نقطة على السطر ..مائة ألف….!!!

أصبح الحديث اليوم عن المائة ألف وكأنك تتحدث عن المائة ليرة قبل الحرب العدوانية على سورية،فهذا المبلغ الذي نحن بصدده ،هو ببساطة راتب أو أجر موظف القطاع العام من الفئة الأولى،أي من الفئة التي من المفترض أن تكون الأعلى أجراً..!!

فهل هناك مجنون أو عاقل يصدق أن هناك أسراً تعيش في ظل هذه المائة ألف..؟؟بالتأكيد مثل هذا الحديث هو ضرب من الجنون ولكنه واقع عدد كبير من الأسر السورية التي تعتمد على (الراتب))كل أول أو آخر كل شهر وقد تكون تسكن بيتاً بالأجار..!!

هذا المبلغ لا يساوي مثلا كيلوغرام واحد من أنواع الحلويات من المحال الفارهة، ولا يساوي ثمن حذاء أو بنطال مع قميص أو بيجامة من الأنواع العادية التي كانت تعرف بالشعبية …ووألخ من قائمة هذه المحرمات بالنسبة للفئة التي كان يقال عنها إنها المحرك الأساسي للسوق.

اليوم يجلس صاحب هذا المبلغ الخيالي الذي مازال صامداً في وجه غول الأسعار ،ويحسب كم كيلوغرام من السكر أو كم علبة متة أو الرز والبرغل والفواتير والخبز وبقية الخدمات يساوي المبلغ فيصاب بالدوار لأنه يصل إلى نتيجة واحدة أن دخله لا يكفي في أفضل الأحوال أكثر من أسبوع واحد فقط.؟؟

وعلى الرغم من ضحالة مبلغ معونة البطالة هذا،فإن كل الجيوب والأفواه تتلهف عليه وتعتبره مقصدها وتضعه في أولوياتها من أجل الانقضاض عليه من خلال أشياء متهالكة أو مستهلكة عبر تلميعها كانت أيام العز تباع على الأرصفة بعشرات وبمئات الليرات أي من البضاعة التي كنا نقول عنها (ستوك).

استوقفني أحد باعة البسطات وقد ظننت إنه ربما يعرفني ليسألني لماذا (سوقه وسوق أمثاله داقر)؟فسألته عن مسبحة شعبية وبسيطة كم سعرها قال خمسة آلاف ،فسألته لو كنت مكان أي مواطن ماذا تفضل أن تشتري خبزاً أم هذه المسبحة،أجاب بالتأكيد الخبز،قلت له هذا هو حال الناس ليس هناك مجال للتفكير بأكثر من الخبز.

ببساطة أجرنا كفئة أولى لا يكفي حاجة الأسرة الحقيقية أكثر من يوم واحد إذا أرادت أن تحصل أو لنقل أن توفر لأطفالها الراتب الغذائي اللازم للنمو العقلي والجسدي.

طبعاً هناك فئات من مختلف الفئات الوظيفية وقد تكون من الرابعة أو الخامسة تنفق هذا المبلغ في يوم واحد,وعند السؤال من أين ،يأتيك الجواب (عم تدبر حالها أو راسها)، ولكن كيف …أكيد الجميع يعرف الجواب…!!!

عادل الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار