نقطة على السطر ..وكأنها قدر مكتوب…

قلما يمر عام على منطقة وادي النضارة في الريف الغربي لمحافظة حمص،دون أن تتعرض هذه لحريق على الأقل من النوع الثقيل والذي يقضي على الأخضر واليابس ويعيدها  سنوات إلى الوراء.

إن  الأخطر والأصعب في الحرائق  تلك التي  تحدث في وادي النضارة وهذا يرجع لعدة أسباب ،لأنه  منطقة زراعية واسعة..زيتون..تفاح والكثير من الفواكه والكروم،وحراجية متنوعة تشكل غابات واسعة تضم أشجاراً معمرة ..وغابات الكستناء والنباتات الطبية وغيرها،يضاف إليها الرياح الشرقية الجافة التي تهب على المنطقة في مثل هذه الأيام من السنة ،هذه الرياح تساعد في توسيع المساحات المحروقة وانتشار السنة اللهب في كل الاتجاهات ومحاصرة القرى والبلدات.

أهالي الوادي أصبحوا متيقنين وكأنه قدر مكتوب عليهم مواجهته والتحسب له من عام لآخر طالما أن الغابات وسط الإهمال الذي يلازمها ،هي مصدر الخطر بدل أن تكون جنة خضراء،فالزراعة أعطت وعوداً كثيرة  بشق خطوط النار والاستنفار وتلك الوعود لم تغن ولم تثمن من الوقاية.

المنطقة تستحق أن يكون فيها فوج إطفاء وليس عدد محدود من الآليات المتهالكة والتي لا تلبي الطموح  ،بحاجة لزيادة أعداد العاملين في المخافر الحراجية مع المعدات الفعالة لمواجهة مفتعلي الحرائق من تجار وسماسرة الحطب،والاهتمام بالواقع المعيشي للعاملين في المصلحة وأن تدرج ضمن الأعمال الخطرة.

سألت أحد الأصدقاء من قرى الوادي في العام الماضي عن موسم الزيتون ،فكانت إجابته لا يوجد موسم فقد التهمته النيران ،وُعدنا بالتعويض ولكن لم نحصل على أي شيء…!!!

وبصراحة الأضرار كبيرة جداً والتعويض على أصحاب الأشجار والأراضي يرهق موازنة الدولة التي تترتب عليها أعباء كثيرة ولا تريد أن تضاف إليها أعباء أخرى ،وهنا لابد من التساؤل عن الحل المجدي الذي يضع حدا للذي يحدث سنوياً ،خاصة مع اقتراب فصل الشتاء والحاجة للتدفئة وهي فرصة ينتظرها قراصنة الغابات على أحر من الجمر وهم على استعداد أن يحولوا كل غاباتنا إلى جمر من أجل مصلحتهم….

عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار