تحية الصباح ..شعراء من حمص !!

العنوان أعلاه يحتاج إلى توضيح ، فالمقصود هو الشعراء الذين نسيهم الناس أو الذين لم يسعوا ، لسبب  أو لآخر إلى تسويق نتاجهم الشعري أو نشره بين الناس ، علماً أن كلمة ” تسويق ” هنا  لا نراها مناسبة لذلك تركنا العنوان موارباً ..!!

في تعليقه على مادتي المنشورة هنا  بعنوان ” بلدة اسمها فاحل ” يعاتبني الشاعر محمد فرج بأنني لم أتطرق لذكره ، مع أنه يلقي أشعاره في المراكز الثقافية في الريف وله لقاءات شعرية مع الشاعر الراحل بدر عبود ، وأن لديه ست مجموعات شعرية تنتظر الطباعة ..!!

وأقول له إنني لم أسمع باسمه وهذا أمر عادي ، فأنا أهتم بأصحاب الدواوين المنشورة أو من أعرفه من الشعراء وحظي سيء أنني لم أتعرف عليه ، وها قد تعرفت عليه الآن  وهو معروف في منطقة جبل الحلو والحولة والريف الغربي ، و أرسل لي عدداً كبيراً من القصائد وهي والحق يقال قوية الديباجة متنوعة الموضوعات ، قصائد خليلية بامتياز .

الشاعر  الثاني الذي نشر مجموعتين  والمجموعة الثالثة قيد الطباعة  هو معلمي للغة العربية قبل خمسين سنة في الصف الثالث الإعدادي وهو الشاعر عزيز حناوي مواليد بلدة بحور ومقيم في حمص .. وكان قد نشر القليل من شعره في صحيفة ” العروبة” ولكنه غير معروف إلا من  قبل عدد قليل من أصدقائه وأقاربه  وبعض طلابه وكان في سبعينيات القرن الماضي  صوتاً شعرياً قوياً في المناسبات الوطنية والقومية.

أما الشاعر الثالث الذي كان صديقاً لي فهو الشاعر عباس طراف وآخر ما قرأت له قبل وفاته( رحمه الله) كان قصيدته المؤثرة جداً في رثاء شقيقه اللواء سليمان طراف  و أصدر مجموعتين هما (أغاني الغسق)و ( أغاني النسور ) وهو من مواليد القبو  1941 وتوفي عام 2015.

ونشر بعض قصائده في صحيفة ” العروبة”  لكنه لا يزال غير معروف إلا في دائرة ضيقة وأعتب على أسرته التي لم تبادر إلى طبع ما ترك من قصائد.

أما الشاعر الرابع الذي  أصدر ديوانه بعنوان (ديوان منير الكلاليب) فقد ترك عدداً كبيراً من القصائد التي أحرقها الإرهابيون مع مكتبته في منزله الواقع مقابل المشفى الوطني  وقام ولده الدكتور عاصم بنشرها..!! وقد ألقيت محاضرة عن شعره وحياته فهو من المعلمين الأكفاء في حمص ومن تلامذته عبد الغني ملوك وعبد الكريم الناعم وعدد من أعلام الثقافة في حمص .. وبما أن نسخة وحيدة من ديوانه الصادر في دمشق  عام 1971 هي في حوزة ولده فإننا نتمنى أن يعيد طباعته، فهو  شاعر عميق المعاني ، واسع الأفق عروبي الفكر .

ولعل هناك كثيرون من الأدباء ( المنسيين ) الذين يجب أن نعّرف الناس بهم ، فهم ، بنتاجهم يشكلون إضافة للمشهد  الثقافي الحمصي العريق أما تعليل أسباب بقائهم في دائرة الظل فهذا ليس مهماً ، المهم أن يصبحوا في دائرة الضوء  وهذه مهمة جليلة يجب أن يتصدى لها النقاد والأدباء  والإعلاميون ….

عيسى إسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار