نقطة على السطر …. لاتبخسوا المدرس حقه ..!!

العروبة – محمود الشاعر :

لا أعلم ما هي المعطيات التي استند إليها المعنيون بالقطاع التربوي في تحديد طبيعة عمل العاملين بهذا المجال..!!

في الوقت الذي يجب أن نكافئ من أمضى معظم حياته في مجال التعليم والتربية عرفانا منا بالجميل والعطاء والجهود التي بذلها سابقا ولظروف صحية أو اجتماعية انتقل لممارس العمل الإداري نفعل العكس فتكون المكافأة تخفيض طبيعة عمله بدلا من زيادتها.

“إن لم تستحِ فافعل ما شئت ” غريب عجيب اتخاذ هكذا قرار بوضع فارق بنسبة تفاوت كبيرة في طبيعة العمل مابين المدرس في الصف وزميله في العمل الإداري .

ألم يدرك المعنيون أن المدرس الذي يمارس العمل الإداري اليوم هو نفسه الذي كان في الصف سابقا ولظروف معينة لن ندخل في تفاصيلها الآن انتقل لممارس العمل الإداري علما أن العمل الإداري لايقل أهمية عن التدريس بل يفوقه جهدا وتعبا ومسؤولية في كثير من الأحيان.

ولماذا تناسى المعنيون أن الإداريين و الموجهين ومشرفي الجاهزية في المجمعات التربوية أو في مديريات التربية يداومون صيفا شتاء ويدفعون أجور نقل يوميا ألا يستحقون طبيعة عمل مجزية  ؟؟

من قال إن الإداري في المجال التربوي لايعمل ومن صنف عمله من الدرجة الثانية أليس هذا الأمر “مضحكا مبكيا ” .

للعلم الإداريون في القطاع التربوي لديهم مهام صعبة في المدارس خاصة ذات أعداد الطلاب الكبيرة ,فمهامهم تفوق زملائهم داخل الصف ومسؤوليتهم أكبر أيضا من المعلم داخل الصف ألا يستحق هؤلاء طبيعة عمل مناسبة .

لاشك أن فرز وتحديد نسبة طبيعة العمل التربوي الحالية خطأ كبير يجب إعادة النظر فيه لأنه في حقيقة الأمر لايستند إلى حقائق و معطيات عادلة بل يخلق شرخا وحساسية كبيرة بين المدرسين وبنفس الوقت يسبب نفورا من العمل الإداري في مدارسنا وقطاعاتنا التربوية .

وهل نسي المعنيون أنه في ظل وجود أعداد كبيرة من المدرسين الفائضين من نفس الاختصاص يتم توزيع النصاب” الحصص الدرسية ” عليهم وبالتالي سيكون النصاب الموزع ساعات عمل قليلة محدودة بالإضافة إلى أن المدرسين ممن أمضوا سنوات عمل كبيرة يتم تخفيض نصابهم فكيف سيتم حساب طبيعة العمل هنا ؟؟

وللعلم أن الإداريين في المدارس مطلوب منهم الالتزام بالدوام المقرر كاملا الذي يبدأ مع ساعات الصباح الأولى حتى نهاية الدوام الرسمي يوميا على عكس معلم الصف المطلوب منه الدوام حسب حصصه الدرسية المقررة .

لاشك أن العمل في القطاع التربوي بكافة فروعه وأنواعه واختصاصاته ” إداري أو تعليمي داخل الصف أو خارجه “عمل هام ويكمل بعضه ليشكل لوحة فنية جميلة متكاملة لذلك من الخطأ الكبير وضع الفوارق بين أبناء المهنة الواحدة, من هنا نتمنى من المعنيين بالقطاع التربوي إعادة النظر بطبيعة العمل المقررة وآلية توزيعها لتحقيق العدالة بين الجميع لأن كل من يعمل في هذا القطاع يستحق الأفضل دائما بدون” نسب أو فواصل” والتراجع عن الخطأ فضيلة .