نقطة على السطر ..مابين كان وصار..

كان يا ما كان في سالف العصر والزمان وبما يشبه الأحلام كان الناس يعيشون (عيشة رضية) لايعرفها إلا الطاعنون يحكون ماتسلل من ذاكرتهم لأولادهم حين كانت المصابيح الكهربائية تضئ البيوت والشوارع والسطوح والوجوه تخرج ساطعة وضاءة وهاجة تشع دفئا زائدا بنار المدافئ ووفرة المازوت الذي لم يكن يقاس بالليترات ولا بالقطارة يحصلون عليه بشكل حر و(بلا منية)البطاقة الذكية مابين تهديد بإلغاء الدعم وزيادة أسعار المحروقات حتى في المداجن ، كان الناس ينعمون بالرخاء وبما أن لكل ذاكرته مازال جيل اليوم يتمتع بروح الدعابة رغم الأزمات ساخرا إن هي إلا محض أحلام في ظل أعمارهم التي تضيع هدرا تطحنهم ماكينة الحياة بهمومها والتي لهم فيها صولات وجولات، هموم الحاضر تقتسم أفكارهم مابين التأقلم معها بقضها وقضيضها أو التفكير بالهجرة التي لا تستوي إلا لمن كان مدمنا على العمل ومن كان يحمل قلبا جليديا لابتلاع غصة الاغتراب وترك الأهل والأحباب واضعا نصب عينيه الجانب المشرق لبريق المال الموعود تجعله غير آبه بعاصفة هوجاء يتخذ فيها المواطن التدابير الوقائية للخلاص من برد يقصم الظهر ملتفا بطبقة فوق طبقة بما تيسر في خزانته من ثياب قديمة تتجدد قيمتها بعد هجر وطلاق طويل مع الأسعار الكاوية للملابس في البالات التي تتيه كبرا جنبا إلى جنب مع أسعار السوق والماركات والتأقلم مع ظلمة حالكة تعصر قلبه مللا وروتينا قاسيا يفرضه فصل الشتاء ، مع ولادة ألف سؤال وسؤال يوجع الرأس، بانتظار لمسة سحرية للمواطن (سندريلا العصر) من يد حانية، و لأنك تحب الحياة لا تيأس ولا تتمرد يا بني فربما تعيش اليوم أفضل أيامك فلا تنتظر… ربما ترحل وتبقى أحلامك على قيد الحياة معلقة بين جدران بيتك.
المزيد...
آخر الأخبار