في ذكرى رحيله … ” عمر الفرّا .. شاعر الحب والوطن والإنسان “

في مثل هذا اليوم من عام 2015 غيّب الموت  أحد فرسان  القصيدة العامية البدوية  اثر نوبة قلبية عن عمر ناهز /66/ عاما ً في دمشق والذي ترك أثرا ً لاينسى في ساحة الشعر والثقافة ، وفي ذكرى رحيله السادسة لاتزال قصائده ترفل ببراعته في تصوير  حالاته الشعرية فضلا ً عن قدرته على الخوض في الشعر البدوي المحكي   نظرا ً لما قدمه من تجديد  ينتمي إلى أصالة الشعر وامتلاك مكوناته ومقوماته  إضافة  إلى ما قدمه من تنويع في القصيدة الشعرية .

إننا إذ نستعيد ذكرى ” الشاعر عمر الفرا ”  حيث قدم كثيرا ً من المواضيع الشعرية بتميز كبير وأسلوب  سهل ممتنع ليفرض حضوره ، وذلك من خلال ماتحمله الصورة الشعرية من الابتكار، والعواطف الإنسانية الحارة، ومن غنائية عذبة  ببعديها الداخلي والخارجي وانسجام اللفظ مع الأداء، وقد طغى على أشعاره الصبغة الوطنية فرشف ” الفرّا” كأس الوطن مضمدا ً جراحه ومتفائلا ً بغده الأفضل  حيث قال في قصيدته / الوطن / :

                    الوطن يسكن خلايا الدّم… غريزة تسري عبر الدّم

                   لما نموت بالغربة  تظل الروح تلفانه حزينه مشرّده بالهمّ

                   الوطن يابني ماهو لفلان أو لفلان أو لفلان ..

                   الوطن يابني رقم واحد وبعد ميّه يجي العالم .

  • وللغزل والحب استحضارات خصبة  تأخذ أبعادها المفتوحة  كما في قوله في قصيدة “تعالي” :

أحس بقربك أني اتجهت وأحمل حبك .. صبح مساء

وأشعر أنك أنت الحياة وأنت الفناء وأنت البقاء

 وأدرك  أني عبد  ضعيف  أؤدي التحية .. والانحناء

ومن روائع شاعرنا الراحل  قصيدة” رجال الله” وهي ملأى بالطموحات القومية والوطنية والمعطيات النبيلة من أجل مجد الوطن والمقاومة . أقتطف منها:

                          هنا سُلبوا ، هنا صُلبوا، هنا رقدوا، هنا سجدوا

                          هنا قُصفوا، هنا وقفوا، هنا  رغبوا، هنا ركبوا

                          براق الله وانسكبوا بشلال من الشهداء

                          لهم في الموت فلسفة، فلايخشونه أبداً

                          جنوبيون يعرفهم  سناء البرق، غيث المزن

                          سحر شقائق النعمان .

 وهكذا  فإن الشاعر الراحل “عمر الفرا” كان يتنقل وتتنقل معه مفرداته  حيث عشقه للمرأة والإنسان والوطن، وان ما قدمه  شاعرنا من كمّ شعري امتلك عبره حبّ الكثيرين من الأدباء والشعراء ، وبالضرورة يحتم على من يقدم دراسات في المشهد الإبداعي السوري  ألاّ يغفل مثل هذه القامات الكبيرة.

ولابد من القول :

– الشاعر الراحل من مواليد  1949  تدمر- حمص

– عمل في حقل التدريس مدة 16 عاما ً

– صدر له العديد من المؤلفات : / قصة حمدة – الأرض إلنا – حديث الهيل – كل ليلة – الغريب – رجال الله – عرار- الياسمنية – عرس الجنوب / وغيرها.

  وسيم سليمان

المزيد...
آخر الأخبار