1093 مليار ليرة خسائر السورية للغاز بسبب الإرهاب

أحدثت الشركة السورية للغاز بالمرسوم 50 للعام 2003 , و تقوم باستثمار الغاز الطبيعي (الحر والمرافق) من كافة حقول النفط والغاز في أراضي الجمهورية العربية السورية في معامل معالجة الغاز , ومن ثم يتم نقله إلى المستهلكين عبر الشبكة السورية لنقل الغاز …
وتقوم الشركة بتشغيل و صيانة المنشآت الغازية ( معامل و محطات و خطوط نقل وتجميع …. الخ) … إضافة لإعداد الدراسات الفنية و الاقتصادية لكافة المشاريع الغازية , وإعداد مشاريع التعاون الإقليمي والدولي بكل ما يتعلق بالصناعة الغازية. . العروبة التقت مدير الشركة المهندس علي دربولي لعرض واقع العمل عن كثب .

بداية قال الدربولي:إن خطط عمليات الحفر الاستكشافي والتنقيب تتم وفق نتائج عمليات المسح السايزمي ثنائي الأبعاد و ثلاثي الأبعاد,مشيراً إلى أن الطبقات الحاملة للمركبات الهيدروكربونية في سورية مختلفة وتقع على أعماق من 1200م حتى 4000م .
وأضاف :نقوم في الشركة السورية للغاز بدراسة الجدوى الاقتصادية وزمن استرداد التكاليف لكافة المشاريع الغازية قبل المباشرة بتنفيذها , وإن حفر 1م طولي , و إنتاج 1 برميل نفط , و معالجة 1 م3غاز في سورية من أرخص التكاليف على مستوى العالم وهذا بسبب اعتمادنا على الخبرات الوطنية المحلية في التشغيل و الصيانة و في استخدام الطرق الفعالة لتخفيض النفقات .
استهداف قطاع الغاز
وتحدث الدربولي بأن قطاع النفط والغاز كان مستهدفاً بشكل مباشر من قبل العصابات الإرهابية خاصة وأن منشآت الشركة السورية للغاز تنتشر في معظم محافظات القطر من دير الزور حتى بانياس ومن الحسكة و حلب إلى دمشق و درعا مروراً بحمص وقد خرج الكثير من تلك المنشآت الغازية عن الخدمة و توقفت معظم آبار النفط والغاز عن العمل نتيجة سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة عليها , و هذا ما أدى إلى انخفاض في منتجات الشركة من الغاز النظيف و الغاز المنزلي و المكثفات .
45 شهيداً و 45 مخطوفاً و 28 مصاباً
وأشار الدربولي إلى تعرض كادر الشركة لخسائر بشرية كبيرة حيث استشهد 45 عاملا , واختطف 45 آخرون ويوجد 28 عاملاً مصاباً بجروح …حيث تم استهداف قطاع النفط والغاز منذ بداية الحرب لفرض إيقاف عجلة النمو الاقتصادي حيث تم تدمير أكثر من موقع تدميراً كاملاً أو شبه كامل , وتمت سرقة النفط المنتج والغاز المنزلي من المواقع , و لدينا كذلك أضرار جسيمة في عدة مواقع تم قصفها من قبل طيران ما يسمى التحالف الدولي , و تمت سرقة 246 آلية وتخريب 33 آلية للشركة , وبلغت خسائرنا المباشرة و غير المباشرة نتيجة فوات الإنتاج حوالي / 3,5/ مليار دولار , ما يعادل / 1093/ مليار ل.س .
من 21إلى 7 مليون متر
مكعب من الغاز
وأشار الدربولي بأن المعدل من منتجات الغاز الطبيعي الذي تمت معالجته في معاملنا بداية العام 2011 وصل إلى 21 مليون م3 غاز نظيف باليوم, و من الغاز المنزلي حوالي 1000 طن باليوم , و من مادة المكثفات 15 ألف برميل باليوم . و كان لدينا في الشركة خططاً مستقبلية طموحة تم وضعها بالعام 2004 و تمتد حتى عام 2020 , و كان من المتوقع أن تصل كمية الغاز المصدّر عبر الشبكة للمستهلكين وفق الخطة الموضوعة خلال العام 2018 إلى حوالي 48 مليون م3غاز نظيف يومياً.
ووصل الحد الأدنى الذي انخفض إليه الإنتاج خلال الحرب إلى 7 ملايين م3غاز باليوم , وكانت تتم تغطية عجز الإنتاج من خلال إدخال كل الآبار الغازية التي يتم الانتهاء من حفرها فوراً بالإنتاج, بالإضافة لتغطية النقص عن طريق الاستيراد, و يتم تغطية النقص في كميات الغاز النظيف حاجة المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال استيراد مادة الفيول .
