ثمة مميزات عدة يتمتع بها الطفل الوحيد و يغفل عنها بعض الآباء ومنها الشخصية القيادية بالإضافة إلى إمكانية الضبط الذاتي ،وينتج ذلك عن الوقت الكافي الذي يمنح له في التربية والأسلوب الصحيح في التعامل معه دون مبالغة أو تفريط قد يحرم الطفل الوحيد من هذه المميزات في الحالة التي يحظى فيها بالحماية الزائدة المرفقة بالخوف الشديد عليه لتتحول إلى مشكلات نفسية بنسبة أعلى من مشاكل الأطفال الآخرين .
و يجدر بالوالدين إدراك وتعلم الطرق السليمة في تربية الطفل الوحيد .
علماً أن مشكلات الطفل الوحيد تكمن في استجابة الأبوين لكل طلباته ورغباته ما قد يجعله أنانياً في كثير من الأوقات حيث يعرف حقوقه أكثر من واجباته وحينما يتم منعه من بعض الحاجات فهذا لا يعني حرمانه بل تنشئته تنشئة صحيحة حتى يخرج هذا الطفل للمجتمع وهو قادر على مجابهة الحياة .
الطفل الذي يتربى في جو من الدلال المفرط ينشأ ضعيف الثقة بنفسه ويميل إلى الاتكال على الآخرين ويكون قادراً على الاستقلال عن والديه وقد يصل الحال ببعض الآباء إلى أن يصبحوا غير قادرين على الابتعاد عن طفلهم الوحيد ومفارقته مما يشكل عقبة أمام نجاحه ونضوجه النفسي والاجتماعي وقد يخشى كثير من الآباء على طفلهم الوحيد بطريقة مبالغ فيها ما يشعره بالقلق والضغط النفسي ويزيد من إحساسه بالحرمان .
لذلك يجب أن يكون سلوك الأهل الذي يراه الطفل ويتأثر به منسجماً مع التعليمات التي يحددونها له من واجبات يتيح له المجال لأن ينمو ذهنياً وجسدياً واجتماعياً بطريقة طبيعية بعيداً عن الضغط والإكراه ليصبح قادراً على الاعتماد على نفسه وعلى تحمل المسؤولية في المستقبل .
في مجتمعنا قلما نجد طفلاً وحيداً خطط الوالدان لإنجابه لظروف اقتصادية أو رغبة في أن تكون العائلة صغيرة تتفرغ لحياة أكثر إنتاجاً إنما يوجد العكس تماماً فنجد رجلاً فقيراً براتب ضئيل يتزوج وينجب عدة أطفال وهو لم يبلغ الثلاثين ،أما في المجتمعات الغربية فالفكرة واردة ومطبقة في العديد من البلدان ولكن هناك يحاولون حل المشكلات التي تعترض تلك الظاهرة .
منار الناعمة