لم يكن ينقصنا لنكمل قاموس المتاعب إلا فيضان يأتي على الأرزاق و يأخذ ما يأخذ ويذهب ضحيته أربعة أرواح… وكأن ماينقصنا اليوم هو فيضان يأتي على آلاف الهكتارات المزروعة بزراعات محمية ليتكبد أصحابها خسائر يصعب تقديرها و الذي يتحمل النتيجة – كما المعتاد-هو المواطن… ومن المتوقع خلال اليومين القادمين ارتفاع صاروخي وجنوني لأسعار الخضار والتي ربما ستبتعد أكثر هي الأخرى عن موائدنا فالفروج والبيض و اللحم والحليب و السمنة و الزيت ليسوا أفضل منها وستخضع للبورصة. فالفروج والبيض يعدانا بأننا سنراهما في الأحلام فبعد رفع سعر المازوت المدعوم للمداجن أربعة أضعاف لابد أن تسجل زيادات تنعكس بشكل مباشر على التسعيرة.. اليوم بتنا في مكان لا نتمكن فيه إلا من مخاطبة ذوي القرارات الجريئة والضمائر الصاحية ليبحثوا بأقصى جهدهم عن قرارات و إجراءات ذات خلفية اقتصادية جدية بعيداً عن الارتجال و أفكار كل يوم بيوم و “لبكرا فرج”… فهذا الفرج لن يأتي إذا بقينا على حالنا نذهب كما تذهب بنا الرياح.. الحروب والفيضانات و الزلازل و ارتفاع الأسعار كلها أمور تتعرض لها أي بقعة على الأرض و لكن الخروج من تباعتها هو التحدي بحد عينه…. وفي كل يوم يبقى للحديث بقية…
هنادي سلامة