شهداؤنا لحن أبدي على شفاه الزمن يحكي للأجيال قصة عشق خالد كتبها الأبطال بدمائهم الطاهرة ، هي الشهادة – حياة – وفي التضحية عطاء ما بعده عطاء ، فأي قيمة ترقى لقيمة الشهادة ..
هاهم أبطال سورية على جميع الجبهات يصنعون يوم النصر ، يوم يعلو فيه الحق على الباطل.
هي سورية التي يعرّش حبها بين الضلوع وجيشها عنوان العزة الوطنية والكرامة الإنسانية ..
الجيش العربي السوري .. رجالك أباة النفوس ، تحمي الحدود .. جنود العطاء ورموز الإباء ,رؤوس تطال عنان السماء ..جيش وفي كما الصبح نور يسير ، بعيون البلاد ولا ينثني ,إلى الذود يمضي ولا ينحني ، نذر لسورية الدماء وسار فكان جيش الفداء وعهد الوفاء لتبقى سورية بلاد الحياة .
أسرة الشهيد الياس وليد الزغريني :
الوطن هو المعشوق الأول
ماهو الوطن؟؟ ليس سؤالاً تجيب عنه وتمضي .. إنه حياتك وقضيتك ،معاً بهذه الكلمات عبر الشاعر محمود درويش عن الوطن ، فالوطن هو القضية التي يدافع عنها الأبطال والحياة التي يقدمها الشهداء الأبرار من أجل الأرض والإنسان هكذا كان الوطن في عيون الشهيد البطل النقيب الياس وليد الزغريني قضيته التي حارب من أجلها ، وحياته التي قدمها لتنبت شقائق النعمان وتملأ وديان بلدنا سورية .. رمزاً للشهادة.
تحدثت والدة الشهيد قائلة : الوطن هو المعشوق الأول ، هو الماضي والحاضر والمستقبل هو انتماؤنا وعزتنا وكبرياؤنا … في ربوعه ترعرع البطل الياس وفي مدارسه تعلم وتخرج من كلية الحقوق وتعلم كيف تحتضن الكرامة عشاقها والعزة فرسانها والسماء أبطالها
كان شهماً قوياً نشأ على حب المجد والعظمة وعزم أن يكون سيفاً يقطع رأس كل من يحاول الاعتداء على وطنه ,وأضافت: نحن على ثقة أن ثمن التضحية غال ولكن لا شيء يعادل الوطن نحن من نتسابق إلى كرم الشهادة من أجل وطن منح العالم لونه ولغته وكل معانيه ..
واليوم أشتاق لوجوده وحضور كلماته ألمي كبير ولكن الوطن يستحق التضحية .
نال الياس الشهادة في ربوع البلاد فارساً رمزاً للكرم والكرامة روى الأرض بدمائه الطاهرة وقهر الأعداء سطع نجماً في سماء الخلود ..
كل الرحمة لروحه وأرواح الشهداء الأبرار والنصر المؤزر للغالية سورية ..
والد الشهيد العميد وليد الزغريني يقول : من يعرف أن الأعداء لم يتركوا وسيلة ولا أسلوبا ولا طريقة إلا واستخدموها في عدوانهم لتحقيق أهدافهم يعرف حجم الصمود السوري والجميع بات يعرف أن هدف الأعداء الرئيسي هو تدمير سورية وفق أطماع صهيونية امبريالية عالمية لا ترى إمكانية لتحقيق أهدافها في التوسع والهيمنة مع وجود سورية قوية التي شكلت ولا تزال – ومنذ زرع الكيان الصهيوني الغاصب في قلب الأمة – العائق الأساسي أمام تحقيق أهدافه وتشكل القوة الرئيسية القادرة على إزالة عدوانه.
فكانت المؤامرة الكبرى على بلدنا العظيم ، لتنفيذ مآرب العدو وتحقيق أمنياته فكانت التنظيمات الإرهابية والجماعات الظلامية أنجس خلف لأقذر سلف إخواني ولاستمرارية النوم الهانئ على عروش الحكم انجرت بعض الأنظمة غير آبهة بتطلعات شعوبها فأصبحوا تابعين كذيل لجرذ كبير يدعى إسرائيل .
وبقيت قلعة الصمود وحدها سورية بقيادتها الشامخة مدافعة عما تبقى من شرف عربي محافظة على سيادتها وكرامتها في وجه أعداء الفكر والإنسانية , بقيت ولادة لفرسان وعلماء يخطون بفكرهم ونهجهم التاريخ والمستقبل .
التحق البطل الياس بصفوف القوات المسلحة بتاريخ 1-1-2014 واتبع دورة تأهيل عسكري ودورة اختصاص مشاة في مدرسة الصاعقة والإعداد البدني وانضم إلى رفاقه الأبطال وخاض معهم أعتى وأعنف المعارك ضد عصابات القتل والدمار والمجموعات الإرهابية المسلحة حافظ وحفظ وصيتي له بأن قيمته من قيمة القوات المسلحة وقيمه من قيمها فحفظها في قلبه وعقله وكان في المقدمة دائماً علماً وعملاً وأقدم على اقتحام الصعب لأن الصعاب تصنع الرجال .. نعم هذا ولدي الشهيد الذي ربيته على حب الوطن على الشموخ والكبرياء ليكون رقماً صعباً مع كل شهداء الوطن .
