نقطة على السطر ….الخطأ القاتل ..!!

صحيح أننا تعلمنا  “أن من يعمل يخطئ والإنسان يتعلم من خطأه ” لكن هل جميع الأخطاء يمكن تجاوزها والقبول بها  وبمعنى آخر هل الأخطاء على سوية ودرجة واحدة؟؟

لاشك أن هناك أخطاء يمكن تقبلها لأنها لا تشكل خطرا على مرتكبها و لاتسبب الضرر أو الأذى الكبير للآخرين فهذا النوع من الأخطاء يمكن تبريره وتمريره بشرط الاستفادة منه في عدم تكراره والوقوع فيه مرة ثانية لكن إذا كان الخطأ جسيما ويشكل خطرا كبيرا ويخلف تبعات لاتحمد عقباها هل يمكن تقبله أو تمريره ؟؟؟

بكل تأكيد هناك أخطاء فادحة لايتقبلها العقل لامن قريب ولا من بعيد والوقوع بها كارثة حقيقية تستوجب محاسبة مرتكبها حسابا يتناسب مع حجم الضرر الذي تسببه لأنها عادة ما تقع بسبب الإهمال والتقصير أو عدم المبالاة والاستعداد والتنفيذ الجيد للعمل ..!!

ومن  هذه الأخطاء, الأخطاء الطبية التي تكون نتيجتها زهق أرواح بشرية بريئة أو التسبب بأذية جسدية أو نفسية دائمة لايمكن معالجتها بالإضافة للتسبب بخسارة مادية كبيرة للمريض الذي يتوجب عليه دفع الأجور المطلوبة مهما كانت النتائج وغالبا يدفع الأجور قبل إجراء العمل الطبي..!!

العمل الطبي عمل إنساني في الدرجة الأولى وبنفس الوقت يتطلب المهارة والدقة ويجب ألا يكون حقل تجارب لأن الطبيب يتعامل مع الإنسان غاية ومنطلق الحياة فعليه إتقان عمله بشكل جيد والثقة بنفسه قبل ممارسة عمله على أرض الواقع.

وفي هذه الأيام نسمع بين الفينة والأخرى عن وقوع الكثير من الأخطاء الطبية بعد تكبد أصحابها مبالغ مالية ضخمة في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة نعيشها التي غدت فيها الأجور الطبية ضربا من الخيال بالنسبة للمواطنين خاصة من ذوي الدخل المحدود الذين غالبا ما يضطرون لبيع أغلى ما يملكون لدفع أجور العمل الطبي ومنهم من يقترض والآخر يغرق بالديون والفاجعة المفاجئة تكون في النهاية فشل العمل الطبي أو الوفاة أو التسبب بعاهة صحية دائمة , فهنا من يحاسب الطبيب ؟؟؟

لايخفى على أحد أن الكثير من الأخطاء الطبية  تقع وتمر مرور الكرام دون حسيب أو رقيب وفي أحيان كثيرة يتم طويها وإخفاء آثارها لمنع اكتشافها وإظهارها للعلن وعند التدقيق والبحث فيها ترجح الكفة لصالح مرتكبيها بخلق “أعذار أقبح من ذنب” .

لذلك يجب تفعيل  مبدأ المحاسبة القانونية لمرتكبي الأخطاء الطبية لكي لا يفقد المواطن الثقة بهذا القطاع الهام في حياتنا وبنفس الوقت لا يتيح للمهملين والمقصرين التمادي في ارتكاب المزيد من الأخطاء المؤسفة التي تكون نتائجها وخيمة على المجتمع .

 محمود الشاعر

 

 

المزيد...
آخر الأخبار