الواقفون بوجه الريح عرفوا أن التراب نسيجاً من خلايانا صاغوا المنايا في تدفقهم أنغاما وألحانا فأثمر الكون بالياقوت و المرجان .
يرسمون في الهامات عنواناً ما خاب من يفتدي بالروح الأوطان ، شهادتهم للحق منهجنا و عطر ربوعنا كتبوا الرسالة بأنقى ما يكون و حسبنا أن الشجاعة لا تنطفئ ،جند العزم أبطال الوطن , جيش تمرس في صوغ العلا قصصاً و هذه الساحات أكبر برهان …من هنا لا حت أشاوس الوغى …من هاهنا لاح الجبين الأسمر .
فإليك يا وطن الشموس تحية , يطيب بذكرك الحديث و الشعر و من ريحانك الروح و الطيب بنقائه و صفائه و خصوصيته .
شهيدنا أنت النورأديت الأمانة .. ارتقيت إلى المجد و الكبرياء معلناً للعالم أن النور يشع من سورية و سيبقى متوهجاً بمحبة السوريين وإرادتهم القوية .
هم الشهداء اختاروا الخلود فزينت أرواحهم سماء الوطن نجوماً و قناديل و سقوه بالماء الطهور ليبقى ربيعه في تجدد دائم .
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف:
يوسف محمد ديب: سلام على من أراد السلام
نجمة من نجوم الوطن تضيء سماء العزة و الكرامة إنه الشهيد الملازم شرف يوسف محمد ديب من أبطال قلعة الحصن الذي ارتقى شهيداً في دير الزور بتاريخ 30 /9/2012 …
والدة الشهيد البطل من الأمهات اللواتي قدمن أولادهن كرمى عيون الوطن وأثبتن للعالم أن سورية قوية منيعة طالما فيها أمهات تنجبن الأبطال , تربوا على حب الوطن و الوفاء له …تقول والدته: الشهداء يعبرون المدى يلامسون شغاف قلوبنا ثم يمضون إلى الأعالي ، أبطال تسلحوا بالقوة و الشجاعة سحقوا الإرهاب حاربوا القتلة دمروا أدوات إجرامهم و أعلنوا الانتصار و رفعوا أعلام العز و الفخار
البطل يوسف هو أصغر أولادي تعلقت به كثيرا ,عرف بأخلاقه و شهامته و محبته و تفانيه في سبيل الوطن ..
كنا نسمع صوته عبر الهاتف فيشع من وهج كلماته ¸ فتطمئن قلوبنا من صوته المتفائل ,
غيابه الطويل دفعني للذهاب مع والده إلى دير الزور للقائه : فقال لنا: نحن واثقون بالنصر و مستمرون و أوصيك يا أمي إذا استشهدت و أتيت – ملفوفاً بعلم بلادي الغالي لا تبكي بل زغردي وغني و استقبلي المهنئين بفخر و اعتزاز فأنا عريس الوطن …
وأضافت : قاتل البطل يوسف مع رفاقه العصابات المجرمة في دير الزور – حي الجباني – بشجاعة وبطولة ، و تصدى معهم للهجوم ودارت معركة قاسية لمدة أسبوع ، فكان الظفر بوسام الشهادة من نصيب البطل يوسف بعد أن اخترق جسده وابل من رصاص الحقد واللؤم بتاريخ 30/9/2012 نفذت وصيته ، جلست بجانب جثمانه العطر ، غنيت …سلام على من أراد السلام ، شهيد النضال ، رمز الوفاء ، أهديك يا وطني يوسف لأجل الشموخ والنصر الأكيد.. ، شهيد الحق والانتصار ، الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار ، والصبر والسلوان لذويهم ..
والد الشهيد يقول : العصابات الإرهابية المجرمة قتلت وشردت أهلنا ودمرت مابناه أجدادنا وآباؤنا منذ عقود طويلة، لكنها نسيت أن سورية ستبقى موطن العز وعرين المجد شامخة شموخ جبالها ستبقى رايتها خفاقة بفضل رجال أشاوس عرفوا طريق المجد ، وآمنوا أن لاحياة في هذه الدنيا إلا حياة العزة والكرامة وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال : (للأمم والشعوب عناوين شرف بارزة في محطاتها التاريخية ، تعتز بها وتفخر ، تنطلق منها وتبني ، وفي سورية نفخر ونعتز أن جيشنا والحرية صنوان )
لقد برهن جيشنا العربي السوري أنه عماد الوطن ومحط الأمل والرجاء ، والضامن الرئيس والحامي لسيادته وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه ، فقد استطاع لأكثر من سبع سنوات خوض معارك شرسة ضد العصابات الارهابية المسلحة وداعميها ومموليها وحقق المعجزات ، وانجازات ميدانية تعجز عنها جيوش العالم ، تميز بالارادة والقدرة على التحمل كي يبقى الوطن عزيزاً حراً كريماً شعاره الشهادة أو النصر لقد ربيت ولدي البطل يوسف على حب الانتماء للوطن ، وعلمته أن هناك قيما عليا نضحي لأجلها ، أمام من يحاولون طمسها ,
كنت على تواصل معه ، يخبرني بأعمالهم البطولية وملاحقة المجموعات الإرهابية وتدمير سياراتهم و أوكار المرتزقة ومصادرة أسلحتهم , .. كنت أسمع في صوته الإرادة والشجاعة والتصميم على القتال حتى تحقيق النصر..
