إزالة الحواجز في المدينة … ارتيـاح عام بيـن المواطنيـن وخطـوة على طريـق الأمـن والأمـان

 الشعور بالأمن والأمان من أهم المشاعر الإنسانية التي تساعد الإنسان على العيش باستقرار والتنعم بحالة ارتياح عامة ,وهذا ما لمسه المواطنون في مدينة حمص ويعيشونه يوما بعد يوم وخصوصا مع الخطوات الأخيرة لمرحلة إزالة الحواجز والقواطع الإسمنتية في شوارع المدينة، وإنهاء مجلس المدينة إزالة تلك ‏الحواجز وفتح كافة الشوارع في الأحياء.
وكما هو معروف فإن إزالة الحواجز سيولد بالتأكيد سهولة في الحركة وتوفير في الوقت والتكاليف وقد انعكست ذلك بشكل جلي منذ إنهاء عمليات إزالة ‏الحواجز إضافة إلى الراحة والطمأنينة التي شعر بها أهالي المدينة بعودة الحياة إلى طبيعتها.

خلال جولة لجريدة العروبة على بعض الأحياء في مدينة حمص التقينا عددا من المواطنين الذين تحدثوا عن مدى أهمية إزالة الحواجز والسواتر الإسمنتية من الأحياء :
التخفيف من الإزدحام
سميرة حسن قالت : تعتبر هذه الخطوة من أكثر الدلائل على عودة الأمن والأمان إلى هذه المدينة التي عانت كثيرا من ويلات الحرب والتفجيرات والعمليات الانتحارية,فقد شعر المواطن ومنذ بداية العمل بإزالة الحواجز أن الأمور بدأت تعود إلى الاستقرار أيضا ,هذا الأمر ساهم بشكل كبير في التخفيف من العرقلة وتغيير اتجاهات السير نظرا لإغلاق العديد من الشوارع, وبذلك وفر الوقت والجهد والدوران للوصول إلى مكان العمل أو الانتقال بين الأحياء لإنجاز بعض الأعمال أو حتى الزيارات والواجبات الاجتماعية.
ارتياح المواطن
كما أكد معتز الحسين من حي عكرمة أن فتح ‏الطرقات أمام حركة السير الطبيعية وإزالة الحواجز ساهم من تخفيف الازدحام الكبير الذي ‏شهدته أحياء حمص خلال سنوات الحرب، مبينا أن إزالة الحواجز زادت من طمأنينة وارتياح المواطنين.
‏علي الأحمد من شارع الحضارة أكد أن أهمية المدة الزمنية التي اختصرتها إزالة الحواجز البيتونية بالنسبة للمواطنين الذين كانوا يضطرون للانتقال من حي إلى آخر لضرورة العمل أو قضاء حاجيات مهمة حيث كان يستغرق أي « مشوار « ضعف المدة التي يستغرقها ، وهذا بدوره يعتبر خطوة جيدة تدعو للتفاؤل وتعد بالخيروالأمان القادم والذي بدأنا نتلمس بوادره مع الانتصارات المتلاحقة للجيش العربي السوري .
توفير الوقت والمسافة
سمر محمد من حي الخضر أكدت على حدوث نوع من الازدحام المروري بعد إزالة الحواجز كون الكثير من المواطنين الذين أوقفوا سياراتهم نتيجة وجود تلك الحواجر عادوا لتحريكها مجددا وقيادتها في شوارع المدينة ,وذلك نظرا لعودة الحركة إلى بعض الطرق بعد إزالة الحواجز ، علما أن هذا الإجراء أدى إلى سهولة الحركة للمارة ‏وللسيارات على وجه الخصوص وتوفير الوقت الذي بات ملموسا بعد إزالة هذه الحواجز .
عودة الحياة الطبيعية
‏ بعض المواطنين من قاطني حي الحميدية أكدوا أن العمل على إزالة الحاجر كان على قدم وساق حيث لم تدخر الورشات التابعة لمجلس مدينة حمص جهدا في العمل على إزالة هذه الحواجز والسواتر الإسمنتية في مختلف أحياء المدينة ,الذي بدوره شكل ‏ارتياحا نفسيا لدى المواطنين وعلى مختلف المستويات وشعروا حقا أنهم وصلوا لمرحلة الأمان الحقيقي ، وقد عادت الحياة إلى مجراها الطبيعي .
