نقطة على السطر ..النفاق مديح في ضجّة وخيانة في صمت

كلمة نفاق مأخوذة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات لحماية نفسها في حال تعرّضت لهجوم ولحفرتها أكثر من مخرج وهكذا المنافق متلون بحسب المواقف التي يريدها سيّده فهو جاهز لكل المواقف ولديه براعة في قلب الحق باطلاً والباطل حقاً ولعلّ أكثر موقف استوقفني في هذا المجال هو وصف أحد الشعراء للأرض عندما زلزلت في مصر مادحاً الخليفة حيث قال:

ما زلزلت الأرض كيداً ٱلم بها…..لكنها رقصت من عدلكم طرباً.

فتصوّروا حجم النفاق والكفر،وفي أيامنا وفي كل يوم وكل لحظة للأسف نرى ونسمع نفاقاً بحجم ماورد على لسان ذلك الشاعر ولعلّ أخطر أنواع النفاق هو عندما يصدر عن أشخاص لهم مكانة اجتماعية أو سياسية أو دينية.

فالنفاق آفة اجتماعية يجب علينا جميعاً مواجهتها لفضح الأفعال الدنيئة التي يمارسها البعض أينما كانت أهدافهم وهذا دور الجميع والأهم دور المؤسسات التعليمية والنقابات والمنظمات والهيئات لكي لا تنتشر هذه الظاهرة في جيل الشباب وتدمر هذا الجيل الواعد ولكي لايفقد البوصلة الأخلاقية والإنسانية والوطنية ورفض فكرة (دبرحالك)أو ترسيخ فكرة المتلونين بمواقفهم على أنها شطارة بل بالعكس يجب علينا ترسيخ فكرة أن النفاق والتلون في المواقف على أنها مكر وغدر وخيانة بل تصل إلى درجة الكفر والتذكير دومأ بأنها محرمة في كل الأديان السماوية .

الويل كل الويل لمن يتحدث بشيء وحقيقته شيء آخر،فهم يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعي.

كفانا الله خبث لطفاء المظاهر وقربنا من لطفاء القلوب.

اسعد الله أوقاتكم أصحاب القلوب اللطيفة.

مغيث إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار