سوء تنفيذ الجسور والعبّارات قطع الطريق العام في الهرقل بعد الهطولات المطرية الغزيرة ..شبكة الصرف الصحي قديمة وبعض المنازل تعتمد على الحفر الفنية

تميز فصل الشتاء هذا العام بهطولات مطرية كبيرة على خلاف العام الماضي , وقد استبشر الناس بموسم زراعي جيد , يستطيع فيه الفلاح زراعة مختلف أصناف المزروعات وبكميات جيدة تساهم في طرح المحاصيل الزراعية في الأسواق بأسعار مناسبة سواء للمزارع أو للمواطن تمنع احتكار المواد من قبل ضعاف النفوس أو القيام برفع أسعار الخضار والفواكه , كما أنه وبامتلاء السدود والأنهار يتشكل مخزون مائي جيد يعتمد عليه في أيام الجفاف والحر الشديد , ويساهم في انتعاش الثروة السمكية من جديد …

ومن جانب آخر كان للهطولات المطرية الغزيرة الأثر الأكبر في كشف الكثير من الأخطاء في تنفيذ شبكات البنى التحية وخاصة في الريف , وهذا ما حصل في بعض قرى الريف الغربي , فقد نتج عن هطول الأمطار الغزيرة غرق التربة بالمياه وارتفاع منسوب المياه في الأنهار وتشكل السيول الجارفة , , مما أسفر عن قطع بعض الطرق العامة في بعض القرى مثل الشرقلية والقناقية والقبو , إضافة إلى الهرقل وبعض القرى الواقعة على نفس الخط ..

سوء تنفيذ الجسور
تحدثنا مع رئيس بلدية الهرقل حسام عودة وسألنا عن سبب انقطاع الطريق العام «الزيبق – المحفورة» المار بالهرقل والذي أدى الى عرقلة حركة المشاة والسيارات من والى القرى الواقعة على هذا الخط فقال : تسببت الأمطار بانقطاع الطريق العام لفترة زمنية قصيرة نتيجة ضغط المياه وارتفاع منسوبها في النهر المار بالقرية , بالرغم من وجود العبارات التي قام المواطنون بإغلاق بعضها , وجسرين لكن للأسف ونتيجة لتنفيذهما الخاطئ لم يتم استيعاب كمية وضغط المياه مما أدى إلى غرق الطريق العام والأراضي حوله بالمياه وانقطاع الحركة ..
وأضاف : قمنا وبمساعدة عمال البلدية بفتح الطريق بعد تراجع منسوب المياه , منوها أنه تم وعد البلدية بتعبيد الطريق العام حيث رصد مبلغ 300 مليون ليرة لذلك وحتى الآن لم ينفذ المشروع لعدم توفر الإعتماد , ولفت إلى أهمية النظر في موضوع العبارات والجسور الموجودة في القرية والتي تحتاج إلى توسيع وزيادة ارتفاعها كونها منخفضة ولا تتناسب مع زيادة منسوب المياه في النهر شتاء مما سيسبب تكرار قطع الطريق شتاء في كل عام ..

رفع مستوى الخزان
وأجاب عن سؤالنا حول تأثر خزان الكهرباء الموجود في القرية بارتفاع منسوب المياه « حسب رأي الأهالي» قائلا : لم يتأثر خزان الكهرباء بشكل ملحوظ , وستقوم البلدية بالتواصل مع الشركة العامة لكهرباء حمص للعمل على رفع مستوى الخزان نصف متر إلى الأعلى حتى لا يتأثر بارتفاع منسوب المياه …
قمنا بالسؤال عن الواقع الخدمي في الهرقل والصعوبات التي يعاني منها الأهالي فقال: سميت هرقل حسب ما يروى أن ملك الروم هرقل مر بالقرية واستقر فيها فترة من الزمن فسميت باسمه … تمتاز بطبيعة جميلة وهادئة صيفا
وهي من القرى التابعة لبلدية عرقايا يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة ,تبعد عن مدينة حمص 25 كم ..
ضعف التيار الكهربائي
شبكة الكهرباء حديثة تم استبدالها منذ 8 سنوات , بشبكة نحاسية وهي تغطي كامل القرية , ولكن الجزء الغربي من القرية يعاني من ضعف التيار الكهربائي نتيجة الحمولة الزائدة على الخزان الوحيد الموجود , وأشار رئيس البلدية إلى تسليم المتعهد لمشروع تركيب خزان ثان في الجهة الغربية من القرية وخلال شهر تقريبا سينتهي العمل ..
أما إنارة الشوارع فهي معطلة وبالتالي الشوارع تغرق في ظلام دامس ليلا , ومع الظروف الجوية والأمطار الغزيرة تتوقف حركة المشاة والسيارات ليلا ..