تزامن مع عودة الحياة الاقتصادية
هذا وكان قد أنهى مجلس مدينة حمص إزالة الحواجز البيتونية في المدينة وفتح كل الشوارع في الأحياء ‏وتمت إزالة اللوحات الإعلانية المخالفة في عدة شوارع من المدينة.
التقينا المهندس عبد الله البواب رئيس مجلس مدينة حمص الذي أشار إلى أنه رغم استكمال إزالة الحواجز في معظم أحياء المدينة إلا أنه تمت المحافظة على ‏بعض الحواجز في مداخل المدينة الرئيسية ضمانا للأمان.
وأضاف : إن إزالة الحواجز بالمدينة ‏تمت بالتنسيق مع الجهات المختصة تسهيلا للحركة المرورية التي كانت قد أحدثت جملة من الإرباكات وزادت من المدة الزمنية التي يقضيها المواطنون للاتجاه إلى أعمالهم ، وأتت هذه الخطوة أيضا تزامنا مع عودة عجلة الحياة ‏الاقتصادية والتجارية للمدينة وإعادة الحياة للأسواق وحركة البيع والشراء إضافة إلى عودة الاستقرار والأمان إلى كافة المناطق بفضل تضحيات بواسل الجيش ‏العربي السوري.
وبين البواب أنه يجري العمل على إزالة جميع السدات البيتونية والترابية من جميع شوارع ‏حي الوعر حيث يتم حاليا التنسيق مع المديريات المعنية لتأمين الآليات اللازمة لتنفيذ ‏المهمة علما أن المجلس قام خلال الأيام الماضية بالتعاون مع الجهات المختصة بفتح شارع ‏خالد بن الوليد المتقاطع مع شارع السيد الرئيس.
تشويه المناظر الجمالية
ولفت البواب إلى أنه يتم بالتوازي مع حملة إزالة الحواجز حملة من نوع آخر تتضمن إزالة ‏اللوحات الإعلانية المخالفة التي تشوه الناحية الجمالية وتؤثر على أعمدة الإنارة كما يتم العمل ‏على قمع إشغالات الأرصفة بكل أنواعها لأن الرصيف ملك للمارة تمهيدا لعودة جميع « ‏البسطات » والإشغالات إلى مقرها الطبيعي في السوق بمركز المدينة‏.
فتح شوارع وإزالة مظلات
وتحدثنا مع المهندس عماد الصالح مدير النظافة حيث أوضح أنه ومنذ بداية العام الحالي 2019 تم فتح كافة شوارع أحياء جب ‏الجندلي وعكرمة الجديدة والقلعة والسدات المحيطة وحاجز الحضارة ومحيطه وحي عكرمة بالكامل تم فتحه وإزالة الحواجز, وحاجز ‏الخضر وكعب الأحبار والحميدية والصالة الرياضية، و كافة الشوارع المتفرعة باتجاه حي الوعر .
وأكد : منذ أيام قمنا بفتح الشوارع المتفرعة من شارع 6 تشرين في حي الوعر المعروف باسم شارع الغابة باتجاه حي الوعر ,كما تم فتح ستة شوارع بحي العباسية .
لافتا إلى أن العمل مستمر بهدف تسهيل حركة المواطنين وتقليل الازدحام المروري بعد عودة الأمن ‏والاستقرار إلى أرجاء المدينة حيث يتم حاليا العمل على إزالة بعض الحواجز والقواطع البيتونية في حي كرم اللوز بينما تمت إزالة القواطع من حاجز المواصلات بحي وادي الذهب قرب المدينة الرياضية ,كذلك تم فتح شارع خالد بن الوليد ( الخراب )باتجاه شارع السيد الرئيس في حي حمص الجديدة .
كما أكد على إزالة المظلات المعدنية من شارع الحضارة وشارع 8 آذار ، وفتح جميع الشوارع المؤدية إلى حي باب هود .
إمكانيات متواضعة
وأوضح :أن هناك بعض الشوارع لم تفتح بعد وذلك بسبب ضغط العمل والإمكانيات المتواضعة لمجلس المدينة ولكن وبالتنسيق مع الجهات المعنية يبقى العمل قائما لفتح ما تبقى من شوارع المدينة .
وأضاف: قام مجلس المدينة بالتعاون مع فرع مؤسسة الإعلان بإزالة اللوحات الإعلانية المخالفة في شوارع كرم الشامي من إشارة القلعة حتى ساحة الحاج ‏عاطف وطريق الشام من إشارة القلعة حتى دوار الرئيس وشارع الحضارة.
