لعل ما قاله القائد المؤسس حافظ الأسد عن انتصار تشرين بأن ( انتصاراتنا في حرب تشرين رصيد كبير ودائم لشعبنا و لأمتنا فلا انتصار مع الجهل ولا انتصار مع الخوف و لا انتصار مع التردد ولا انتصار مع التخاذل ) يوازي اليوم ما نعيشه من أهمية تاريخية بعد خمسين عاماَ من انتصار حققه جنود أشاوس استبسلوا في الدفاع عن الوطن و كسر شوكة و هيمنة الاستعمار..
وعلى مر الأيام يسطر رجالنا في الجيش العربي السوري بطولات ملحمية مرتكزة على انتصار تشرين و ستظل محطات مضيئة في تاريخنا الوطني ووقائع أعوام 1982و 2000 و 2006 ليست بعيدة عنا وصولا إلى حرب شعواء شنها داعمو التخريب و الإرهاب عن طريق مجموعات تكفيرية لا تنتمي إلا لمن يدفع لها أكثر و لا تخلص إلا لمبدأ واحد أساسه التخريب الممنهج لمقدرات الشعب السوري….
اليوم وبفضل تضحيات صانعي تشرين التحرير ومبدعي ملاحم البطولة والتضحية والفداء في سبيل الوطن ما زال رجال الجيش العربي السوري يواصلون حربهم ضد أدوات هذا العدو من التنظيمات الإرهابية بهدف إعادة الأمن والأمان إلى كل شبر من ربوع الأرض السورية بعد تطهيرها من رجس الإرهاب مسطرين دروساَ نضالية استثنائية و مؤكدين حق الشعب السوري المشروع في تحرير أرضه كلها وبناء مستقبل يليق بهم…
معارك بطولية خاضها و لا يزال أبناء وأحفاد رجال تشرين التحرير في حربهم ضد الإرهاب يكتبون خلالها ملاحم بطولية ويحفرون في وجدان السوريين عميقا معاني العزة والكرامة فكانت دماء الشهداء عنوان التحرير في حلب ودير الزور والغوطتين ودرعا وحماة والقنيطرة وأرياف حمص وحماة والبادية السورية وانتصارات شكلت ركيزة أساسية للانطلاق مجددا لتحرير ما تبقى من مناطق ابتليت بالإرهاب في إدلب والشمال السوري والجزيرة السورية وصولا إلى طرد قوات الاحتلال الأمريكي والتركي وإرغامها على الخروج مهزومة من أرض الحضارات التي لا تقبل محتلا ولا يسكت شعبها عن الضيم والهوان والاحتلال و ليؤكدوا للعالم أجمع أن بواسل تشرين ماضون في طريقهم نحو النصر المؤزر.
هنادي سلامة