وأوصيه استشهد وسلاحك بيدك شامخاً ،كالسنديان هو كما كل جندي لم يتوان عن أداء واجبه الوطني , قدم من أجله أغلى ما يملك فنحن خلقنا لندافع عن تراب الوطن..
نعلم أن الشهادة كرامة لقد استشهد في سبيل الأرض أبطال كثر ممن نذروا أرواحهم لسورية ، تألمنا ، نساء كثيرات ترملن، وتيتم آلاف الأطفال لكن هو ثمن الأرض الحرة والوطن الغالي ، ثمن الكرامة كان يوسف واثقاً من نفسه ممتلئا بالإيمان بقدسية مهمة الدفاع عن الوطن وتطهيره من شرور الإرهاب ، أدى واجبه بكل أمانة ومسؤولية وارتقى شهيداً في مواجهات دير الزور فداء للأرض الطاهرة ، فداء لهويتنا الوطنية ، شوقي له لا يعلم حجمه إلا من فارق الأحباب ، شرفني بلقب والد الشهيد وجعلني افتخر وأعتز بهذه التسمية …الرحمة والخلود لشهداء الوطن الأبرار والشفاء للجرحى الأبطال ،والنصر المؤزر لأبطال الجيش العربي السوري ،النصر لسورية الحبيبة ..
والد الشهيد البطل الملازم شرف محمد عبد الحميد سرور :
نحن من جيش أبطاله تهوى الفداء
إن من ارتبط بنبض الأرض ورائحة التراب وتمسك بجذور الوطن والتاريخ ودافع بكل بسالة وإخلاص وثبات ،ونال شرف الشهادة هو المنتصر لأنه اختار الخلود…من الأبطال الذين ظفروا بمرتبة الشهادة دفاعاً عن عزة وكرامة الوطن الشهيد البطل الملازم شرف محمد عبد الحميد سرور وذلك بتاريخ 26/1/2016
قال والد الشهيد:أصبح صمود الجيش العربي السوري الباسل حديث العدو والصديق ،وهذا الصمود الأسطوري فأي جيش في العالم لو تعرض لمثل ما تعرض له جيشنا العقائدي على مدى هذه السنوات كان سينهار ..
إن بطولة الجيش نابعة بالدرجة الأولى من الروح المعنوية العالية لدى رجاله ومن إيمانهم الراسخ بعدالة قضيته ومن الثقة التي يوليها إياه الشعب الأبي ،ومن حكمة وشجاعة قيادته ..
..إنه جيش منتصر مهما تكالبت عليه مخالب الغدر والتآمر وكما قال السيدالرئيس بشارالأسد:(كان العهد منذ البدء وما زال ،للوطن والشعب من قواتنا المسلّحة ورجالها أبناء النور ،أن يصونوا الحرية والسيادة والكرامة ،وأن يدافعوا عن الوطن وقضاياه ،وعن مصالح الشعب وتطلعاته ،بنبض يهب الحياة ،ودم يشتهي الأرض وأرواح تثب نحو السماء ،فكانوا العنوان الأنصع في تاريخ سورية ).
سورية اليوم تزداد قوة ومنعة في مواجهة المشروع –الصهيو أمريكي –بفضل بسالة جيشها ودعم أصدقائها المخلصين ،و جيشنا مستمر في أداء واجباته الوطنية ومصمم على القضاء على الإرهاب بمختلف مسمياته وأشكاله وتنظيماته وإسقاط مشاريع داعميه ومموليه ..
التحق البطل محمد بأسود الميدان ،رجال الوطن ،المدافعون عن الأرض عام 2009 ،في ساحات التدريب كان صنديداً ،عرف معنى الوطن والانتماء والانتصار له وأيقن أنه بالتضحية تحيا الأوطان،لأن الوطن هو الكرامة والوجود والهوية ..
لقد شارك في معارك الشرف ضد العصابات الهمجية القاتلة في أكثر من منطقة ، كان لا يخشى الرصاص والقذائف والصواريخ ،واثقاً بالنصر واضعاً الشهادة هدفاً ..
في المعركة الأخيرة له –تحرير مطار كويرس –استبسل في القتال بعزيمة لا تنحني ونفس أبية كريمة…وهناك على تخوم المطار ،عند بوابات المجد ..على أعتاب الخلود استشهد البطل إثر إصابته بشظايا قذيفة صاروخية …جاء البطل محمد ملفوفاً بعلم الوطن ،مكللاً بالغار والياسمين والورود ، أفتخر بأني والد الشهيد …رحم الله شهداء الوطن الأبرار وستتوج تضحياتهم بالنصر المؤزر ،وسيكتب التاريخ عنهم صفحات ناصعة في سجله ..
