جامعتنا .. أمانة ومسؤولية

نفخر نحن أبناء مدينة حمص أن حظينا بجامعة قل مثيلها من حيث المساحة الكلية والناحية العمرانية والهندسية والبناء الحديث عدا عن الجانب الأكاديمي وهو الأكثر أهمية حيث خرجت أعداداً كبيرة من الطلاب من محافظة حمص والمحافظات الأخرى منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي وزودتهم بشهادات جامعية كمرحلة أولى وتمكنت من منح درجات الشهادات العليا – الماجستير والدكتوراه في كثير من الاختصاصات.
وقد احتضنت الجامعة خلال فترة الحرب الكثير من الدوائر والمؤسسات الرسمية لتكون حضناً لكل أبناء الوطن و الملاذ الآمن .
ولكي تبقى الجامعة كما عهدناها منارة علمية حضارية وثقافية متميزة تنشر العلم والثقافة لابد من المحافظة عليها والاهتمام بها ومتابعة كل ماقامت وتأسست عليه وتطويره خاصة أن البنى التحتية الخاصة بها موجودة وما على القائمين عليها اليوم سوى الاهتمام بالمظهر العام وإعادة صيانة خدماتها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر المسطحات الخضراء الموجودة على امتداد مساحة الجامعة بين كلياتها امتلأت بالاعشاب التي لا تضر ولا تنفع بشكل عشوائي ومؤذ للنفس والعين معاً ، والسؤال الذي يطرح ذاته أين هو دور كلية الزراعة – طلاباً وأساتذة حبذا لو يتم تجسيد المواد العملية كأبحاث فعلية على أرض الواقع وتكليف الطلبة بالزراعة الفعلية لتلك المسطحات واجراء المسابقات ضمن خطط ومناهج علمية تندرج ضمن المواد الدرسية للطلبة .
وفي الواقع هذه ليست حصراً على كلية الزراعة بل حبذا لو يتم ترجمة وتجسيد مناهج مختلف الاختصاصات الجامعية – كل حسب اختصاصه – على أرض الواقع بالجامعة – من حيث الأعمال الفنية والتقنية وإجراء أعمال الصيانة داخل قاعات الكليات .. ألا ينبغي هنا الاشارة الى طلاب كليات هندسة الكهرباء والمعلوماتية في الصيانة إن كان للحواسيب والمخابر وغيرها .. انطلاقاً من مبدأ الاعتماد على الذات فالجامعة جديرة بأن تستفيد من خبرات أبنائها الطلبة وهي الأولى من أية جهة أخرى .. وذلك ضمن المواد الدرسية المنهجية العملية .
في بعض قاعات الكليات وفيما يخص الأسقف المستعارة يبدو أن هذه الأسقف قد ظهر عليها التعب وتشكو حالها فتدلت طالبة النجدة كي لا تؤذي أبناءها أثناء المحاضرات إذا ما أجبرت على السقوط المفاجىء عليهم .
كذلك الأمر بالنسبة للإنارة والصرف الصحي .. وانا أدرك انه يوجد دائرة مختصة بالادارة المركزية لمتابعة هذه الخدمات ولكن هذا لاينفي ان الجامعة مسؤولية كل من فيها من الاستاذ والطالب والموظف للمحافظة على الأثاث والبناء والخدمات وتطويرها تحضرني الذاكرة حين قام أحد الوفود الأجنبية بزيارة الى جامعة البعث في اطار تبادل الزيارات والخبرات بين الجامعات مع الدول الأجنبية الصديقة .. لم أنس كم أعجب رئيس الوفد بهذا الصرح الحضاري الكبير وتساءل حول السبب في ضخامة هذه الجامعة وعدد الكليات والاختصاصات وأعداد الطلاب حينها ..
كان الرد حينها يؤم الجامعة كل صباح حوالي 25 ألف طالب وطالبة وبلغ عدد طلابها حوالي 80 ألفاً من مختلف محافظات القطر .. كما أذكر أيضاً ان رئيس الوفد أكد أن الجامعات في بلادهم ليست بهذه الروعة .. إذ هي عبارة عن مبان صغيرة والكليات كل منها في منطقة ووصف الجامعة بأنها مدينة علمية مصغرة وكانت دهشته لا توصف حين عرف العدد الكلي للطلاب مشيراً الى ان الشباب السوري مثقف ويتعلم مجاناً والدولة تتكفل بكافة المصاريف حتى نيل شهادة الدكتوراه إن أراد الطالب إكمال تحصيله العلمي.
وكيف لا، واليوم الجامعة تذخر بإختصاصات طبية وصحية متنوعة وتوجت بمشفى جامعي قيد الانجاز للتدريب وخدمة المواطن معاً ولاسيما ان سورية اليوم بصدد إعادة البناء والاعمار وما يهمنا هو إعادة بناء فكر الانسان وتتويجه بالعلم والحضارة والمحبة على قاعدة منظومة القيم الانسانية والاخلاقية التي تربى السوريون عليها ، ان الجامعة أمانة ومسؤولية نحن أمامها جميعاً .
نبيلة ابراهيم

المزيد...
آخر الأخبار