تحية الصباح … رحيل ..!! 

الشهر الأخير ، من العام المنصرم ، كان محزناً , كأنه أراد أن يذكرنا أنّ الموت يتربص بنا ، فيأخذ من يأخذ ، ويترك لنا الأسى والحزن , ثمة صديقان عزيزان اختطفهما الموت هما : فايز مطلق رئيس تحرير العروبة الأسبق، واللواء الشاعر محمد حسن العلي ، رحمهما الله .

تعرفت على أبي خلدون – فايز مطلق – في ثمانينات القرن الماضي , وبالتحديد عام 1986, يومها ، أحضرت معي زاوية  بعنوان ( رحلة إلى الخريف ) وقلت له أريد نشرها في ( تحية المساء ) وكانت العروبة تصدر بعد الظهر’ فأبدى الرجل دهشته وقال إن من يكتبون هذه الزاوية كتاب معروفون ، وأنا قرأت لك كثيراً في مجلة “جيش الشعب”ولكن..!! وهذه الـ (لكن) بقيت معلّقة ؟!! غير أن الرجل أبدى إعجابه بالزاوية , وبعد أيام فوجئت باسمي وزاويتي في الصفحة الأخيرة !!. ومن يومها بدأت أكتب في العروبة.

قبل سنوات صرت عضواً في اتحاد الكتاب العرب , وهنا تعرفت على  أعلام الثقافة والأدب والفكر في سورية , ومن هؤلاء اللواء الشاعر محمد حسن العلي الذي غادرنا في الأسبوع الأخير من العام الفائت . أهداني بعض دواوينه , والحق يقال إنه صاحب ديباجة شعرية أصيلة , فقصيدة العمود خالدة خلود الزمن ولها مبدعوها ومنهم الراحل محمد حسن العلي.

فعلى الرغم من مسؤولياته ، قبل تقاعده كضابط في قوى الأمن الداخلي، كان مولعاً بالقراءة والكتابة..  شاعر له بصمته في القصيدة  العربية الأصيلة أو قصيدة العمود كما يسمونها . مواضيعه متنوعة ولكن الموضوع الوطني والقومي هو الأكثر حضوراً والأكثر قوة في شعره. وعندما كان يحضر المؤتمرات العربية ، بصفته ضابطاً في قوى  الأمن الداخلي ، أو بصفته شاعراً ، كان الرجل ، بقصائده وبكلامه ، يجذب المستمعين … حجته دامغة وبرهانه ساطع، ويتماهى في شعره عشق سورية وعشق العروبة ، وهكذا فقد فاز بجوائز عربية من جامعة الدول العربية ، وطلب منه في أثناء زيارته  لإيران أن يعيد إلقاء قصائده ،لما تحمله من صدق في الموقف ، وعزيمة وصمود يعكس بطولة وصمود جيشنا وشعبنا بوجه الصهاينة وعملائهم الإرهابيين  التكفيريين ,ولا ننسى دوره الفاعل في مجلس اتحاد الكتاب العرب الذي كان عضواً فيه .

رحم الله أبا خلدون والعزاء لزملائه في الصحافة  والإعلام .. وتحية لبلدة السخنة التي أنجبته وتفخر به .

رحم الله أبا حسان، الشاعر الهمام والضابط المقدام ، الوطني بامتياز ، وتحية لقرية ” أم السرج ” التي أبصر فيها النور فجلب لها الفخر والشموخ.

عيسى إسماعيل

 

المزيد...
آخر الأخبار