والدة الشهيد تقول :البطل هو الأكبر بين إخوته ،بعد أن أنهى تحصيله العلمي ،تم تعيينه كموظف في شركة النفط ..كان سعيداً في عمله متفانياً في أداء واجباته المهنية ،لم يبق بعمله سوى ستة أشهر ثم ناداه الواجب لتأدية خدمة العلم ،جندي من الجنود الأوفياء لتراب الوطن ..
كان جاهزاً لتقديم التضحيات لتبقى سورية عزيزة صامدة في وجه التحديات إن الوفاء والانتماء والشجاعة صفات تميز بها البطل،
كان مقداما لا يهاب الموت إيماناً منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي الأمنية الحقيقية لكل مواطن شريف ..
..و مطار كويرس يشهد له كيف ساهم ورفاقه الشجعان في تحريره ،عندما قاتلوا العصابات الإجرامية بعقيدة وعزيمة وصمود ،بقلوب شجاعة ورباطة جأش خاضوا غمار المعركة لم ترهبهم قذائف الموت وصواريخ الحقد ومتفجرات اللؤم ..
استشهد ولدي على أرض المطار بتاريخ 26/1/2016 وعانق بهامته الشامخة قمم المجد في سفر التاريخ …
الكثير من الذكريات ترسخ في الوجدان وتبقى استعادة شريطها مبعثاً للفخر والاعتزاز فكيف إن كانت لمناقب شهيد بطل لبى نداء الوطن قدم روحه رخيصة لنعيش بكرامة .
إن الشهداء سيبقون نبراساً يضيء الطريق أمام الأجيال القادمة معززا في نفوسها معاني حب الوطن وبذل الغالي فداء لعزته وكرامته …
وأخيراً ..أسأل الله تعالى أن يتغمد الشهداء الأبرار بواسع رحمته ،وأن يشفي جرحانا ويمنّ على وطننا الحبيب سورية بالأمن والسلام والاستقرار .
والدة الشهيد البطل الملازم شرف عزام يحيى وهبة:
قسماً بالدماء سنغني نصرك يا وطني
راية سورية ستبقى مرفوعة فوق الهامات تتوارثها مواكب الشباب والأجيال التي تحيا في وطن أحب الحرية ..فتجذر في الأرض وتوّحد مع كل مفرداتها قمحاً وياسميناً …أزهار لوز ودماً طهوراً ….فالمجد لمن يستحقه ولا يستجيب إلا لطالبيه مهما كان الثمن غالياً ..
من الأبطال الذين اختاروا المجد في تاريخ الوطن والخلود في جنان السماء ،الشهيد البطل الملازم شرف عزام يحيى وهبة بتاريخ 7/2/2018 بغصة في القلب تحدثت والدة الشهيد البطل قائلة :كان عزام شاباً عزيز النفس ,محبوباً من الجميع لشجاعته وشهامته ،عاشقاً لوطنه
بالتأكيد يبقى النصر حليف الشعوب المناضلة ،والنضال يحتاج إلى تضحيات وصمود ،وما أكده التاريخ أن سورية قادرة على الخروج من هذه المؤامرة الخبيثة وهي أكثر قوة بفضل تضحيات بواسلها وفرسانها …
لقد خاض البطل عزام المعارك ضد التنظيمات الإرهابية والعصابات المسلحة في حماة وادلب ودير الزور والرقة ،بكل رجولة وإقدام ،وتعرض لإصابات خطيرة ثلاث مرات ،إلا أن جراحه لم تثنه عن متابعة طريق تطهير الأرض من رجس الأعداء الشياطين ….
في آخر نقاهة له وكان اللقاء الأخير معه قال :إن حقيقة ما نواجهه يعود إلى دور سورية المقاوم وتمسكها بحقوقها ،ومحاولة ضرب هذا الدور وتقسيم الوطن ،ومن أجل ذلك عمل الأعداء بكل ما لديهم من إمكانيات إلى بث الفوضى ،لأن الفوضى هي البيئة الطبيعية لاحتضان الإرهاب وتدمير الوطن ،لكن بصمودنا سنتجاوز المحنة ونقهر الأعداء ولن يتمكن الإرهاب الآثم من كسر إرادتنا ،وستبقى سورية الأبية عرين العروبة وقلعة الصمود ،ستسترد عافيتها وترد كيد الحاقدين وتشهد هزيمتهم المخزية ..
استشهد البطل بتاريخ 7/2/2018 بطلقة قناص في الرأس وهو يواجه الإرهابيين ..تلقيت النبأ بكل فخر وشموخ ترك برحيله فراغاً كبيراً …لكن عزائي الوحيد أنه انضم إلى قوافل شهداء الوطن …قوافل الخلود ،وأنني أصبحت أم الشهيد
وهنا صمتت أم الشهيد لدقائق تاركة قلبها و عينيها يحكيان …وتابعت :من حرقة قلبي الجريح غنيت لأجله ، لن ننسى شهداءنا الأبرار ..الرحمة لأرواحهم الطاهرة ..والدعاء للبواسل الأبطال وقسماً بجراح قد نزفت وبدماء الورد فوق الأرض الطيبة وبدموع القلب المنسكبة سنغني يا وطني نشيدك وستعلو راية الحق ونعلن النصر …