خمسة من ثمانية
وعند سؤالنا عن عدد المعامل العاملة أجاب الدربولي:يوجد في سورية ثمانية معامل لمعالجة الغاز قبل الحرب, و حوالي 45 محطة تجميع , و 80 محطة صمام مقطعي على شبكة الغاز التي يبلغ طولها حوالي 2600 كم و هي بأقطار مختلفة/16», 18» 24» , 36» ,و حالياً يوجد خمسة معامل بالخدمة, و لدينا حوالي 70% من الشبكة السورية لنقل الغاز بالخدمة .
مشيراً إلى أن المواقع الغازية الحقلية هي مديرية استثمار غاز الحسكة و مديرية استثمار غاز الجبسة , ومديرية استثمار غاز دير الزور , و مديرية استثمار غاز جنوب الوسطى في الفرقلس , و مديرية استثمار غاز شمال الوسطى في التوينان بحمص , ومعمل غاز العمر في دير الزور , ومعمل غاز ايبلا في الفرقلس,و معمل غاز حيان في منطقة التيفور , و مديرية تطوير و استثمار الغاز الطبيعي في تدمر , و مديرية نقل و توزيع الغاز في الريان .
خطط إسعافية
وعن الخطط الإسعافية التي أجريت للآبار التي تمت استعادتها قال الدربولي : بالنسبة لصيانة الآبار يعود الأمر للشركة السورية للنفط , و يتم التنسيق الدائم معها بهذا الخصوص حيث تقوم السورية للغاز بتجهيز و صيانة كافة الخطوط و محطات التجميع اللازمة لنقل الغاز من هذه الآبار إلى معامل الغاز فور إصلاحها.
تأهيل بتكلفة 150 مليون دولار
وأشار الدربولي إلى أنه لا يوجد رقم نهائي لتكلفة تأهيل معمل غاز حيان , و يمكن تقديرها بحوالي 150 مليون دولار… حيث تم التخطيط لأعمال الصيانة وإعادة تأهيل المعمل على ثلاث مراحل الأولى إسعافية تم فيها تشغيل الآبار بمعدل 0,5 مليون م3 غاز يومياً في آذار 2017 , وفي المرحلة المتوسطة تم تجهيز بعض الوحدات التكنولوجية ( فصل و تجفيف) و تم تحويل كامل الغاز المنتج إلى معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى للمعالجة , حالياً تتم معالجة حوالي 2,8 مليون م3غاز يومياً , والمرحلة النهائية تم فيها إعادة كافة وحدات المعمل وفق التصاميم الأساسية .
أما بالنسبة للإنتاج :كانت كمية الغاز الخام في معمل غاز حيان قبل الحرب حوالي 4 مليون م3/ يوم و حالياً تبلغ كمية الغاز الخام حوالي 2,8 مليون م3 / يوم .

معمل غاز شمال المنطقة الوسطى
وذكر الدربولي بأن الطاقة التصميمية اليومية لمعمل غاز شمال المنطقة الوسطى هي : 3,2 مليون م3غاز نظيف , 50 طن غاز منزلي , 2000 برميل من مادة المكثفات , مع الإشارة أن المعمل كان متوقفاً لغاية 18/8 /2017بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية , وفور استعادته من قبل الجيش العربي السوري تم وضعه بالخدمة بعد التخطيط لأعمال الصيانة وإعادة تأهيل للمعمل على ثلاث مراحل الأولى إسعافية : بدأت خلال شهر آب /2017 , والمرحلة المتوسطة كانت بإنشاء محطة مؤقتة و تشغيل وحدة التجفيف ووضعها بالإنتاج حيث تم تنفيذها خلال شهر تشرين الثاني من العام ذاته ,أما المرحلة النهائية وتقسم إلى مرحلتين :
المرحلة A : إعادة تأهيل الأجزاء المتضررة و وضعها في الإنتاج .
المرحلة B : تجهيز المنشأة بشكل كامل و البدء بتجارب التشغيل.
و حالياً ينتج المعمل حوالي 1,3 مليون م3غاز يومياً .
أما بالنسبة لمعمل غاز توينان الواقع في شمال المنطقة الوسطى استطاعته حوالي 3,2 مليون م3 غاز يومياً تُنتج من حقل توينان و عدة حقول أخرى , و من المتوقع إنتاج 1 مليون م3 غاز يومياً فقط من حقل التوينان .
