خروج كل آبار مياه بادية حمص عن الخدمة … أكثر من 37 ألف غرسة على 75 هكتاراً لترميم المراعي الرعوية

يشرف فرع الهيئة العامة لإدارة وتنمية البادية بحمص على مساحة 3،5 مليون هكتار أي مايشكل 86 ٪ من مساحة المحافظة البالغة 4,5 مليون هكتار, والهدف الرئيسي لمشاريعها المتعددة هي رفع كفاءة الاستخدام الاقتصادي المرشد والمستدام للموارد والبنى التحتية والاستثمارات في البادية لتحقيق أهداف الهيئة و حماية البادية وفقا للقانون /62/  للعام 2006

تهدف الهيئة إلى تطوير البادية وحمايتها وتنمية مجتمعها المحلي ومواردها الطبيعية والبشرية والبنى التحتية وإدارة وتنشيط الفعاليات المختلفة فيها والتنسيق بين الجهات المعنية لتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والخدمية في البادية وإعداد المؤشرات واقتراح الرؤى المستقبلية المحتملة والعوامل المؤثرة, و تنظيم التجمعات السكانية في البادية بعد إخراجها خارج خط البادية وإحداث وحدات إدارية فيها من قبل وزارة الإدارة المحلية وإتباعها إداريا لها وتحسين الاستثمار فيها وتأمين الخدمات المختلفة الاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية بما يتلاءم مع نظام الإنتاج الرعوي بالتنسيق مع الجهات المختصة, و إعداد الدراسات والأبحاث العلمية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية والثقافية والبيئية الخاصة بالبادية والاستعانة بخبرات المختصين في هذه المجالات بالتنسيق مع الجهات المختصة  لوضع الخطط الإنتاجية والاستثمارية والمشاريع اللازمة للتنمية في البادية وتتبع تنفيذها , وإعداد برامج تنموية خاصة لتوفير فرص عمل للسكان المحليين وتحسين أوضاعهم المعيشية وتأمين استقرارهم ..
و في حديثه للعروبة ذكر المهندس فايز يزبك مدير فرع الهيئة بحمص أنه و قبل الحرب قطع فرع الهيئة أشواطاً كبيرة في تنمية البادية لتحقيق الأهداف آنفة الذكر  و تعرضت الآبار  و المحميات و المشاتل التي كانت منتشرة في بادية حمص لأضرار كبيرة جداً قاربت 100%

 كل الآبار خرجت عن الخدمة
و قال يزبك أن البادية في محافظة حمص كانت تضم 141بئراً تتفاوت أعماقها بين 150 إلى 500 متر تتنوع بين آبار مياه عذبة و كبريتية وشبه مالحة و بعض هذه الآبار  كانت ذات تدفق ذاتي خاصة في منطقة السكري, و جميعها كانت مخصصة لتخديم  التجمعات ‏السكانية ومربي الثروة الحيوانية في البادية بالمياه بالمجان, ولكن و بسبب التدمير الممنهج الذي اعتمدته العصابات الإرهابية أثناء تواجدها في المنطقة سُرقت كل معدات الآبار و رُدم أغلبها بهدف التخريب
 ومع عودة الأمن و الأمان باشرت كوادر فرع الهيئة بالعمل الجاد و الحثيث لإنعاش البادية من جديد وفق الإمكانيات المتاحة و حسب الأهمية و بما يتناسب مع عودة الأهالي و المراعي ..
وفي العام الماضي أنهى فرع الهيئة العامة لإدارة وتنمية وحماية البادية بحمص تجهيز  8 آبار موزعة في عدد من ‏مناطق البادية بهدف دعم مربي الثروة الحيوانية وتأمين مياه الشرب لقطعانهم   و هي آبار روض الوحش و حوارين و أبو طوالة و قطقط وعصيان و الغنثر و العطشان.. وتزود  هذه الآبار بكل ما يلزم من المحروقات والزيوت و العمال الفنيين المختصين لضمان سير العمل بالطريقة الأفضل.
وعن التكاليف أشار يزبك إلى أن معظم الآبار يتم تجهيزها وفق مستلزمات موجودة  مسبقاً بهدف العمل بأقل التكاليف الممكنة ..
ولفت  إلى أنه تم إجراء الكشف على كل المواقع في منطقة البادية ‏وتقدير نسبة الأضرار فيها وسيتم العمل على صيانتها وإعادة تأهيلها فور توفر الظروف ‏المتاحة لذلك..

