تحية الصباح… السياحة لا تنضب ..

في إحدى زياراتي لبلد سياحي من الدرجة الأولى ، قبل سنوات الحرب الظالمة على بلدنا سورية ، دهشتي الأولى جاءت من حقيقة أن تكاليف الرحلة ومدتها خمسة عشر يوماً ، بالبولمان السياحي مع كامل نفقات التنقل والطعام والشراب والإقامة في فنادق فخمة تعادل الإقامة لمدة ثلاثة أيام فقط في فندق فاخر كثير النجوم في بلدنا ..!!.

السائح العربي أو الأجنبي الذي يقارن بين أسعارنا وأسعار الدول المجاورة يجد الفارق كبيراً وبالتالي يختار الأرقى والأقل سعراً  ومثل هذه المقارنة ليست في صالح سياحتنا أبداً .

وثمة نقاط أخرى تبدو مستغربة فعلى الرغم من أن كلية السياحة تخرج كل سنة أعداداً لا بأس بها ، وهؤلاء يفترض أن يلتحقوا أو بعضهم بالمنشآت السياحية ككوادر مدربة مؤهلة غير أن هذا لا يحصل إلا ما ندر   فالكادر العمالي السياحي يعتمد على عمال موسميين أو غير مؤهلين ، وبعضهم بالكاد يعرف القراءة والكتابة باللغة العربية ، أما اللغة الأجنبية ، فبالكاد ترى أحداً من هؤلاء يعرف التحدث بها إذا ما جاء سائح أجنبي …!!. ولعلنا هنا نشير إلى بعض التجارب في الدول المصنفة كدول سياحية ، وهو أن قانون العمل يفرض على كل منشأة سياحية تعيين عدد من المؤهلين الجامعيين أو حملة المعاهد المتوسطة السياحية في منشآتهم . وهذا ما لا يحصل عندنا أو ربما لم تخطر ببال وزارتي السياحة والشؤون الاجتماعية والعمل مثل هذه الفكرة .. لا ندري حقيقة الأمر .

يبقى موضوع الأسعار والتسعيرة مثيراً للعجب ففي أي مقهى أو كافيه ” كما يقولون عليك أن تدفع على الأقل إذ تورطت بالدخول إليها مضطراً ، أو تريد أن ترتاح قليلاً فعليك أن تتفقد ما في جيبك فإذا كان المبلغ لا يقل عن خمسين ألف ليرة .. فمرحباً بك .. وإلا فلا تخجل نفسك لا سيما إذا كان معك شخص آخر صديق.

نفتقد حقيقة إلى المقاهي والمقاصف السياحية الشعبية ونفتقد ربما إلى الجولات التفتيشية للمسؤولين عن هذه المنشآت وبعضها لا يستحق أن يكون موجوداً بسبب الأوساخ وعدم العناية وعدم النظافة بكل أنواعها .

قد تكون الظروف والمؤامرة الكونية علينا جعلتنا نعيد ترتيب الأولويات في القطاع الاقتصادي والسياحي لكن اليوم عاد الأمن لربوعنا فعلينا أن نعيد تفعيل الخطط السياحية فالاستثمار في السياحة والترويج السياحي داخلياً وخارجياً أمر هام قد يتأخر مردوده لكن في النهاية نحصد نتائج تعود بالخير علينا في تونس مثلاً يقولون ليس عندنا نفط ولكن عندنا سياحة .. النفط ينضب يوماً والسياحة لا تنضب .

عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار