حمل إلينا اليوم الأول من هذا الشهر نبأ مؤلماً هو وفاة الشاعر العراقي كريم العراقي عن عمر ناهز الثامنة و الستين عاما
و لعلنا جميعاً نتذكر أن الراحل هو من أهم شعراء العراق في العقدين الأخيرين و له بضعة عشر كتاباً في الشعر كما له عدد كبير جداً يصل إلى مئات القصائد من الشعر المحكي و قد غنى له مطربون كثيرون بعض قصائده و منهم المطرب كاظم الساهر الذي يعكف حالياً على إطلاق أغنية جديدة من ا لشعر الفصيح هي آخر قصيدة كتبها العراقي على فراش الموت ومنها
ضاقت عليّ كأنها تابوت
لكأنما يأبى الرجاء يموت
علم أنا و الريح باست هامتي
من باركته الريح كيف يموت ؟
و له قصائد مغناة لعدد من المطربين ..
اسمه الحقيقي كريم عودة لكنه معروف باسم كريم العراقي
و قد عاش الرجل متنقلاً بين العواصم العربية و منها دمشق بعد العدوان الأمريكي على العراق و لعل الشهرة التي يحظى بها الشاعر داخل العراق و خارجه لم يصل إليها سوى قليلين من شعراء العراق أمثال الجواهري و السياب ونازك الملائكة و عبد الرزاق عبد الواحد
قصائد كثيرة للعراقي يتناقلها الناس لما فيها من طرفة و دعابة أحيانا مثل قصيدته التي كتبها في حافلة النقل العامة فعندما كان ينتظر الحافلة في الموقف العام جاءت صبية ووقفت بقربه و كانت ترتجف من البرد فطلبت منه معطفه فخلعه بسرعة و قدمه لها و عندما جاءت الحافلة التي تريد الفتاة أن تستقلها أعادت له المعطف الذي كان قد ضمخه بالعطر قبل أن يعيره لها فأعجبت بالعطر و المعطف و لا نعرف أن كانت أعجبت بالشاعر و صارت بعد أيام قصيدة المعطف على كل شفة و لسان و الأكيد أنها لم تبادله أية كلمة إعجاب سوى كلمة شكراً التي قالتها قبل أن تمضي و من هذه القصيدة نقتطف
لما استعارت معطفي
فوراً تغير موقفي
يامعطفي ما أسعدك
حاولت ألا أحسدك
ياليت أني معطفي
و سالت روحي هل أنا
محبوبها أم معطفي
و الكل صفق يشتف لما أعادت
معطفي ومضت بغير توقف
و اللافت في سيرة الشاعر الراحل انه لم يتزوج و أمضى شطراً من عمره
متنقلاً بين العواصم العربية و منها دمشق التي نشر فيها الكثير من قصائده في صحفها و مجلاتها
أما قصيدته جنة فقد اشتهرت كثيراً و غناها ماجد المهندس و منها جنة جنة جنة و الله يا وطنا .. يا وطن يا حبيب يا بو تراب الطيب …
رحم ا لله الشاعر كريم العراقي مفخرة الشعر العربي
عيسى إسماعيل