بتاريخ 21-6-2018 وفي إحدى المهام التي كلف بها مع الأبطال في منطقة تلول الصفا في ريف السويداء وأثناء الاشتباك مع المجموعات الإرهابية تعرض البطل للإصابة وقدم روحه نوراً يزين سماء الانتصار لقد ترك البطل الياس فينا مشاعر حزن وفرح ، حزن يعيش في نفوسنا لفقدانه ابناً .. وفرح في قلوبنا بأنه ابن الوطن البار الذي قدم روحه قرباناً لخلاصه ..
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار .
أسرة الشهيد محمد عدنان بيوض :
الوطن والنصر توءمان
لبيك يا وطني فأرواحنا رخيصة نذرناها لتبقى في عز وإباء .. هي وصية من روى بدمائه ظمأ الثرى ووفى بوعده .. إنه الشهيد البطل الملازم شرف محمد عدنان بيوض من أبطال قلعة الحصن نال شرف الشهادة بتاريخ 19 /2/2014
تحدثت والدة الشهيد قائلة : كان ولدي يقول هناك جوهر لكل مسألة في هذه الحياة ، وعند فهمه تستطيعين فهم ما يصدر عنه والحق يحتاج إلى قوة لتزيده وضوحاً ، الحق يحتاج إلى من ينطق به ، سألبس ثياب الجنود البواسل لأكون جندياً مقاوماً في إعادة حقنا في العيش بسلام .
التحق مع رفاقه الأبطال لخدمة علم البلاد والدفاع عن كرامته وتخليصه من شرور من جاء بدافع القتل والترهيب والتهجير منذ بداية الحرب على البلاد .. زياراته كانت قليلة جداً ، مرة واحدة في السنة ، وكأنه يريد أن يعودنا على غيابه ، جاءنا قبل استشهاده بثلاثة أشهر كنحلة تطوف وتودع من زهرة لأخرى ناشراً رسالته، في أحد أحاديثه قال :
تعرفين أماه ، إنني كلما عشقت الحياة ، اشتقت إلى سرها ، سرها في الخلود ، والخلود أن تبقى الروح تعطر المكان وتسبح عبر الزمان .. فالشهيد يعود إلى الجذور.. إلى التراب .. وتبقى روحه حاضرة خالدة في الأوطان ، حاولت أن أتمسك به قبل آخر رحلة له فأبى قائلاً ، كيف تمنعيني يا أماه ورفاقي بين جريح وشهيد ، ادعي لي لقد تأخرت ..
جاءنا خبر استشهاده ،استرجعت كل ما كان يدور بيننا من أحاديث قال والده قدّر الله وما شاء فعل .
استجمعت قواي وذهبت لرؤيته في المشفى لأرى وجهه الجميل ، أقبل خديه ، ألقي السلام عليه كما كان يحب أضمه إلى صدري ، أمعن النظر فيه للحظات أسترجع خلالها سنين عمره القصيرة .
عندما نظرت إليه تراءى لي كأنه ينتظر وصولي لوداعه ، ودعته ، قلت : يارب امنحني الصبر والقوة كي أجتاز اختبارك ، يا الله صبّر أهل الشهداء واجعل دماءهم ودموع أمهاتهم قرباناً للخلاص.. وأضافت : إن وطناً يستقبل الأهالي فيه جثامين الشهداء بزغاريد الفرح والكبرياء ، ويكتب الشهيد وصيته بأمانة وقناعة المقاومين وهو متجه إلى الميدان لا بد أن النصر حليفه .
والد الشهيد يقول : بكل تأكيد نحن اليوم وبعد مضي أكثر من سبع سنوات من الحرب الكونية على بلدنا سورية أقوى وأصلب واشد تمسكاً بالحقوق لأن دم الشهداء الذي روى تراب الأرض الطاهرة هو الأمانة والقوة والثقة بالنصر الذي نسير إليه بإذن الله . كان البطل محمد صبوراً يعرف أن المستقبل لايبنى في يوم وليلة ، وكان رجلاً واثقاً من نفسه ، قوياً يعلم أن أرضنا طاهرة بدماء الآباء والأجداد من الشهداء الخالدين فحافظ على قداستها ولم يسمح للمعتدي أن يدنسها وجعل دون ذلك روحه.
