تحية الصباح… بلدة اسمها ..فاحل !!

على موعد كنت معها لقد علمتني الحياة ألاّ أقتحم المكان وناسه ،إلاّ على موعد ،وكان للموعد تجديد وجمال وبهاء .البلدة التي تتسلق بيوتها جبلين وواد يفصل بينهما ،وتبعد عن حمص زهاء أربعين كيلو متراً باتجاه الشمال الغربي هي درّة من درر”جبل الحلو “الجبل الشهير بالعنب والتين والتفاح والزيتون !!و”الحلو “اسم منحته له الطبيعة الجبلية الخلّابة ،الخضراء ,فكان المكان وكان الناس الأشداء الذين حوّلوا الجبل إلى بساتين تطفح بالخير العميم .

فاحل ..!!

زرتها مراراً وفي كل مرة ،أشعر بدهشة اللقاء وجمال الطبيعة وطيب أخلاق أهلها ،وثقافتهم ،كنموذج عن الناس الطيبين في بلدنا الحبيب

في فاحل ثمة شعراء منهم ناصر إبراهيم وسهيل محمود وثمة قاصون منهم عبدو متري ،وهو شاعر أيضاً ويوسف طعمة ،وربّما نجد آخرين .لكن هؤلاء لهم كتبهم المطبوعة ونشاطهم الثقافي وثمة جلسات شعرية حدثني عنها هؤلاء كانت تعقد في فاحل ،وفي رباح ،وفي القبو ،البلدات المتجاورة،وفيها ينشد الشعراء بدر عبود ،وعبدو متري ،وفايد إبراهيم

-القبو –وغيرهم أشعارهم الباذخة بحب الوطن ،وعطر المرأة والأرض .

وما دمنا في حديث الثقافة والأدب فإننا نتمنى أن يستأنف المركز الثقافي في فاحل نشاطاته من جديد وثمة قصائد تخلد بعض المناسبات الاجتماعية كالزواج والخطوبة وغيرها .

في منزل القاص والشاعر عبدو متري ،كان اللقاء الذي استمر عدة ساعات ،لم نشعر بها .فالحديث عن الشعر والأدب والتراث الشعبي العريق ،والصداقة ،حديث مشوق ،يهتز له القلب وترقص له الروح .وإذا كان الظرف لم يسمح لي بلقاء وجهاء فاحل فإنني أتشوق للقاء الكثيرين الذين لم استطع لقاءهم وهم أصدقاء أعزاء وزملاء دراسة قبل عقود ،كانت تجمعنا جامعة دمشق وكلية آدابها في سبعينيات القرن الماضي .

ولعلّ الإنصاف يقتضي أن نذكر المرحوم الدكتور فيصل ديوب ،رئيس نقابة أطباء الأسنان في سورية الذي عمل نائباً لرئيس جامعة دمشق /وكنّا نطرق بابه /عندما يتعذر حصولنا على سكن جامعي فكان خير من يساعد الطلبة ويستقبلهم بوجه بشوش ،دون أن يسألهم من أين جئتم .ِ.!

فاحل ..قصة أرض وإنسان الإنسان الذي حوّل الجبل والأودية إلى كروم عامرة ،وشيد المنازل فيها ،تقاوم غضب الطبيعة ..الإنسان الذي يبذل العرق كما يبذل الدم من أجل الوطن .

فاحل نموذج لكل بلدة سورية حيث الشموخ وحيث العطاء لا يعرف الحدود !!

عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار