نقطة على السطر …حماية الوطن مسؤولية الجميع

تكاد لا تخلو أحاديث أغلب السوريين في جلساتهم العامة من التطرق إلى الوضع الاقتصادي وخاصة الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه شريحة كبيرة منهم  وخاصة أصحاب الدخل المحدود وعدم كفاية رواتبهم المتواضعة لتغطية نفقاتهم وحاجياتهم الأساسية وكثيرا ما يتخلل هذه الأحاديث مقارنة بين ما كان عليه واقعنا الاقتصادي قبل عام 2011 التاريخ المشؤوم  لبدء الحرب على بلدنا، ونادرا ما تفضي هذه الجلسات إلى توافق في وجهات النظر حول أسباب وطرق علاج ومدة تخطي هذه المشكلة التي تعكر صفو أيامهم ،متحسرين على ما كنا فيه من نعيم وأمن واستقرار،ولكن الجميع متفقون أن السبب الرئيسي  هو الحرب الظالمة التي استهدفت سورية من جهة ،وما لحقها من دمار ممنهج لكل المرافق الاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها مما كان متوفرا  لدينا من اكتفاء ذاتي يؤمن لنا معيشة مرموقة،ومن جهة أخرى يرى البعض أن هناك أسباباً أخرى ترافقت مع هذه الحرب هو عدم قدرة المكلفين بإدارة الملف الاقتصادي ووضعه في حالة تتوافق مع ظروف الحرب وظروف المجتمع السوري الذي صمد وقاوم الإرهاب ودحره خلف جيش باسل وقائد حكيم، وعدم قدرتهم على  تطبيق  توجيهات سيد الوطن السيد الرئيس  بشار الأسد التي أشار إليها في كل خطبه وكلماته الموجه للمعنيين بضرورة إدارة الموارد بالشكل الأمثل،والعمل على تحسين الوضع المعيشي للمواطنين في ضوء الإمكانيات، ومنهم من يضيف أن حالات الفساد والترهل الإداري والاقتصادي وعبث البعض بمقدرات الدولة واستغلالها واستثمارها لغايات شخصية مستغلين ظروف الحرب معتقدين أن يد المحاسبة لن تطالهم لجهلهم وابتعادهم عن الروح الوطنية والأخلاقية التي من المفترض أن تزيد عند تعرض بلدهم لظروف قاهرة،كل هذا يعمق جرح السوريين ويزيد من  أوجاعهم ويزيد من أوجاع الوطن،الوطن الذي تنكر له كل من نسي فضله عليه عندما كان معافى،وكل من غدر به وخانه،وكل من لم يدافع عنه عندما تم استهدافه، وكل من لا يساهم في إعادة إعماره….فالوطن ليس فندقا للإقامة المؤقتة نعشقه عندما يكون قويا ونهجره عندما يمرض.

أمام هذا الواقع ولكي نحافظ على وحدتنا وكرامتنا يجب علينا جميعا كل من موقعه أن ندافع عن بلدنا الغالي سورية وأن نعمل جمعياً لإعادة بنائها بكل المجالات الصناعية والزراعية والسياحية والاقتصادية لأن الوطن لا يبنى إلا بسواعد أبنائه، والأرض لا تروى  إلا بعرق فلاحيها، والحدود لاتحمى إلا ببواسلها.

سورية لنا ونحن لها، وحماية الوطن مسؤولية الجميع وكل من عبث بمقدراته يجب محاسبته ومحاكمته من قبل المجتمع قبل تطبيق القوانين الوضعية عليه.

مغيث إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار