أصبحت حلما للكثيرين وللفرجة فقط .. اللحوم والألبان والأجبان أسعارها ترتفع في رمضان بنسبة 10-15 %.. انخفاض كبير في الاستهلاك والاستغناء عن أصناف كثيرة من الطعام .. المواطن لا يلمس نتائج الرقابة على أرض الواقع
مائدة رمضانية بصنف واحد من الطعام فقط.. ونادرا ما يكون هناك أصنافا متعددة حتى صحن الفتوش أو التبولة بات مرهقا سعره للغالبية العظمى من المواطنين .. بهذه الكلمات وصفت أم ليث حال موائد إفطار ذوي الدخل المحدود خلال شهر رمضان مع غياب الكثير من أطباق الطعام التي لم يعد بمقدور الناس تناولها بسبب غلاء أسعار جميع المواد الغذائية، لا سيما الألبان والأجبان.. واللحوم التي تشكّل المكون الرئيسي لهذه الأطباق فأسعار اللحوم ارتفعت بنسبة مابين ١٠ – ١٥ ٪ مع بداية شهر رمضان حتى أصبحت حلما للكثيرين.. لكن موائد الميسورين فقط بقيت تزخر بها
… أم ماهر (ربة منزل) قالت : اضطرت معظم الأسر إلى الاعتماد على اللحوم البيضاء (الدجاج) بدلا من اللحوم الحمراء حتى نستطيع تحضير بعض أصناف الطعام التي اعتدنا تناولها خلال الشهر الفضيل رغم غلاء أسعار الفروج أيضا ولكننا أصبحنا نشتري لحم الدجاج بـ (القطعة)
أم تيسير قالت : من الصعب في هذه الظروف أن تجد أسرة قادرة على إعداد إفطار بأصناف مختلفة كما في الأعوام الماضية… فهل يعقل أن يصل سعر كيلو اللحم الأحمر ما بين 80 إلى 90 ألف ليرة، و سعر كيلو اللبن (البقري) بين 4 إلى 5 آلاف ليرة أما لبن الغنم فوصل سعر الكيلو إلى 8٠٠٠ ليرة وبهذا تكون مستلزمات إعداد مائدة رمضان تحتاج لأكثر من راتب الموظف أضعافا مضاعفة .. هذا ولم نتطرق لأي نوع من المقبلات العصائر الرمضانية والحلويات .
أم محمد قالت : استغنينا عن الكثير من أصناف الطعام في رمضان هذا العام وأهمها الشاكرية والكبة و المحاشي خاصة وأن اللحمة هي المكون الأساسي لهذه الأطباق ، اكتفينا ببعض أطباق الخضار… حتى صحن “ التبولة أو الفتوش” وهو من الأطباق الرئيسية في رمضان وصلت كلفته لأكثر من ١٠ آلاف ليرة ، وذلك بعد ارتفاع أسعار معظم مكوناته الأساسية..
وأضافت أم عدنان : حتى مائدة السحور باتت خاوية.. وكيف بإمكان أسرة مكونة من ٦ أشخاص مثلا تحمل ارتفاع أسعار أهم المواد الغذائية الضرورية للسحور (ألبان وأحبان) .. فقد وصل سعر كيلو الحليب في السوق إلى ٤ آلاف ليرة والجبنة البلدية إلى ٢٠ ألف ليرة ويتجاوز سعر اللبن المصفى ١٣ – ١٥ ألف ليرة و الجبنة الشلل تختلف من محل إلى آخر ويصل سعرها في بعض المحال إلى 38 ألف ليرة… فأين الرقابة؟ أم أنها كالعادة تغط في نوم عميق؟… أرجع اللحام أبو عبدو أسباب انخفاض الإقبال على شراء اللحوم الحمراء إلى انعدام القدرة الشرائية للمواطن ، مما انعكس أيضا على عمل اللحامين وأدى إلى انخفاض نسبة الأرباح نتيجة قلة البيع في الأسواق، هذا ما اضطرهم لرفع الأسعار لتحقيق التوازن بين الربح وكميات البيع.. منوها أن الانخفاض المتواصل في استهلاك اللحوم الحمراء، يهدد بخروج العديد من التجار من المهنة بسبب قلة البيع وانخفاض نسبة الربح… ضبوط.. وسحب عينات..
رئيس شعبة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية المهندس بسام مشعل قال : جولاتنا مستمرة خلال شهر رمضان وعناصر الشعبة مستمرون في تنظيم الضبوط واتخاذ الإجراء المناسب بحق المخالفين.. وفيما يخص اللحوم الحمراء أوضح أنه : منذ بداية شهر رمضان المبارك تم تنظيم/19/ ضبطا عدليا موزعة كالآتي /4/ ضبوط بمخالفة فرم اللحم بشكل مسبق دون طلب الزبائن /4/ ضبوط بمخالفة ذبح أنثى العواس والماعز خارج المسالخ المعتمدة ودون موافقة اللجان المختصة /3 / ضبوط بمخالفة الجمع بين نوعين من اللحم /4/ ضبوط بمخالفة التعامل باللحم المذبوح خارج المسالخ الفنية المعتمدة /4/ ضبوط بمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار أما اللحوم البيضاء منذ بداية شهر رمضان المبارك تم تنظيم /13/ ضبطاً عدلياً موزعة كالآتي : /9/ ضبوط بمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار /2/ ضبط بمخالفة عدم إبراز فاتورة شراء /2/ ضبط بمخالفة البيع بسعر زائد كذلك الأجبان والألبان : فمنذ بداية شهر رمضان المبارك تم تنظيم /2/ ضبط عدلي بمخالفة عدم الإعلان عن الأسعار كما تم سحب /33/ عينة كانت نتائجها كالتالي :6 عينات مخالفة و 6 عينات مطابقة و 21 عينة قيد التحليل…
بقي أن نقول : مايحدث في الأسواق من تخبط في الأسعار وتحكم التجار بتسعير المواد بما يحقق الفائدة والأرباح الخيالية لهم فقط شيء مرعب ومخيف.. فقد بات المواطن عاجزا عن تلبية احتياجات أسرته في ظل رواتب ضعيفة لا تكفي أياما معدودة.. ؟؟..
بشرى عنقة