ساعات ضخ طويلة
وأضاف : تم استبدال شبكة المياه القديمة بأخرى حديثة منذ 10 سنوات , ويتم استجرار مياه الشرب من بئر حداثة , ويوجد بئران , الأول يعمل على الكهرباء والثاني على الديزل والبئران يغذيان أربع قرى « الهرقل – جرنايا – حداثة – بحرايا » , والمشكلة كما أشار رئيس البلدية أن البئر الذي يعمل على الكهرباء يحتاج 12 ساعة ضخ ليمتلئ الخزان ليتم تغذية قرية واحدة فقط وبالتالي تظلم باقي القرى , وقد قامت البلدية بالمطالبة بمد كبل كهربائي بطول 500 م لهذا البئر ليتم تغذيته من خزان البئر الأول الموجود في أراضي حداثة , وفي حال تغذيته من الخزان الموجود في الهرقل فالمسافة 200 م فقط , وبالتالي تحل مشكلة المياه لأنه في حال انقطاع التيار «كما ذكرنا» فإن 4 قرى تعاني من عدم الحصول على المياه.

ميول عكسي
شبكة الصرف الصحي قديمة منذ 35 عاما وتعاني من الأعطال والاختناقات المتكررة , وتقوم البلدية بإجراء الصيانة باستمرار «حلول اسعافية» وقد ساهمت غزارة الأمطار هذا العام بكشف الأعطال في الشبكة ..
وأشار إلى وجود بعض المنازل التي مازال أصحابها يعتمدون على الحفر الفنية نتيجة لعدم وجود شبكة صرف صحي لديهم «المنازل الواقعة بين شمالي مجيدل وجنوب الهرقل» وهي تحتاج إلى ربط مجيدل بشبكة الصرف بالهرقل , موضحا أنه نتيجة ميول الأرض لا يمكن تخديم تلك المنازل من مجيدل …
وأضاف بأن مشروع الصرف الصحي بين عرقايا والهرقل متوقف بسبب سوء التنفيذ «وجود ميول عكسي» أي أنه من المفروض ان يكون اتجاه المياه من عرقايا إلى الهرقل بينما المياه تذهب بالعكس , ويقال إن أحد الإحتمالات وجود أشجار الكينا بجانب الصرف الصحي فيسبب عودة المياه للخلف ..
علما أنه تم تقديم طلب باستبداله وإعادة تنفيذه «الحديث مازال لرئيس البلدية» ولكن جاء الرد بأن الفترة الزمنية المخصصة للاستبدال لم تنته بعد , مما يسبب سيلان المياه إلى الطريق العام حاليا , وأشار إلى قيام البلدية» كحل إسعافي» بإنشاء مفيض للصرف الصحي ضمن عبارة موجودة على الطريق فتصب المياه فيه بدلا من ذهابها إلى الطريق العام .
مقسم ضوئي
تتبع الهرقل إلى مركز هاتف الحميمة « مقسم ضوئي» وعدد الخطوط الهاتفية الموجود يغطي القرية ,وتم توزيع بوابات انترنت على المشتركين , ولكن المشكلة هي في حال انقطاع التيار الكهربائي تصبح القرية خارج التغطية نتيجة لانقطاع الهواتف «الثابتة» وعودتها مع عودة الكهرباء بعد ساعات تقنين طويلة ..

