غاية في الدلالة حضور فعل الأمر « اقرأ » توكيدا ً لمكانة المعرفة ، وعظمة العقل ضمن تكاملية التماهي فيما بينهما لتكون إرادة الحدث وعيا ً يختزن التجدد ، وتفعيل جماليات الحياة عبر إشراقات فيض المعرفة في رقي القراءة ضمن مدارات الحياة وعيا ً كليا ً إزاء نهوض ٍ حضاري جوهره الإنسان .
إنّ تخوم الحياة تعرف قدر فرسانها على خطوط ٍ تتقدم كل سبق ومكانة زهو كل انتصار في حميّة شهامة كل فعل ٍ بطولي على ثغور ترسم ألق سؤدد مطلق كرامة إنها البطولة في كل ميدان.
ولافت قول / جون ويتمان / : « إن القراءة حققت روادا ً فهم أبطال الفكر كما الحال في أبطال الشطرنج ، عبر تلك الحذاقة ، وكذا في كل مجال ٍ ومهارة ».
مؤكد ٌ أن القراءة مهارة ٌ تغذيها نباهة المبادرة ويرفد ضفتيها في سرحها مهارة استماع وأخرى محادثة ضمن تكاملية لقاء الإنسان بالإنسان فالقراءة مهارة متأصلة بثنائية البصر وسعة البصيرة في تمثل المبدعين حضورا ً أو سطورا ً أو عوالم من عبقريات يصطفيها المرء النوعي القراءة من خلال خبرته في دسم المبدع الحق ومنتجه الدسم ، أياً كان مجاله ، لتصبح القراءة مهارة تغني الذات للفرد وعيا ً معرفيا ً وسلوكيا ً فتصير بذلك فن اليقظة وإدارة التفكير من خلال حلّ النصوص وآليات تفكيكها وتفسيرها والكشف عن معانيها وفق ثنائية معنى ً ظاهر ، وآخر مستتر . فحتى اللغة كونها حاملا ً موضوعيا ً للفكر والأفكار تختزن جانبا ً مثاليا ً تواصليا ً وآخر رمزيا ً / مجازيا ً وبالتالي فإن الانتباه إلى أن اللغة أصوات ٌ ضمت أنواع الحروف ما بين صوائت وصوامت وجهرية وهامسة وسائلة وغير ذلك .. إنها تعزز المعنى في مجال الأداء الإبداعي نطقا ًوجمالا ً في تذوقها وإدراكا ً لكل حرف ٍ بما يحمل من قيمة ٍ تعبيرية ٍ أيضا ً ، فتنسج الحروف بريق كل محتوى وقد جاءت الألفاظ تقميشا ً للمعاني بخيوط ٍ مقصبة ٍ زركشتها أساليب ما بين خبرية وإنشائيةٍ وبين محتوى ً في منطوق فكر ٍ ووقدة وجدان يفيض بانفعالات ومشاعر وأحاسيس هي انعكاسٌ لثنائية التجربة الإنسانية ما بين الخاص والعام ، مبدعا ً وقارئاً وقد استجدت معطيات التقانة ووقائع التدفق المعرفي وغنى الواقع المعيش ضمن زحام تداخل ثقافات في جمال لقاء حضارات ٍ لا « صدام حضارات »
إن القراءة مشروع الحضور النوعي للفرد والمجتمع والحضارة وهي تعلي من شأن قدرات المرء في تمثّل القراءة الأعمق للفهم الموضوعي استبصارا ً إلى ما وراء الكلمات تحليلاً وتفسيرا ً وتأويلا ً فتكون القراءة انتقالا ً من مفردات ٍ على السطور إلى وقائع على صفحات أيام ٍ وأزمان .
إن القراءة فن الوعي والاستبصار في مدارات كينونة إنسان يحث الخطا على دروب الحياة .
نزار بدور