العنوان أعلاه ليس لي ، إنه للشاعر والأديب الإسباني طونيو غالا الذي زار دمشق قبل أربعة عشر عاماً ، وألقى أشعاره في مكتبة الأسد بدمشق . يومها أصرّ غالا رئيس جمعية المسرح العالمي ورئيس جمعية الصداقة الإسبانية السورية أن يزور دمشق قبل زيارة رئيس الوزراء الاسباني آنذاك
/ ثاباترو / …
يومها حلّق غالا في أشعاره… وفي مطالعة هي قطعة أدبية باذخة الجمال في كلماتها وعباراتها ( بالإسبانية ) قال غالا: إن السوريين هم أجداد العالم …تذكروا الفينيق تذكروا عبد الرحمن الداخل الذي أسس الدولة الأموية الثانية في الأندلس … تذكروا السفن السورية قبل آلاف السنين تمخر عباب البحار إلى أوروبا التي لم تكن شيئاً يذكر أمام حضارة الفينيق ومن جاء بعدهم …
الساحل الشرقي للمتوسط يشهد على حضارة لم تكن موجودة إلا هنا ، انظروا إلى القلاع الحصون والآثار … انظروا إلى أوغاريت أقدم أبجدية في التاريخ …أعطانا السوريون الكثير من الفن المعماري والعلوم .. إضافة إلى حبة القمح الأولى / من هنا / والسلم الموسيقي الأول في الدنيا جاء من هنا .
قبل خمسة عشر عاماً وفي زمن رئيس الوزراء /ثاباترو/ازدهرت كثيراً العلاقات السورية الاسبانية في كل المجالات يومها ، خرج ثاباترو من دائرة الفلك الأمريكي وقال كلمة اسبانية المستقلة ورأيها الداعم للقضايا العربية وسط غيظ أمريكي.
في حقيقة الأمر إن الموقف الاسباني في كثير من الأحيان حسب الحزب الحاكم ، كان متميزاً عن الموقف الأوروبي العام والأمريكي فيما يتعلق بالقضية العربية وفترات البرود في العلاقات سببها ليس الإسبان وحدهم بل والعرب أيضاً من هنا أعطت سورية للعلاقة مع اسبانيا أولوية في تلك الفترة أثمرت ازدهاراً وتعاوناً في كل المجالات.
في اسبانيا –الأندلس أيام زمان- شعب مثقف يقرأ التاريخ جيداً ويدرك مدى الروابط بين بلدهم والعرب بشكل عام بل وسورية بشكل خاص وأنطوان غالا مفتون بالأندلس مثل كثير من الإسبان.
من الضروري أن تربط الثقافة والأدب و السياسة بين اسبانيا والعرب … اسم الأمويين لا يزال في قلوب المثقفين الإسبان ولا تزال الوردة الدمشقية في أيديهم واللوز والرمان الشامي لا يزال يزهر في أودية قرطبة واشبيلية وغيرهما …!!
تحية لروح أنطونيو غالا”1930-2023″ وللإسبان الذين يذكرون اسم سورية دائماً!!
عيسى إسماعيل