يقضي الطفل مرحلة مهمة من حياته في المدرسة وكما نعلم أن للمدرسة الأثر الكبير في تكوين شخصيته في هذه المرحلة وإذا كان الطفل يتمتع بصحة جيدة وسليمة ومعافى جسدياً وعقلياً يكون نشيطاً فاعلاً في هذه الحياة ،ولا يتلقى الطفل العلم والتربية فقط بالمدرسة وإنما هناك نشاطات عديدة تساهم في تنمية شعوره الوجداني والعاطفي ومثال ذلك الحديقة المدرسية والتي تلعب دوراً مؤثراً وهاماً في حياة الطفل الاجتماعية وحالته الصحية وتوازنه النفسي .
وحول أهمية هذه الحديقة تحدث العديد من المدرسين فأكدوا أن الحديقة المدرسية تعلم التلميذ أن النظافة والجمال لا يكونان إلا نتيجة عمل منظم يتحد فيه الجهد مع الالتزام وحس المسؤولية لتحقيق تربية صحية سليمة وبيئة نقية .
كما أن توفر المساحات الخضراء المزروعة بالورود والأشجار وباحات اللعب والترفيه تساعد على تنمية مشاعر الطفل وتحسين سلوكه ،وقد كانت أغلب المدارس قديماً وخاصة في الريف مليئة بالأشجار والنباتات المزروعة بأيدي التلاميذ أنفسهم ولكن مع مرور الزمن تراجع الاهتمام بالحديقة المدرسية إذ أصبحنا نلاحظ أن أغلب المدارس تكاد باحاتها تخلو من عود أخضر ومن الأشجار والأزهار ومع ذلك لا بد من التذكير بأهمية الحديقة المدرسية وفوائدها وتشجيع الطلاب على الاعتناء بالحديقة والمساهمة بغرس شتلات الورود والنباتات فيها .
وعند سؤالنا حول أهمية الحديقة وضرورة تواجدها في مدارسهم أكدوا أن لها دوراً هاماً في الحد من التلوث وتعدل درجة الحرارة ونسبة الرطوبة وهذا يؤثر تأثيراً ايجابياً على التلاميذ والمعلمين حيث سيشعرون بالراحة النفسية وتعتبر النباتات الخضراء والجميع يعلم أن الأشجار مصنعاً للأوكسجين حيث تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو المحيط وتطرح عبر مسامات أوراقها الخضراء الأوكسجين .كما أن لها قدرة عظيمة على التخفيف من أصوات الضجيج وهذا ينعكس بشكل ايجابي على راحة الجملة العصبية للتلاميذ وبالتالي زيادة تركيزهم وقدرة استيعابهم للدروس .
ولذلك يجب ألا تخلو المدارس من الحدائق وذلك بالتعاون ما بين المدرسين والتلاميذ والقيام بغرس الأشجار وعمل مسطحات خضراء حسب الإمكانيات المتاحة كي يشعروا بالراحة والهدوء ومن جانب آخر تكريس حب الشجرة في نفوسهم وكيفية التعامل معها والاعتناء بها.
منار الناعمة