تدهور كبير في الغطاء النباتي
و بسبب الظروف التي فرضتها الحرب طرأ  تدهور كبير  بالغطاء النباتي للغراس الرعوية في بادية حمص ونتيجة تعرض المشاتل الرعوية للتخريب قام فرع حمص للهيئة العامة للبادية بإحداث مشتل السعن الإسعافي لإنتاج الغراس الرعوية (رغل ملحي و قطف أمريكي  روثة)  وذكر يزبك أن هذه النباتات الرعوية تنتج من المشتل لزراعتها في أراضي البادية لإقامة محميات رعوية لإعادة  الغطاء النباتي الرعوي وتأمين الغذاء للثروة الحيوانية كما كان سابقاً ، ففي عام 2018 قام فرع حمص بزراعة 37 ألف و 455 غرسة رعوية من الأصناف المذكورة سابقاً و زراعتها في منطقة الغنثر  , وتقديم كل المستلزمات لهذه الغراس من سقاية و حراثة و غيرها لتكون خلال عام أو عامين جاهزة أمام الإخوة مربي الثروة الحيوانية كمراع رعوية و المساحة التي زرعت في منطقة الغنثر تتجاوز 75 هكتاراً, وأوضح أن لكميات الهطولات المطرية التي حصلت خلال الموسم الحالي دوراً في دعم المراعي و تحسن الواقع بشكل كبير ..

لا توجد إحصائيات دقيقة
 تضم بادية حمص محميات رعوية و محميات بيئية و آبار و مشاتل لإنتاج الغراس تعرضت كلها لتخريب و عمليات نهب و سرقة أثرت بشكل كبير على كل المكونات آنفة الذكر  وأشاريزبك إلى أن الإحصائيات بالنسبة للثروة الحيوانية كانت تتم بالتعاون مع مديرية الزراعة  وتعديل الأرقام بشكل دوري (كل خمس سنوات)  و الأخذ بعين الاعتبار عمليات التوالد و الاستهلاك و غيرها و لكن اليوم و بعد أن قامت المجموعات الإرهابية بالقضاء على عدد كبير من رؤوس الأغنام و الجمال و الغزلان و المها أصبحت الأرقام بعيدة عن الدقة إلى حد كبير ..
 وأضاف: يوجد حالياً  حوالي 6000 رأس غنم متنقلين في منطقة تسمى البغالة , ويتوفر لدى الهيئة العامة للبادية وحدة بيطرية متنقلة تقوم هذه الوحدة و بإشراف أطباء بيطريين بتقديم اللقاحات الوقائية  و الأدوية العلاجية  و بالمجان للثروة الحيوانية الموجودة في البادية بهدف حمايتها من الأمراض وبالتالي زيادة أعدادها وترميم النقص الكبير الحاصل..
ويوجد ما يقارب 6000 رأس جمل في منطقة البغالة قدمت لها الخدمات الطبية بشكل كامل مؤخراً ..

ضرر 100% للمحميات
 و أشار يزبك إلى أن المحميات  البيئية في بادية حمص كانت اثنتان الأولى محمية التليلة في بادية تدمر و تمتد على مساحة 35 ألف هكتار , والثانية محمية الخضاريات في بادية القريتين ,وكلا المحميتان تعرضتا للتخريب و النهب بشكل كامل و تم التعدي عليهما من قبل المسلحين وأبادوا قطيع الغزلان  و المها والتي كانت تتراوح أعدادها بين   500-600 رأس في محمية التليلة , كما تمت إبادة 20 رأس من المها في محمية الخضاريات.. وأضاف: تمكنا وبفضل جهود كبيرة من قبل الكادر من إحضار عدد من القطيع  وتم وضعه في مكان آمن ,متحدثاً عن أهمية هذه الخطوة خاصة وأن سورية مصنفة من الدول المهتمة بالحيوانات المهددة بالانقراض , ومشيراً إلى أن بعض الأنواع التي تم إنقاذها غير موجودة إلا في سورية و في الإمارات..

