تعاني معظم دول العالم من مشكلة المخدرات ، وتعمل جاهدة للقضاء عليها كونها تسبب أضراراً جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية و.. ومع الزمن تزداد هذه المشكلة لتشمل فئات واسعة من المجتمعات وخاصة مع ازدياد أنواعها وأساليب تناولها .
أمام هذا الواقع قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتبار السادس والعشرين من حزيران يوماً دولياً لمكافحة المخدرات والتجارة بها بشكل غير مشروع من اجل العمل لإقامة مجتمع خال من المخدرات .
ويشجع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة جميع الأفراد والمنظمات الخيرية والقطاع الخاص والدول الأعضاء على الاحتفال بهذه المناسبة والمشاركة في حملة المكافحة ، فالمخدرات تفوق مخاطرها ماأ حدثته الحرب العالمية الأولى والثانية والحروب الحديثة لانتشارها بين الشباب والفتيات وأثرها السلبي في تفكيك الأسر وخلق الخلافات المستمرة بين أفرادها وبينها وبين الأسر الأخرى.
تعريف المخدرات
وبهذه المناسبة التقت العروبة الدكتور نصر درغام الذي عرّف المخدرات بأنها كل مادة نباتية او مصنعة تحتوي على عناصر منومة أو مسكنة أو مفترة ، والتي إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشل نشاطه ،كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة وتؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى الإدمان مسببة أضراراً بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية .
الإدمان
وعن الإدمان قال : هو الحالة الناتجة عن استعمال المخدرات بصفة مستمرة بحيث يصبح الإنسان معتمداً عليها نفسياً وجسدياً، ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه .
وبذلك يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أضراراً جسيمة في الجسم والعقل ، ويفقد القدرة على القيام بواجباته اليومية في غياب المخدر ، وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر على المدمن اعراضاً نفسية وجسدية تسمى أعراض الانسحاب الذي إذا لم يعالج قد يؤدي إلى الموت
أسباب التعرض للإدمان
وعن أسباب التعرض للإدمان قال الدكتور درغام:
إن انشغال الوالدين وعدم وجود رقابة والتوجيه والحوار بين أفراد الأسرة ، ومصاحبة رفاق السوء والجهل بمخاطر استعمال المخدر والبطالة والتفكك الأسري ،كلها عوامل تسبب تعرض الفرد للإدمان ، وكذلك الثراء الفاحش يؤدي إلى النتيجة نفسها .
أنواع المخدرات
وعن أنواع المخدرات وتعددها قال : تختلف أنواع المخدرات وأشكالها ومدى تأثيرها وطريقة عملها على الجهاز العصبي للإنسان ومن هذه الأنواع :
الماريجوانا والحشيش والمخدرات المهدئة والمنشطة والمهلوسة والمسكنات والمواد المستنشقة – العطرية –
علامات المدمن
وعن علامات المدمن قال الدكتور درغام :
إن تغير سلوك الشخص كالانقطاع المفاجىء عن العمل أو تأخره الدراسي والخروج من المنزل لفترات طويلة والتأخر ليلاً وعدم الاهتمام بمظهره وتقلب مزاجه وغضبه لأسباب تافهة واللامبالاة والتهرب من المسؤولية وإنفاقه المزيد من المال وتغيير أصدقائه وفقدان الشهية وبالتالي انخفاض وزنه أو ميله للعزلة والانطواء .
أضرار الإدمان
ثم انتقل إلى الحديث عن أضرار الإدمان قائلاً :
يؤدي الإدمان إلى تعرض المدمنين لعدد من الأمراض مثل :
سرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمريء والإصابات الجلدية بسبب الحقن الوريدي المستمر وضعف مناعة الجسم وتلف الكبد وتشمعه والإصابة بمرض الإيدز والتهاب الكبد الوبائي بسبب الحقن الملوثة واشتراك أكثر من شخص بها وقد تحدث الوفاة نتيجة الجرعات الزائدة . ومن الناحية النفسية فإن المدمن يكون قلقاً وعصبياً ويصيبه نقص في التركيز والاكتئاب أو الفرح الزائد عن حده وبعضهم يصاب باضطرابات عقلية كانفصام الشخصية والاضطرابات السلوكية ، وقد يلجأ للسرقة وارتكاب الجرائم من أجل توفير المال لشراء المخدر.
الوقاية من الإدمان
وتابع قائلاً : إن التواصل والحوار المستمر مع الأبناء من قبل الوالدين له تأثير كبير في سلوك النشء على أن يترافق ذلك بالحزم والمودة والاعتدال في التربية ، فلا دلال مفرط ولا تسلط زائد ، وكلما كان جو الأسرة هادئاً وتسوده المحبة والوئام الخالي من المشاحنات والمنازعات كلما نشأ جيل يحقق طموحاته ، ولا بد أيضاً من تشجيع الشباب من الجنسين على ممارسة الهوايات المفيدة والانخراط في أنشطة
رياضية وترفيهية، بحيث يتم ملء الفراغ بما هو مفيد ويأتي دور المدارس والمعاهد والجامعات في توفير المناخ التربوي السليم وتعريفه بأخطار المخدرات وضرورة الابتعاد عنها .
كما أن دور وسائل الإعلام يجب أن يكون جيداً ويظهر الآثار السلبية للمخدرات على الفرد والمجتمع وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لتخليص المدمنين من هذه الآفة ، وإيجاد المصحات المؤهلة لإعطاء العلاج المناسب وتأهيل المرضى وإعادتهم الى مجتمعهم بعد تماثلهم للشفاء .
العلاج
وبالنسبة للعلاج قال : يجب أن يتمتع المعالج بخبرات جيدة حتى لا يعرض المرضى الى أخطار جديدة ،والمرحلة الأولى عادة هي السحب الآمن للمخدر أو الكحول من الجسم وهذه المرحلة قد تستمر عدة أسابيع ثم يأتي العلاج بالأدوية وبعد ذلك العلاج النفسي والاجتماعي والسلوكي المعرفي ،بحيث يتمكن المدمن من التعامل مع الاشتياق للمخدر والتغلب عليه وإزالة الحواجز التي تمنعه من الانخراط في العلاج والمساعدة على وضع أهداف واضحة ومعقولة ويمكن تحقيقها .
جنينه الحسن