طالما كانت الكلية الحربية في حمص مصنع الأبطال الميامين الذين تخرجوا منها و قارعوا العدو الصهيوني على مر السنين وتصدوا واستبسلوا في الدفاع عن كرامة وعزة سورية من خلال وقوفهم في وجه الهجمة البربرية الوحشية وعصابات الغدر الإرهابية وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل أن تبقى راية الوطن مرفرفة ….
ولأنها كذلك… كانت هدفاً من قبل أعداء الوطن الذين حولوا فرحة السوريين بتخرج أبنائهم إلى حزن ….تلك اللحظة التي كانت تدغدغ الأحلام ..انتظرها الأهالي مطولاً ليرفعوا رؤوسهم بأبنائهم , كما انتظرها الخريجون بعد أن أقسموا وعاهدوا الله أن يدافعوا عن تراب بلادهم حتى آخر نقطة من دمائهم…لحظة العناق الطويل ودموع الفرح بأنهم باتوا أبطالاً أشاوس تحولت فجأة إلى حزن وفجيعة مؤلمة وتعانق الأهالي مع الأبناء عناقاً أبدياً… لم يخذلوا آباءهم ولم يخذلوا الوطن بل كانوا صادقين وسقوا التراب بطهر دمائهم وعانقوا النجوم وارتقوا إلى السماء حاملين فرحتهم لتباركهم الملائكة …
الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص سيبقى مغروسا في ذاكرة السوريين أبد الدهر ,كحادثة تفجير مدرسة المدفعية في حلب في ثمانينات القرن الماضي التي استهدفت أيضاً أبطالاً وارتقوا شهداء….فعلى كل متكأ و على كل وسادة وفي كل مقلة دموع تنهمر حزناً وفخراً على أبطال فارقونا مع ذويهم وأحبتهم الذين جاؤوا ليكونوا شاهدين على تخرجهم فكانوا شاهدين على ارتقائهم شهداء وشاركوهم هذه المرتبة…
مها رجب