خسارات كبيرة في التليلة
 و تحدث يزبك عن الخسارات التي لحقت بمحمية التليلة مشيراً إلى أن الهدف من إنشائها كان لإعادة توطين الحيوانات البرية المهددة بالانقراض في المنطقة و أهمها الغزلان و المها العربي و تحسين الغطاء النباتي و المحافظة على الأنواع النباتية من الانقراض  والعمل على استقرارية البيئة و زيادة التنوع الحيوي عن طريق الحماية , و فتح المجال للطلاب و المختصين في مجال البحث العلمي عن طريق إقامة أبحاث على النباتات و الحيوانات  و تعزيز التوعية البيئية و تأمين فرص عمل  للمواطنين و دعم السياحة …
و عن أعداد غزلان الريم قبل الحرب أشار يزبك أنه تم في نهاية عام 1996 استيراد 30 غزالاً وضعت في مسيجات التأقلم  و مراقبة وضعها الصحي و التأكد من خلوها من الأمراض  ثم أطلقت في مسيج الإطلاق الرئيسي في المحمية و بدأ عددها يتزايد بشكل ملحوظ  وفي عام 2010 تجاوز عدد رؤوس قطيع الريم في التليلة 611 رأسا ..
كما تم إدخال أربعة رؤوس من الإبل الشامية ثلاث إناث و ذكر واحد إلى المحمية بعام 2009 و أمنت لها المعالف و المشارب و العناية بها من قبل الأطباء البيطريين المتخصصين و كان عددها في عام 2010 خمسة رؤوس..
و أدخلت 8 رؤوس من المها إلى المحمية و أصبح عددها 150 رأساً مع نهاية العام 2010 و أدخل 15 طير نعام و صلت إلى 17 طيراً ,وتم جلب 6 من طيور أبو منجل الأصلع و رصد 275 نوع من الطيور و 22 نوع من الثدييات  و 21 نوع من الزواحف بالإضافة إلى عدد كبير من الحشرات و تم حصر  و تصنيف الأنواع النباتية في منطقة تدمر و جوارها حيث يوجد أكثر من 300 نوع نباتي و تتبع لأكثر من 40 فصيلة نباتية ..
 و أكد يزبك أن نسبة كبيرة مما تم ذكره تمت إبادته أثناء تواجد العصابات الإرهابية في المنطقة …
 وعن إعادة التأهيل قال يزبك بأن عمليات الترميم والتأهيل لكل ما يتعلق بتنمية البادية سوف تكون حسب الأولوية و الإمكانيات المادية المتاحة ..

محميات رعوية… ذهبت مع الريح
 كما تحدث يزبك عن المحميات الرعوية التي كانت منتشرة في البادية وهي عبارة عن مساحة محددة من الأرض ذات غطاء نباتي رعوي متدهور يتم إعادة تأهيلها و زراعتها بالأنواع الرعوية المتلائمة مع الظروف المناخية  وحمايتها من التدخل الخارجي لتنميتها و استثمارها بالأسلوب الأمثل , وفي بادية حمص كانت مساحتها تصل إلى 140225 هكتاراً و كلها كانت تضم نباتات رعوية متنوعة أهمها الروثة و الرغل السوري و الرغل الأمريكي و الرغل الملحي  والغضا و الشيح..
 وتحدث عن التعاون الذي كان قائماً مع المؤسسة العامة للسكك الحديدية لزراعة نباتات رعوية تثبت الكثبان الرملية و تحافظ على السكك و تبقيها بالخدمة ..لكن كل ما ذكر  ذهب أدراج الرياح بعد عمليات الرعي الجائر  و التخريب من قبل المجموعات الإرهابية ..
 و أكد أن  خطة الهيئة حالياً هي إعادة تأهيل المحميات الرعوية لتوضع بالخدمة بعد أن تصبح الغراس الرعوية بعمر معين موضحاً بأن ذلك يتم وفق عمليتين الأولى زراعة الغراس الرعوية و الثانية البذر الصناعي .

منع الفلاحات قرار صائب
  وعن التساؤلات التي طرحها مواطنون على مدى سنوات عن سبب منعهم من زراعة مناطق في البادية خاصة في القرى الواقعة فيها أكد يزبك أن قرار المنع جاء بناء على تعليمات القانون 62 لعام 2006  و الذي يمنع الزراعات الرعوية في البادية ,وأوضح أن للقانون نظرة مستقبلية  صائبة ,و تطبيقه يساهم في الحفاظ على المراعي الطبيعية للثروة الحيوانية,و يخفف من انجراف التربة و التصحر
حيث جاء في نص القانون 62 في المادة 5 منه فقرة أ :(تمنع فلاحة و زراعة أراضي البادية غير المروية و يقتصر استثمارها على الرعي و إقامة مشاريع الرعي و تربية الحيوان و مشاريع التحريج و الغابات فقط )و أكد أن الخطة الحكومية هدفها استثمار البادية للرعي و الحفاظ على الثروة الحيوانية و هو أمر مطبق على الصعيد العالمي .
وأضاف يزبك: تقوم لجان قمع الفلاحات بفرع البادية بحمص بحصر التجاوزات في البادية  بناء على القانون المذكور  و ستقوم بقلب  الزراعات في حال تم ضبط أي مخالفة..
و أشار إلى أنه يوجد حالياً لجان من فرع الهيئة  و بالتعاون مع الجهات المعنية تقوم بجولات متكررة , ويتم تنظيم ضبوط بحق المخالفين  وفي موسم الحصاد يتم حصاد الموسم و يسلم الإنتاج للمؤسسة العامة للحبوب أصولاً و بالمجان..
هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار