتكر للمحافظة على الإنجازات التي يتم تحقيقها و ضمان مشاركتهم في اتخاذ القرار
أخيراً
إن نتائج أبحاث مركز البحوث العلمية الزراعية لم يلمس المزارعون ثمارها حسب ما هو مأمول في تحسين مستوى الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني علماً أن بعض المزارعين يلجؤون إلى دوائر المركز لإجراء التحاليل المخبرية اللازمة فقط وكأن الدراسات البحثية التي تنفذ خارج دوائر الاهتمام لسبب بسيط جداً أن المزارعين لا يعلمون عنها شيئاً و في حال تعرفوا عليها فهي كرجع الصدى لذا نشدد على تعميم الأبحاث الزراعية و خاصة في حال كانت نتائجها جيدة و نشير في هذا المجال إلى امتلاك مركز الأبحاث العلمية الزراعية كادر فني ومؤهل علمياً و السؤال الذي يطرح هنا لماذا مازالت النتائج محدودة و لم يتلمسها مزارعو المحافظة كما هو المأمول ؟!!
بسام عمران