ما واجهته سورية خلال الحرب لم تواجهه أي دولة منذ الحرب العالمية الثانية إلى الآن واستطاعت الصمود والثبات بوجه هكذا عدوان آثم ،وإرهاب فكري ومادي استخدم المعتدي خلاله كل أشكال الأسلحة والقوى الفتاكة …واجهت سورية خلال العدوان عليها حرباً سياسية واقتصادية ونفسية وإعلامية ومعلوماتية وعسكرية شرسة ،وفق تخطيط ممنهج اسمه «الإرهاب» لكن سورية عظيمة بأبطالها ،قوية بكل مقاتل دافع عن أرضه بكل شموخ وتحد. الأبطال الذين قدموا الشهيد تلو الشهيد لتبقى راية الوطن خفاقة ،يقبضون على الزناد ضد من يحاول النيل من الوطن ..
سورية القوية بحكمة وقيادة السيد الرئيس بشار الأسد ستبقى عصية على الأعداء قوية منيعة مهما تعددت أشكال وأساليب عدوانهم ومهما تنوعت أسلحتهم لأنها كانت وما زالت وستبقى رقماً صعباً مستحيلاً لا يقبل القسمة وإن غداً لناظره قريب .
لقاؤنا يتجدد في جريدة العروبة مع أهالي الشهداء ،نستمد منهم العزيمة والصبر والثقة بالنصر ونعطر صفحاتنا بذكر أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر …
أسرة الشهيد البطل حسام عبد العزيز نوى :
خلقنا لندافع عن تراب الوطن
من الأبطال الذين ظفروا بمرتبة الشهادة من أجل كرامة الوطن ..الشهيد البطل حسام عبد العزيز نوى وذلك بتاريخ 3/6/2015 .
في لقائنا مع والدة الشهيد تحدثت قائلة :إن الاستشهاد في سبيل الوطن لا يظفر به إلا أهل الكبرياء ،وما أكثرهم من أبطال أشاوس أثبتوا شجاعتهم وقوتهم وصبرهم وإيمانهم وقدرتهم على صنع النصر والتحرير ..وابني الشهيد البطل حسام من الأوفياء لراية الوطن ، في كل لحظة كان جاهزاً لتقديم التضحيات لتبقى سورية عزيزة صامدة في وجه التحديات …إن الوفاء والانتماء والشجاعة صفات يتميز بها ،كان مثالاً لنبل الأخلاق والولاء للوطن …كان بطلاً لا يهاب الموت إيماناً منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي الأمنية لكل مواطن شريف …
وأضافت :أنظر حولي أرى أمهات وزوجات وأخوات الشهداء ،فهذه الحرب المسعورة لم يسلم من شرها أحد ،هذه الحرب الحاقدة حصدت الأخضر واليابس وارتقى شهداء .. الكثير من الشباب الغيارى الذين هبوا للدفاع عن الكرامة والهوية ..
الرحمة لأرواح شهداء سورية والخلود لذكراهم ..
السيدة نوال زوجة الشهيد تقول :غاب حسام طويلاً ،كان يتصل ليطمئن علينا ،نستمد العزيمة من صوته المتفائل ونبدد الخوف من وهج كلماته ،ونرى رايات النصر من خفق فؤاده .
شارك مع الأبطال في معارك النصر ضد العصابات الوحشية منذ بداية الحرب على البلاد في حمص –درعا –القنيطرة –حلب –اللاذقية ،كان يقول :إن الأعمال الإجرامية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة لن تزيدنا إلا تمسكاً بالوطن والدفاع عنه حتى تحقيق النصر أو الشهادة …
عندما اشتدت المعارك في جبل سلمى باللاذقية ،قاوم الأبطال وصمدوا بوجه العصابات الشيطانية بكل بسالة وشجاعة ،وأصيب البطل حسام في هذه المعركة برصاص وشظايا صاروخية في أنحاء جسده وقبل أن تشفى جراحه عاد إلى أرض الكرامة والعز والشرف ليواجه مع رفاقه أعداء الحياة ويساعدهم في سحقهم والانتصار عليهم ، قبل استشهاده جاء بإجازة قصيرة بعد غياب لأكثر من ثمانية أشهر ،حدثنا عن همة الأبطال العالية وعن عقيدتهم الراسخة وإيمانهم بالنصر المؤزر وقال :طوبى للأبطال يصونون عقيدة آمنوا بها ،لم يسمحوا أن يمسّها غدّار ،سيكتب التاريخ سفر قضية من وهجها ..ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر ،لذلك نحن واثقون ومستمرون ومصممون على النصر …
بتاريخ 3/6/2015 في منطقة الدوير بحمص ،هاجمتهم العصابات الإجرامية بوابل من الرصاص والقذائف ،أصيب حسام إصابة بليغة , …استمر بالقتال ، قال لرفاقه نحن أبطال وسنقاوم إلى آخر قطرة من دمنا وظل كذلك إلى أن نال شرف الشهادة .
