لروح الصديق الشاعر
ممدوح السكاف
الكلْمةُ أضيَقُ منْ أُفْقْ
في هذا الشّرقْ
كيفَ أُوَسِّعُها في زمنٍ
ماأدري
هلْ يَختزِنُ المُضمَرُ فيه شيئا
من أحوال البرْقْ ؟!!
مِنْ أينَ أَجيئُك ياابْنَ زمانٍ
كُنّا فيهْ….
نُوغلُ.. نوغلُ..
كي لانُصبِحَ سُلّمَةً في ذاك التّيهْ
مِن أينّ أَجيئُكَ
ياطِفلَ ثمانينِ الأيامْ ؟!!
كنتَ نقيّاً، ونظيفاً في زمنِ
مَشبوبٍ بالسُّخّامْ
واسِعةٌ صفحاتُ الذّكرى
كيفَ يَضيقُ الماءُ بذاك المَجرى ؟!!
ظَلَتْ حمصُ غِوايتَكَ المَشغولةَ
مِن حلْمِ الشّعراءِ المَفتونينَ
بأنَ الحلُمَ الأبعدَ..
أَقْرَبُ من ( ميماسِ) التًوْقْ
أَوَتذكُرُ يومَ عزمْتَ علىأنْ
تَخرُجَ منها
أوْ تخرُجَ منكَ
لِعشْرٍة أياماً غِبْتَ
وَعُدْتَ
فيا لِلْغربة ماأصبرَها!!
ساريّةَ للكلْمةِ كنتَ
وللآتينَ لَهافى الشعرْ
طَلَقتَ الغربةَ لكنَّ الغربةَ جاءتْكَ
من الجهة الأخرى
حينَ « دواعشُ» عصرِ الفتنةِ هبّوا
مِن نَتَنِ الأفكارِ الصُّفْرْ
غادرتَ البيتَ لِتنجو
ولِتِنْجو الأسرةُ مِن ذَبْحٍ
كانَ علامةَ هذا العصرْ
أخذوا البيتَ وما في البيتِ
الكُتُبَ، الأقلامَ،
وَأرْصِدةً
لِكتاباتٍ تَتَنَظَّرُ طَلْعتَها ،
وَبعيداً كنتَ وأنتَ قريبٌ
يتأكّلكَ الوحشُ المُرّْ
الغربةُ ثانيةً،
تَتَمشّى عبرَ شوارعِ حمصٍ
ماتَتَشَوَّفُ إلاّ قِشْرتَها
ماهذا السرّ الغامضُ بين اللّبّ
وبينَ القِشْرْ !!
وَنَزَحْتَ بعيداَ
طَعْمُ الغربةِ طعْمُ الجَمْرْ
أَعْرفُهُ،
كمْ عانيتَ ،
وليسَ جميعُ البُعْدِ جفاءً،
غُرْبُةُطيرْ
فوقَ مُحيطاتٍ
لاالصَّحْبُ على وَعْدٍ
لابَرّْ
مَنْ يسطيعُ تَحمُّلَ هذا القَدْرْ ؟!!
ياطفلَ ثمانينَ اكْتَمَلَ الشّوطُ،
سلاماً
مِمَنْ يعرفُ كيفَ يحنُّ الماءُ
لمجرى النّهرْ
عبد الكريم الناعم