كان على استعداد دائم لأن يكون جنباً إلى جنب مع رفاقه المقاتلين في جبهات القتال كافة معبرين عن حقيقة الجيش العربي السوري الذي يسطر أروع البطولات والملاحم في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة مصرين على دحر الإرهاب والقضاء على فلوله وتطهير تراب الوطن من رجسه
شارك في معارك درعا وبتاريخ 19/2/2014 وفي منطقة – تل جموع -اشتدت الاشتباكات والمواجهات مع إرهابيي جبهة النصرة ،احتدمت المعركة استبسل الأبطال وقبل انتهاء المعركة ،استشهد البطل محمد بطلقة قناص في القلب ,استشهد محمد لكن في وطني آلاف الأبطال الذين أخذوا على عاتقهم مهمة حماية سورية والدفاع عنها ، وعقدوا العزم على تخليصها من شرور الإرهاب وعصاباته وأدوات إجرامه ، لن يثنيهم أي شيء عن تنفيذ مهامهم الوطنية المقدسة حتى تطهير ترابها من رجس الإرهاب .
هم الأوفياء لها ، على العهد باقون وعلى صخرة صمودها ستتحطم كل المؤامرات والمخططات ومن دماء الشهداء وإرث الآباء والأجداد يستمدون العزيمة والقوة لتحقيق النصر .
والد الشهيد محمد زكريا عبد الكريم شرفو :
الشهادة إرث تميزت به سورية
بأرواحكم الطاهرة أسقطتم المؤامرة والمتآمرين وبتضحياتكم سطرتم ملاحم البطولة فأنتم أمثولة العطاء والتضحية والفداء ..
بتضحياتكم سنكتب تاريخ وطن وببطولاتكم سنجعله قلعة صامدة عصية على كل معتد ومتآمر استبسلتم في ساحات الوغى , صمدتم وقاتلتم حتى نلتم شرف الشهادة .
لقد أعطى فأجزل العطاء وفاء ومحبة للوطن إنه الشهيد البطل الملازم شرف محمد زكريا عبد الكريم شرفو ..
يقول والده : إن الشهادة وسام فخر وكبرياء ونحن نربي الأبناء والأحفاد على قيم الشهادة لأنها إرث بطولي وأخلاقي ووطني تميزت به سورية عبر التاريخ ..
لقد تعلمنا الصمود من صلابة صخور وحجارة هذه الأرض الطيبة وهي التي علمتنا العطاء من غير حساب ونحن اليوم نرد جزءاً يسيراً من عطاءاتها ونقدم أبناءنا شهداء تروي دماؤهم ثراها الغالي ليثمر محبة وسلاماً على ربوع الوطن بأسره وإن الوطن الذي تحرسه همم عالية وإرادة رجال لايعرفون الانكسار والتراجع سيكون آمناً .. مستقراً وسينتصر على أعدائه مهما كبر تآمرهم وأياً كانت الدول التي تقف وراء هذه المؤامرة و هذه الحرب التي تستهدف سورية للنيل من مكانتها و هنا يحضرني قول السيد الرئيس بشار الأسد: « و هذا التاريخ الناصع و التراث المشرف المشبع بكل القيم النبيلة إرث غال جعل من راية الوطن خفاقة بكبرياء و شموخ و بهذا الإرث و معه رجال مثل رجال قواتنا المسلحة امتلكوا الإيمان و العزيمة و الإرادة نمتلك الثقة الكاملة بالتقدم…»
و النصر و تحرير الأرض و هذه الدرب هي درب سورية المقاومة.
انضم البطل محمد زكريا إلى صفوف الجيش العربي السوري تلبية لنداء الضمير في وجوب الدفاع عن أرض سورية الحبيبة ضد العصابات الإرهابية المجرمة التي تعتدي على الوطن و المواطنين المدعومة من الدول الاستعمارية الغربية و من عملائها في المنطقة مثله مثل أي مواطن شريف لن يتخلى عن إرثه الحضاري و المقاوم الذي ورثه عن آبائه و أجداده فالسوريون عرف عنهم و لا يزال بسالتهم و تصديهم للغزاة و المستعمرين على مر الأزمان لا يعرف المرء من أين يبدأ الحديث عن خصال الشهيد الذي تربى على حب الوطن و عشق ترابه و كتب بطهر الدماء ملاحم خالدة في سجل البطولات .
كان محباً و مخلصاً لوطنه و كان قدوة و مقداماً أثناء المواجهات لا يهاب الموت إيمانا منه بأن الشهادة في سبيل الوطن هي الأمنية الحقيقية والنهاية المشرفة لكل مقاوم يؤمن بالله و الوطن في زيارته الأخيرة كانت نظراته و تصرفاته فيها ملامح الوداع الأخير أذكره عندما قال نحن الأبطال رسمت فوق صدورنا انتصارات السنين لتبقى سورية الغالية فسيفساء المجد الثمين و سنبقى أسود الأرض أرض الياسمين نحن حماة الحمى نذود عن الأرض بالدماء و الأرواح.
بتاريخ 13/1/2013 استشهد البطل محمد زكريا في معامل الدفاع بمنطقة السفيرة بحلب وذلك إثر هجوم إرهابي بالمفخخات على المنطقة لم تحتمل والدته وجع الفقد وتوفيت بعد أشهر قليلة من استشهاد البطل لقد كان ولدي بطلاً و أنا فخور باستشهاده ، أرجو من الله العزيز القدير أن يعجل النصر و يحمي جيشنا و يشفي جرحانا.
لقاءات: ذكاء اليوسف – علي عباس