وأضافت :إن الشهداء ضحوا من أجل وطنهم والبطل حسام أدى واجبه الوطني وقدّم أغلى ما يملك فنحن خلقنا لندافع عن تراب الوطن وأنجبتنا أمهاتنا لنفدي بأرواحنا وطن الكرامة والمجد ,صحيح أننا تألمنا وتيتم آلاف الأطفال لكن هذا هو ثمن الكرامة والوطن الحر.
-بنات الشهيد ردينة في الصف السابع ،رويدة في الصف الخامس ،رند في الصف الثالث تحدثن قائلات :والدنا الشهيد البطل قدوتنا وفخرنا لقد اشترك مع الأبطال في عدة معارك ضد أصحاب الرايات السوداء والقلوب القاسية.
لقد أوصانا جميعاً بأنه عندما يعود ملفوفاً مزهواً بعلم الكرامة ألا نبكيه بل نشمخ عالياً لأننا أهل الشهيد ,نحن نعتز ونفتخر بشهادته وعندما نشتاق إليه نكتب له الكثير من الرسائل وكأنه موجود بيننا فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون..
رحم الله شهداء الوطن الأبرار وستتوج تضحياتهم بالنصر الكبير وسيكتب التاريخ عنهم صفحات ناصعة في سجله.
أشقاء الشهيد البطل الملازم شرف محمد أحمد الحامض والشهيد البطل ابراهيم احمد الحامض :
دماء الشهداء أمانة في أعناقنا
بأرواحكم الطاهرة أسقطتم المؤامرة والمتآمرين ، وبتضحياتكم سطرتم ملاحم البطولة فأنتم أمثولة العطاء والتضحية والفداء ..
بتضحياتكم نكتب تاريخ وطن ، وببطولاتكم نجعله قلعة صامدة عصية على كل معتد ومتآمر ..
استبسلتم في ساحات الوغى ، صمدتم وقاتلتم حتى نلتم شرف الشهادة ،لقد أعطيا فأجزلا العطاء وفاء ومحبة للوطن إنهما الشهيد البطل الملازم شرف محمد أحمد الحامض والشهيد البطل إبراهيم أحمد الحامض ..
– يقول بسام وسومر وشاهر أشقاء الشهيدين : بكل تأكيد نحن اليوم وبعد مضي كل هذه السنوات من الحرب الكونية على بلدنا سورية ، أقوى وأصلب وأشد تمسكاً بالحقوق ، لأن دم الشهداء الذي روى تراب الأرض الطاهرة هو الأمانة والقوة والثقة بالنصر الذي نسير إليه..
كان الهدف من تسليح وتمويل وتدريب المجموعات الشيطانية هو تدمير وطننا وتقسيمه إلى دويلات ضعيفة غير قادرة في المستقبل على الوقوف في وجه الأطماع الامبريالية, لكن الجيش البطل المتماسك والمتمسك بعقيدته الوطنية تمكن من مواجهة مكائد العدو وخططه الخبيثة وإسقاطها ، وأذهل الأعداء وحملهم على الاعتراف بقوة هذا الجيش والإقرار بعجزهم والقول أن من يراهن على قوة وصبر الجيش العربي السوري بهدف إسقاط سورية إنما هو واهم.
كان البطل محمد صبوراً قوياً واثقاً بنفسه وبرفاقه ، يعلم أن أرضنا طاهرة بدماء الآباء والأجداد من الشهداء الخالدين فحافظ على قداستها ولم يسمح للمعتدي أن يدنسها وجعل دون ذلك روحه ..