تأمين حاجة المنطقة الشرقية
وتحدث الدربولي عن أهمية معمل غاز السويدية لتلبية حاجات المنطقة الشرقية و ذكر بأن معدل الإنتاج اليومي حالياً 1,350 مليون م3 غاز نظيف , و حوالي 120 طن غاز منزلي و 300 برميل متكاثفات , وهو يقوم بتأمين حاجة المنطقة الشرقية من مادة الغاز المنزلي , بالإضافة إلى تشغيل محطات توليد الطاقة بدءاً من منشأة السويدية العائدة للمؤسسة العامة لتوليد الكهرباء و العنفات العائدة للشركة السورية للنفط في الرميلان علماً أن الطاقة الكهربائية المولدة من كافة العنفات تستهلك في محافظة الحسكة .
تصاعد بياني
وعند السؤال عن الخطوات التي ساهمت في تحقيق تصاعد بياني بعد الهبوط الحاد بالإنتاج قال الدربولي :إن انجازات الجيش العربي السوري باستعادة منطقة تدمر و ريفها خلال العام 2017 أدى إلى استجرار كميات الغاز المتوفرة في مناطق(شرق تدمر و حيان و الشاعر) . كما أن استعادة جبال القلمون و مناطقها وفّر العمل الآمن لكوادرنا لحفر الآبار و لمتابعة تمديد خطوط الغاز و الذي كانت نتيجته انجاز مشروع استثمار الغاز من حقول شمال دمشق ( دير عطية و البريج و قارة) خلال العام الفائت , و تم البدء بصيانة معمل غاز شمال الوسطى و المحطات التابعة له .
بالمستقبل القريب
وعن أعمال الاستكشاف الجديدة أشار الدربولي إلى أنها من مهام الشركة السورية للنفط و حالياً تتم متابعة أعمال استكشاف حقول شمال دمشق ( قارة و البريج و دير عطية) , ومتابعة أعمال استكشاف حقول جنوب المنطقة الوسطى و خاصة حقل غاز صدد, وحقول شمال المنطقة الوسطى في توينان.
إضافة لمتابعة عمليات المسوحات السايزمية في المياه الإقليمية بخصوص أعمال الاستكشاف بالتعاون مع شركة نفط روسية ..
كما نقوم بمتابعة أعمال الاستكشاف في كافة المناطق ( البلوكات) وفق التصنيف الموجود لدى وزارة النفط و الثروة المعدنية , و سنقوم باستثمار أية كميات من الغاز يمكن إنتاجها و معالجتها بجدوى اقتصادية لرفد المستهلكين مثل المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية و لبعض الصناعات بكميات إضافية من الغاز , و هذا سينعكس بشكل ايجابي على الواقع الاقتصادي في القطر .
كوادر محلية مميزة
وعن دور الكوادر المحلية في التغلب على صعوبات الحصار الاقتصادي الجائر قال الدربولي: بأن الشركة عانت كثيراً من الحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا , و حاولنا قدر المستطاع انجاز الكثير من الصيانات الضرورية لمنشآتنا الغازية و لأول مرة قامت الكوادر الفنية الموجودة بإجراء بعض الصيانات و التعديلات الفنية الضرورية لاستمرار العمل في منشآتنا الغازية و لتلافي التوقف أو تخفيض الإنتاج . منها ما هو خاص بمعدات و آلات المعامل ومنها تعديلات هامة على الشبكة الوطنية لنقل الغاز , لتأمين استثمار أية كمية من الغاز متوفرة ولو بضغوط منخفضة .
نتيجة المتابعة الحثيثة لعمالنا و في كافة المواقع بلغ الإنتاج لنهاية الربع الثالث من العام الحالي حوالي /2658/ مليون م3 غاز نظيف . وكانت الكمية المخططة /2647 مليون م3/ أي أن نسبة التنفيذ تجاوزت 100% .
تجاوز تبعات الحرب
تتابع الشركة السورية للغاز عملها و بوتيرة عالية لتنفيذ الخطط الإنتاجية و الاستثمارية السنوية المنوطة بها خلال الحرب , و حالياً لدينا عدة مشاريع استثمارية للمحافظة على الإنتاج وزيادته أهمها مشروع تركيب الضواغط الغازية في معمل جنوب المنطقة الوسطى , نقل محطة الهيل إلى موقع البريج شمال دمشق , و إعادة تأهيل المعامل و المحطات الغازية المتضررة . و يتم التنسيق بشكل دائم مع الشركة السورية للنفط لزيادة فعاليات الحفر الإنتاجي لزيادة كميات الغاز المنتجة وذلك وفق خطط متفق عليها .
بديع سليمان – محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار