نبض الشارع.. شجون وهموم

“نفي النفي تأكيد ” هي قاعدة درسناها في مادة الرياضيات تحاكي واقعنا المرير بوعود مسؤولينا الاقتصاديين وتخدير الألم بالوهم بانفراجات وانزياحات للفقر والغلاء الفاحش وللأسف بعد الوعود وانتظار ” كمون” تحقيقها تأتي الانفراجات على هيئة جلطات وانفلاجات وفالج لا تعالج .

يعني ارتوينا مواعيد ومواعظ يستجمعها القائمون في صولاتهم وجولاتهم واجتماعاتهم الدورية  يستعرضون فيها عضلاتهم في تقاذف المسؤوليات والاحتدام دون الاحتكام إلى حل جذري متخذين هيئة الأم الحنون  للمواطن المكلوم.. في الوقت المخصص لتلك الاجتماعات فقط وبعدها يمضي كل في طريقه مع حرصهم  الشديد على توطيد الصداقات مع مرؤوسيهم ومعارفهم حفاظاً على كرسيهم ولو كان الثمن مصداقيتهم أمام هذا المواطن الذي لا حول ولا قوة له ..

فالمواطن “المستهلك” لايهمه إن وصل غرام الذهب إلى 500 ألف ليرة سورية ولا فرق عنده بين الذهب الحقيقي والذهب البرازيلي يريد عيشة كريمة يضمن فيها  لقمة عياله ، ولا يعنيه – كذلك – إن وصل سعر الصرف  إلى حد العشرة آلاف ليرة سورية أو نزل إلى 1000ل.س يهمه ألا تضيق به سبل الحياة ، فسكرات الغلاء لا ترحم ، وتتخطى كل الحدود الطبيعية  والمنطقية فالواقع يزداد قسوة ومرارة ،لا حكمة يستهدي بها مسؤولونا الاقتصاديون ولا تجربة يقيسون عليها .. للأسف فإن أية زيادة على الراتب  لن تجبر كسراً ..، لا يعقل أنه في بلد زراعي يصل كيلو البندورة إلى 4000ل.س والخيار كذلك والفاصولياء تتخطى 10000 عشرة آلاف ليرة ، و كذا الأمر المواد الاستهلاكية نصف كيلو متة بعشرين ألفاً ، وكيلو القهوة بثمانين ألفاً،… في أي كوكب تسعر تلك المواد ، الواقع بات يتجاوز الخيال..  المواطن والمسؤول لا يعيشان تحت سقف واحد وإلا ما استمر هكذا وضع والصدمة والدهشة التي يفتعلها المسؤولون على حين اجتماع لاتسمن ولا تطعم جائعاً، وسنبقى على يقين أن القادم أجمل ، هو إيحاء يأتينا من الأنباء ، علّ العليل في قادمات الأيام – يجد لمواجعه وفيض صبره شفاء وثناء وعطاء، علّ وعسىّ.

حلم شدود

 

المزيد...
آخر الأخبار