كان على استعداد دائم لأن يكون جنباً إلى جنب مع رفاقه المقاتلين في جبهات القتال كافة فهو فرد من أفراد الجيش العربي السوري الذي يسطر أروع البطولات والملاحم في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة ، مصرا على دحر الإرهاب والقضاء على فلوله وتطهير تراب الوطن من رجسه .
شارك البطل محمد في المعارك ضد الإرهاب في معظم مناطق حمص ، تميز بالشجاعة والشهامة ، بعدها خاض أعنف وأشرس المعارك في حلب خاصة في خان العسل عندما اشتدت الاشتباكات والمواجهات مع إرهابي جبهة النصرة ، احتدمت المعركة واستبسل الأبطال وقبل انتهاء المعركة استشهد البطل محمد بتاريخ 13/6/2014.
وأضافوا : عندما رأى شقيقنا الشهيد البطل ابراهيم أعمال العصابات الإجرامية ، حمل سلاحه والتحق مع الأبطال ليقف في وجه من جاء ليقتل ويفتك ويشرد قائلاً : نحن من يعرف ثمن الحرية وهو غال ولكننا نتسابق إلى نيل الشهادة من أجل وطن يستحق تلك التضحيات
كان محباً وعطوفاً ، مقداماً لا يهاب الموت إيمانا منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي النهاية المشرفة لكل إنسان خاض العديد من معارك الشرف ضد التنظيمات الإرهابية في حمص وحلب ..
في زيارته الأخيرة كانت نظراته وتصرفاته فيها ملامح الوداع الأخير..نذكره عندما قال : نحن الأسود رسمت فوق صدورنا انتصارات السنين لتبقى سورية فسيفساء المجد الثمين وسنبقى أسود الأرض ، أرض الياسمين ، نحن حماة الحمى نذود عن الأرض بالدماء والأرواح ….
في حلب كانت إصابته الأولى بشظايا متفرقة في الجسد ، بعضها بقي في جسده لخطورة انتزاعها ..ثم تابع مشوار النضال وخاض أعنف المعارك في خان العسل أثبت خلالها شجاعته وحبه الكبير لوطنه ، أصيب برصاصة في ساقه ، لم يهتم لدمه النازف واستمر في إطلاق رصاص رشاشه في صدور شياطين الموت ، حتى جاءته ضربة قوية على رأسه ، لم يستطع مسعفه انتزاع السلاح من يده الذي ضمه بعناق المحب ، في المشفى بقي في غيبوبة حتى اليوم الثاني حيث نال شرف الشهادة في سبيل الوطن بتاريخ 10/5/2013
لم تحتمل والدتنا وجع الفقد توفيت بعد أشهر قليلة من استشهاد البطل ..
استشهد محمد وابراهيم لكن في وطننا آلاف الأبطال الذين أخذوا على عاتقهم مهمة حماية سورية والدفاع عنها وعقدوا العزم على تخليصها من شرور الإرهاب وعصاباته وأدوات إجرامه ، لن يثنيهم أي شيء عن تنفيذ مهامهم الوطنية المقدسة حتى تطهير ترابها من رجس الإرهاب ..
-هم الأوفياء لها على العهد باقون وعلى صخرة صمودها ستتحطم كل المؤامرات والمخططات ومن دماء الشهداء وارث الأجداد يستمدون العزيمة والقوة لتحقيق النصر
وهانحن أشقاء الشهيدين نتابع في درب النضال ونشارك في المهام القتالية وفي كل معركة يكون النصر حليفنا بفضل دماء الشهداء الأبرار التي بذلت فداء للوطن وبفضل إيماننا القوي بعدالة قضيتنا ونبل أهدافنا في القضاء على الإرهاب سنبقى الجنود الأوفياء لأجل غدٍ مشرق عنوانه الكبرياء وملؤه الأمن والأمان في وطن العزة والإباء واضعين نصب أعيننا حتمية النصر ودحر مؤامرات الأعداء والقضاء على عصاباتهم حتى تطهير التراب السوري على امتداد ساحة الوطن من رجس الإرهاب التكفيري ونعاهد الله والوطن وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد أن نبقى الجند الأوفياء خلف قيادته الحكيمة حتى تحقيق النصر ..
الرحمة لأرواح شهداء الوطن الأبرار والشفاء العاجل للجرحى الأبطال والنصر لسورية الحبيبة ..
لقاءات : ذكاء اليوسف