السياحة رافد من روافد الاقتصاد المحلي ومعزز للناتج والدخل القومي ،وأداة تسويق حضارية للدول ووسيلة لتبادل الثقافات والقضاء على البطالة وتوفير فرص العمل أمام الشباب ومن هنا جاءت أهمية إحداث كلية السياحة لتأهيل كوادر قادرة على النهوض بالقطاع السياحي من خلال المعارف و المعلومات التي سيحصلون عليها .ولكن المشكلة الحقيقية في ضعف فرص العمل بعد التخرج ،بل في انعدامها .
تأسيس الكلية
يقول عميد كلية السياحة الدكتور حسن مشرقي :تأسست الكلية عام 2005 بمرسوم رئاسي وقرار مجلس التعليم العالي بإحداثها وافتتاحها ،وهي أول كلية في جامعات القطر ،تلتها جامعتي دمشق وطرطوس .
آلية عمل الكلية
ويتابع الدكتور حسن عن آلية العمل حيث تمنح الكلية إجازة في السياحة في قسمي إدارة فندقية والسياحة ،ويدرس الطلاب (جزع مشترك )ويقصد هنا المواد الدرسية المشتركة بين الطلاب ولمدة سنتين ليبدأ بعدها التخصص في السنة الثالثة ، ويتم قبول الطلاب بشهادتي الثانوية العامة “أدبي –علمي “والأوائل في الثانوية الفندقية بكتاب من وزير السياحة ،بالإضافة للأوائل من المعهد الفندقي ويتابعون دراستهم العليا اعتباراً من السنة الثانية، ويتلقى الطلاب المعلومات والمناهج والبرامج التعليمية بهدف تمكينهم في الحصول على المعارف العلمية والمهارات العملية ،والقيام بالبحث العلمي من خلال برامج البحوث في مجالي السياحة والفندقة مما يساعد على حل مشكلات المنظمات السياحية والفندقية وفقاً لمعطيات البيئة المحلية ، وتوفر الكلية المؤهلات القادرة على تلبية حاجات المجتمع وسوق العمل السياحي والفندقي ،وهذا ما يساهم في خلق بيئة تعليمية تمكينية مبدعة .
ويتلقى الطالب العلوم في مجالات عديدة منها تاريخية والمواقع الاثرية وكيفية التفاوض والتواصل مع السائحين ،وكذلك يتعرف الطالب على الترويج السياحي وكيفية وصول المعلومات إلى السائح عن طريق الأعمال الالكترونية بالإضافة إلى معلومات مكملة في الأغذية واللغات القديمة وإدارة الخدمة في المطاعم ،بالإضافة إلى تلقيه اللغتين الانكليزية والفرنسية ،وخاصة في مهارات الاتصال والمواد التخصصية حتى يتمكن طالب السياحة من التعامل مع السائحين الأجانب بالشكل المطلوب .
النظام التدريسي
ويضيف :مدة الدراسة في الكلية أربع سنوات دراسية ،ويحدد الاختصاص في السنة الثالثة ،ويتم فرز الطلاب بين قسمي الإدارة الفندقية والسياحة حسب الرغبة الشخصية وعند حدوث خلل في النسبة يتم اللجوء إلى المعدل ، وتمنح جامعة البعث بناء على اقتراح كلية السياحة الدرجات العلمية التالية (إجازة في السياحة –الإدارة الفندفية –الماجستير –الدكتوراه ).
الصعوبات
يتحدث عميد الكلية هنا عن الصعوبات التي تعاني منها الكلية كضيق المكان ،وخاصة في تغطية الجانب العملي ،مما يضطرنا للاستعانة بالفنادق الموجودة ضمن المدينة والاعتماد على مخابر كلية الهندسة المدنية ،إضافة لنقص الكادر التدريسي ،حيث نأمل بمسابقات لتعيين أعضاء هيئة تدريسية جدد ،وعودة المعيدين الموفدين لاغناء الكلية بأعضاء هيئة تدريسية بإختصاصات مختلفة.
التواصل مع الجهات المعنية
ويتابع : الكلية خرجت منذ عام 2008 ولغاية 2018 ( 600) طالب ومنذ عام 2008 لم تجر أية مسابقة ولكن في هذا العام تم الإعلان عن مسابقة وطلب عدد قليل جداً حيث يسعى الطلاب بجهودهم الشخصية للبحث عن فرص للعمل ، وتقوم الكلية بتوفير مكتبة علمية لخدمة طلاب الدراسات العليا والدنيا وإعطاء ( جائزة الباسل ) للخريجين الأوائل وتمنح الكلية الطالب كتاباً يخوله للقيام بتدريبات عملية في المنشآت السياحية والفندقية مدتها ( شهر ) وحالياً تقوم الكلية بتحسين خطط المناهج ، وربط البرامج بسوق العمل ، وتفعيل التشارك في الأبحاث بين الجامعة ومؤسسات الدولة تحقيقاً لشعار ربط الجامعة بالمجتمع وتفعيل المؤتمرات والندوات والأيام العلمية على مستوى الكليات والأقسام بالإضافة إلى توفير الكتاب الجامعي ووضع المقررات على شكل (CD)
وقد وعد وزراء السياحة السابقون بتعيين العشرة الأوائل من كل اختصاص بعقود ولكن لم يتم ذلك ، فالاقتصاد الوطني يشمل ثلاثة قطاعات أساسية ( زراعية –صناعية –خدمات ) حيث الخدمات الجزء الأكبر منها القطاع السياحي وبالتالي ينعكس مردوده على الناتج الإجمالي للدولة فالطالب يجب أن يتزود بمعارف ومهارات ( اقتصادية –إدارية –سياحية وفندقية) يتم من خلالها جذب سائحين كثر لزيادة الدخل الوطني .
