خاطـــرتـان

يارجلاً
من خيال وحب …
التقيتك ..دون غيوم ..
دون إنذار أنك مطر
تركت قطراتك تستبيح شعري وقلبي
أغلقت مظلتي
ووقفت أنهلك ..لم أفكر بغرق
لكنك سميت ذلك غروراً ..وعنجهية ياسمين …
أرسلت كل ما خبأته تحت أجنحتك من سيول ورعود ورياح ..لتطلقه بوجهي ..
أخطأت طريق الزهر .
رسمت فراقاً …قبل اللقاء .
انتظرتك ربيعاً …
وأنىّ لحب يزهر أمام جبروت الوهم …
ابتعدت سحيقاً …
جرفني السيل …
وعصفك المزمجر دفعني باقتدار لأتزمل باطن الأشجار …
انتشرت بالجذور …والأغصان والأرض …
رفضت أن أتلاشى
اخترت أن أكون النسغ …
كلما لمحت طيفك …
أقول ….
لم يحن أوان الربيع
ما زالت الريح تعربد …
مازال الشتاء ….
هل ستكون يوماً ربيعاً
أم أن يدك أبرت الحب بمنجل
فكيف له أن يزهر !
يا لذكراك كم غدت كئيبة !

هنا رقدوا
هنا ناموا
هنا طاب لهم المقام
أأنا أناديك
أم أنت تشدو كالحمام
أأنا الثكلى
أم خنساء
تفخر بمقدام
أيا أخ القلب
نبض الروح
ورفيق الحزن والوئام

لا أبكيك بل فراقك
للعين قزىً
لا يفارقها بمرور الأيام
نم قرير النفس
رسالة أديتها بإتقان ..
وهذا التراب
أمسى تبراً
برفاتك الغالي
يا حبيب الروح
لا أبكيك
لكني أسمع شهقاتك
ترثي حالي
تريد ضمي …
والشد على يدي
تحول بيننا مسافة
سماء بعليائها
لولا الشهادة
ما أزهر الغصن شقائق نعمان
ولا افتر ربيع في مدارجنا
ترفرف راياته ريانة بالسلام.
هيام جابر عبدو

المزيد...
آخر الأخبار