إن بداية كل شاعر تشكل اللبنة الأولى في حياته الأدبية،
و عند لقائنا الشاعر محمد دبدوب حدثنا عنها قائلا : وجدت نفسي تواقا لموسيقى الشعر منذ الصغر عبر قراءاتي الكثيرة لشعراء الجاهلية،وشعراء العصر الإسلامي والعصر الأموي والعباسي وصولا لعصرنا الحاضر، فكان اهتمامي بالشعراء الصعاليك ثم حسان بن ثابت مرورا بالمتنبي وأبي تمام وأبي فراس وصولا إلى أعلام الأدب الحديث مثل عمر أبو ريشة، بدوي الجبل، الشاعر القروي، وأخيرا وليس آخرا الشاعر الكبير نزار قباني.. وكما قرأت لعدد كبير من الشعراء المعاصرين واقتديت بهم سواء كانوا مشهورين أم مغمورين فقد تعلمت منهم الكثير ، و كنت كمن يقطف من كل بستان زهرة وأسعى إلى تطوير شعري من خلال مجاراة القصيدة والسجال في مضمار الحياة والأدب حتى أصقل تلك القصيدة وأخرجها إلى النور متكاملة في منظوري الشخصي كما تملأ أعين القراء.
– التكريم كالخميرة للشاعر يسهم في رقي قصيدته حدثنا عنها قائلا : شاركت بعدد كبير من الأمسيات و الأصبوحات الأدبية وهذه المشاركة كان لها أثر طيب بتعرفي على أكبر عدد من القراء والحضور،ومن ثم تم تكريمي …و كل التكريمات التي حصلت عليها جعلت ثقتي بقلمي أكبر وأثْرَت في إحساسي بقيمة شعري ما أثرى شعري الموجّه لكل الفئات الاجتماعية من القراء من خلال إتباعي الطريق السهل الممتنع.
-وحول موضوعاته التي اختارها الشاعر ووجد نفسه فيها قال: بالدرجة الأولى الغزليات والوجدانيات ومن ثم آثرت الشعر الحماسي الذي تأجج في داخلي نتيجة الحرب الكونية التي عصفت ببلادنا و كتبت عن العدوان الإسرائيلي على غزة والذي جعل شعري غني بمعاني المقاومة وبطولاتها و ما تحققه في الميدان من بطولات جعلتني أوثّق ذلك شعرا تأجج في داخلي…
-لكل شاعر أوقات مناسبة لقرض الشعر ، تحدث عنها دبدوب قائلا : في كل حالاتي الإنسانية أتحدى ذاتي وأتجاوز همومي ومشاغلي الفكرية لأعبر عن هذه الحالات وأصيغها شعرا أنفث فيه مشاعري وأحاسيسي ، أحياناً أمزق ما كتبت وأغلب الأحيان أوثّق قصيدتي في الكرّاس الخاص بالمخطوطات المعدّة للنشر…
-وعن مجموعاته الشعرية تحدث قائلا :لديّ حاليّاً ست مجموعات مطبوعة على نفقتي و هي: الهدية… رسائل شعرية… عندما ذاب الجليد…تحت سدرة الملتقى… أين كان الحب.. قالت أحبك..
ولديّ مخطوطات كثيرة قد تقسم على مجموعتين ولكنني لم أتخذ أي إجراء حالياً نظراً للظروف الحالية.
– وحول نوع الشعر الذي يجد نفسه فيه قال: إنني من هواة الشعر العمودي وابنه الحقيقي شعر التفعيلة الذي أستطيع أن أصب أفكاري و مفرداتي ومعانيّ بقالب موسيقي شيق كما أراه في منظوري الشخصي..
وأخيراً وحول سؤالنا عن الشعراء والأدباء الذين شجعوه قال: أشكر كل من شجعني على الخوض في غمار الشعر ..
عفاف حلاس