دور مديرية السياحة
كما التقينا مدير سياحة حمص أحمد عكاش ليحدثنا عن دور المديرية في دعم خريج كلية السياحة ، قائلاً: نحن نشجع خريجي إدارة فنادق لفرزهم للعمل في الفنادق والمطاعم ، ومن بداية الحرب إلى ماقبل هذه السنة كان هناك ( 12) مكتباً فقط أما حالياً العدد الإجمالي (19) مكتباً سياحياً، فخريجو الكليات مكانهم حصراً في الفنادق والمكاتب السياحية ، وحالياً هناك دورة يتم التحضير لها لتأهيل خريجي كلية السياحة ، كأدلاء سياحيين وبإستطاعة خريج الكلية تقديم طلب توظيف من خلال مديرية السياحة في المنشآت الخاصة بسبب الطلب الكبير من أصحاب المنشآت السياحية لليد العاملة الفنية والمؤهلة والخبيرة ، ونحن الرابط وصلة الوصل بين الخريجين والمنشآت السياحية لأن معظم الوظائف ضمن القطاع الحكومي علماً أن هناك نقصاً بالكوادر العاملة في المنطقة الغربية ، بإعتبارها المنطقة السياحية الأولى في محافظة حمص وهناك حالياً على موقع وزارة السياحة ما مفاده : ( أصحاب المنشآت السياحية الباحثون عن كوادر مميزة .. خريجو المعاهد وكلية السياحة والمتدربون في القطاع السياحي لإيجاد فرص عمل) وزارة السياحة تدعو للانضمام إلى برنامج تشغيل الكوادر السياحية، ويتابع مدير السياحة بأن القطاع السياحي سيشهد قفزة نوعية خلال عام 2019 حيث منذ فترة أعلنت وزارة السياحة عن مسابقة لانتقاء خريجين من كلية السياحة من محافظة حمص وعدد المتسابقين (29) والمطلوب (4) وأسماء المقبولين ستعلن خلال أيام من قبل الوزارة .
تبادل حضارات
يقول محمد خضور رئيس غرف السياحة:السياحة ( هي العلاقة مع الأجنبي) هي تبادل حضارات .. ويجب على خريج كلية السياحة تعلم اللغة بالإضافة إلى المنهاج , فخريج السياحة يجب أن يأخذ خبرة ميدانية كبيرة ( الاستاج ) سواء في الفنادق أو المكاتب السياحية فالجامعي يتخرج ليس لديه الاطلاع الكافي بهذه المبادئ البسيطة إن كان ( اللغة أو حجوزات الطيران ) ونحن كغرفة سياحة نجري للخريجين دورات في اللغة لأنها ضرورية ومن صميم عملهم ولأن تعاملهم مع السائح الأجنبي حصراً في الفنادق وذلك يتطلب إتقانهم اللغة وهناك لجان مشتركة ما بين التموين والصحة ومديرية وغرف السياحة ليبحثوا بكل مقاييس الجودة والمواصفات بكل ما يخص السياحة ( مطاعم – فنادق – مكاتب سياحة وسفر ) .
هموم ومعاناة
استمعنا لآراء طلاب كلية السياحة الذين نقلوا همومهم ومعاناتهم من خلال مؤتمرهم الطلابي السنوي لكلية السياحة حيث طالبوا بعدة أمور أهمها :
تطوير الخطة التدريسية -إدخال البرامج السياحية في العملية التعليمية ( العملي بدلاً من النظري ) مثل دورات ( آماديوس – غاليلو – الآياتا الخاصة بالحج والعمرة ) ونحن كطلاب كلية سياحة نتخرج غير مؤهلين لدخول سوق العمل بسبب الخبرة الضئيلة الأمر الذي يضطر العديد من الخريجين لتطوير أنفسهم من حيث اللغة والدورات العملية .
بالإضافة الى أمرين الأول الاستاج العملي لطالب كلية السياحة ( 30 ) يوماً أما لطالب المعهد الفندقي ( 60 ) يوماً والثاني هي مادة اللغة ( انكليزي – فرنسي) لا تعطى إلا في السنتين الأولى والثانية مع العلم أنه يجب أن تعطى حتى سنة التخرج حيث طالب المعهد الفندقي متفوق بكل النواحي على طالب كلية السياحة وبالتالي يكون مرغوباً أكثر من قبل المنشآت السياحية .
كما طالبوا بأن يكون لهم ( نقابة للسياحيين ) أسوة بباقي النقابات تضمن لهم حقوقهم وتدعمهم من كافة النواحي بما يخدم الاقتصاد الوطني .
اهتمام أكثر
وأخيراً يبقى السؤال التالي : هل سيؤخذ بعين الاعتبار من قبل الجهات المعنية مصير خريجي كلية السياحة في المنشآت السياحية العامة والخاصة وربط التعليم السياحي بسوق العمل وتأهيل تلك الكوادر بكافة الخبرات وتأمين متطلبات السوق السياحي من الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلاً عالياً؟؟
رهف قمشري