نقطة على السطر ..منع الدراجات النارية ليلاً لم يمنع النشل!

لم أكن يوماً مع استخدام الدراجات النارية و ما تسببه من حوادث قد تكون مميتة في حالات كثيرة ، إضافة لاستخدامها في السنوات الأخيرة للنشل ، ناهيك عن الإزعاج الذي تسببه بصوتها و استخدامها من قبل المراهقين و قيادتها برعونة ، إلا أننا جميعنا يعلم أن الدراجات النارية يستخدمها البعض للوصول إلى عمله في ظل مشكلة النقل و خاصةً بين الريف و المدينة ، كما يستخدمها البعض كوسيلة للرزق و هذا البعض الذي نتحدث عنه ليس شريحة قليلة في المجتمع بل تعتبر شريحة هشة قد لا تملك سوى هذه الدراجة كمصدر لإعالة أسرها .

بعد هذه المقدمة لا بد للدخول بالموضوع و بشكل مباشر ألا و هو القرار  رقم 6975 / ق الذي منع بموجبه تجوال الدراجات النارية داخل المدينة من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً ، و الذي لاقى ترحيباً و تأييداً لدى البعض ، إلا أنه أثر على عمل الكثيرين من مستخدمي الدراجات النارية الذين لديهم عمل غالباً متأخر ليلاً.

و لا بد للإشارة أن عمليات نشل حدثت باستخدام الدراجات النارية خلال الأيام السابقة أي بعد دخول القرار حيز التنفيذ ، و رغم أننا لا نعلم عدد الدراجات النارية التي قامت عناصر الشرطة بمصادرتها إلا أننا علمنا من بعض مستخدميها أن خسارتهم كبيرة و أن بعضهم في حال لم يتمكن من العمل فستترك أسرته بلا مورد يؤمن لها قوت يومها خاصةً في ظل الظروف المعيشية القاسية ، و قد يقول أحدهم فليجد لنفسه عملاً آخر و هنا نجيب بمرارة ليت الأمور بهذه البساطة ، علماً أن المعامل و المنشآت الصناعية و الشركات التجارية التي ما زالت على قيد الإنتاج تعمل بالحدود الدنيا لأسباب كثيرة لا مجال لتعدادها الآن .

في هذا السياق يمنع قانون العاملين بالدولة أي موظف من العمل بعمل آخر غير وظيفته ، فهل يستطيع اليوم هذا الموظف العيش دون عمل أو عملين آخرين ، و السؤال الأهم هل يمكن تطبيق هذا القانون في هذه المرحلة الصعبة بالتأكيد الجواب لا  ؟ .

الملاحظ أن الدراجات النارية مازالت تجول في المدينة ليلاً لعدم قدرة مستخدميها الاستغناء عنها بالدرجة الأولى إضافة لحالات النشل التي حدثت بعد دخول القرار حيز التنفيذ ، كما أن الدراجات التي تمت مصادرتها تعود غالباً و كما ذكرنا مسبقاً لشريحة بسيطة من المواطنين الذين يستخدمون الدراجة النارية لتأمين قوت أولادهم .

لا ننكر على عناصر الشرطة جهودهم المبذولة بإلقاء القبض على بعض اللصوص و النشالين ، أو من يستخدم الدراجة لأغراض غير جيدة ، إلا أن ما نود قوله أن القرار  أثر على شريحة من مستخدمي الدراجات دون تمييز ،  فالوضع المعيشي للناس لا يحتمل خسارة مصادر عيش نشأت بسبب الحرب والحصار الاقتصادي الجائر  .

يحيى مدلج

 

المزيد...
آخر الأخبار