إنعاش الحركة التجارية
وحول رأيه الشخصي بهذه الخطوة أكد أنها دليل واضح وثابت على عودة الأمن والأمان إلى أرجاء المدينة ,وهذا خلق ارتياحا كبيرا بين المواطنين وقد رأينا الفرحة بعيون الناس أثناء عمل الورشات بإزالة الحواجز، وهو دليل على تتويج النصر الذي قام به الجيش العربي السوري على أرض الواقع وخطوة لتأكيد أن المدينة أصبحت آمنة ومن جانب آخر فإن خطوة إزالة الحواجز تساعد بشكل كبير بتسهيل حركة المواطنين وتنقلاتهم لمتابعة أعمالهم والوصول إلى الأماكن والمؤسسات التي يعملون بها ، وكذلك ساهم هذا الأمر بإنعاش الحركة التجارية أيضا وعودة الأسواق إلى سابق عهدها .
مخالفة واضحة
وفي إطار آخر فإن حملة إزالة اللوحات الإعلانية المخالفة لا تقل أهمية عن سابقتها ولكنها تأتي هنا من جانب سلبي فهي تشوه المنظر العام للطرق وتسبب أذية بصرية ، وقد تعيق أحيانا الحركة .
حول هذا الموضوع تحدثنا مع حكمت الصالح مدير فرع المؤسسة العربية للإعلان في حمص فقال : تقوم المؤسسة باتخاذ عدد من الإجراءات لإزالة اللوحات الإعلانية المخالفة فكما هو معروف فإن وضع الإعلان على أعمدة الكهرباء مخالفة واضحة ,ووفق قانون النظافة يمنع وضع الإعلانات على الأعمدة الكهربائية سواء بالمنصفات أو الجوانب وإن لم تزله البلدية فنحن كمؤسسة إعلان نخالف المعلن المتجاوز للقانون ونبلغه أن عليه أجور إعلان.
وهنا على المعلن الالتزام ودفع الأجور وكذلك إزالة المخالفة .
وأكد الصالح أن الإعلانات المعلقة على الأعمدة الكهربائية أصبحت قليلة جدا وتعد على الأصابع بعد حملات الإزالة التي يقوم بها مجلس المدينة وهي متابعة من قبله ومن قبل مؤسسة الإعلان بشكل أسبوعي .
وأضاف : نأمل من المعلنين والذين يريدون الترويج لبضائعهم ألا يضعوا الإعلانات بشكل عشوائي وفوضوي مما قد يسبب إعاقة في الرؤية أو تشويه المنظر الجمالي للأعمدة أو الجدران غير المخصصة للإعلانات ، أو ربما قد تسبب إعاقة للسير ، ولذلك من الضروري التوجه إلى مؤسسة الإعلان للعمل على إرشاد المعلن إلى الطريق الصحيح لنشر إعلانه والترويج له ضمن القانون والأنظمة المرعية والخاصة بهذا الأمر .
ثقافة المواطن المرورية
مع إزالة الحواجز بدأ المواطنون بتحريك سياراتهم ، بعد أن كان هناك سابقاً مئات السيارات متوقفة ، وقد أصبحت معظم الشوارع أشبه بالمرآب وذلك بسبب تقطع الشوارع نتيجة وجود الحواجز والقواطع الإسمنتية التي كانت تفصل الشوارع والأحياء لضرورات أمنية وإيجاد نوع من الاحتراز الأمني وبالتالي كان صاحب السيارة لا يجد جدوى من تحريك سيارته.
مدينة حمص تشهد حالياً كثافة مرورية نتيجة عودة الكثير من المواطنين إلى قيادة سياراتهم بعدما كانت متوقفة، وصحيح أنه تمت إزالة العديد من الحواجز لكن هذا أدى أيضاً إلى حدوث كثافة مرورية، إضافة إلى تسهيل مرور الكثير من المواطنين من خارج المدينة إليها.
ولكن يبقى المعول الأجدى في موضوع الحد من الازدحام معلقا على ثقافة المواطن والتزامه بقوانين السير حيث لا يوجد حاجة لاستخدام عناصر من شرطة المرور بشكل مكثف، بل يجب أن يكون هناك تعامل إيجابي من المواطن مع الشرطي سواء كان سائقاً أم راجلا.
منار الناعمة

المزيد...
آخر الأخبار