عدم وجود اعتماد
يوجد بعض الطرق الزراعية في الهرقل , وأهم هذه الطرق هو الطريق الواصل بين الهرقل وتليل كونه يخدم العديد من القرى خاصة مع وجود معصرة الزيتون في تليل , علما أن هذا الطريق مدروس كما أشار رئيس البلدية لكن يتم تأجيل تنفيذه باستمرار بحجة عدم وجود الاعتماد وهو بطول 1 كم .
مرة أسبوعيا
يتم ترحيل القمامة مرة واحدة في الأسبوع فقط إلى المكب الموجود في السنديانة أو إلى مكب فاحل , على بعد مسافة 7 كم من الهرقل, والسبب وجود سيارة نظافة واحدة تخدم 7 قرى وعامل واحد مع السائق , وأكد على تعاون المواطنين والتزامهم بمواعيد جمع وترحيل أكياس القمامة .

المدارس
يوجد في الهرقل مدرستان ابتدائية وإعدادية وطلاب المرحلة الثانوية يدرسون في مدارس قرية عرقايا ..

قلة المواصلات
يعاني أهالي القرية من قلة عدد السرافيس العاملة على خط القرية , فالسرافيس الموجودة مسجلة على خط المحفورة – حمص , وتصل إلى الهرقل ممتلئة ولا يحظى طلاب الجامعة أو الموظفين صباحا بمقعد ليصلوا إلى جامعاتهم وأعمالهم ويضطر الكثير منهم للتعاقد مع سرفيس من خارج الخط ..
تثبيت ملكية
اشتكى الأهالي من كون الأراضي لديهم مازالت مملوكة على الشيوع , وأشاروا إلى ضرورة الإسراع بفرزها وتثبيت ملكيتها ..

لايوجد مركز صحي
لا يوجد مركز صحي في الهرقل , وفي الحالات المرضية والإسعافية يضطر الأهالي للذهاب إلى المركز الصحي في عرقايا أو إلى حداثة , وأشار رئيس البلدية إلى أنه أثناء حملات اللقاح هناك سيارات «جوالة» تابعة لمديرية الصحة تقوم بإعطاء اللقاح للأطفال ..

نوعيته جيدة
يوجد مخبز في الهرقل ونوعية الخبز جيدة والمخصصات من مادة الدقيق كافية .
أما مادة الغاز فيحصل عليها الأهالي عن طريق المعتمد وهو نفسه مالك المخبز ويتم توزيع 275 اسطوانة شهريا … والمادة متوفرة , ما عدا الفترة الأخيرة وهذه مشكلة عانت منها المحافظة كاملة ولم تقتصر على الريف فقط ..

الشوارع معبدة
قال رئيس البلدية :شوارع القرية معبدة ولا تحتاج إلى صيانة أو ترقيعات ولا مشاكل تذكر , ما عدا الطريق العام الذي يحتاج إلى إعادة تعبيد كونه الطريق الحيوي الهام والذي يربط الهرقل مع القرى المجاورة كما ذكرنا» ..
يوجد صالة تابعة للسورية للتجارة لبيع المواد الغذائية والمنظفات والكثير من المواد التموينية التي يحتاجها الأهالي ..
لا يوجد وحدة إرشادية وتتبع الهرقل لإرشادية عرقايا ..

أخيرا
كنا نأمل على الجهات المعنية دائما اتخاذ التدابير اللازمة عند إنشاء الجسور أو العبارات على الأنهار أو البحيرات ومراعاة الغاية التي أنشئت لأجلها وهي السلامة العامة خاصة في الأحوال الجوية السيئة , وأن لا يكون موسم الأمطار الغزير سببا في حدوث الكثير من المشاكل بدلا من أن يكون موسم عطاء وخير على الجميع ..
الهرقل كغيرها من قرى الريف الأخرى بحاجة إلى اهتمام الجهات المعنية لتحسين واقعها الخدمي أسوة ببعض القرى المجاورة …
بشرى عنقة

 

المزيد...
آخر الأخبار