الكثير من الآباء والأمهات يلجؤون إلى عقاب الأبناء نظراً لسوء تصرفاتهم كحل نهائي لعدم انصياعهم لرغبة وقرارات الأهل .. وهنا يرسل الآباء والأمهات لولدهم رسالة مبطنة مفادها… نحن أصحاب القرار نستطيع معاقبتك، وسوف تتصرف كما نريد نحن ..
بينما في الواقع.. هناك خطوة أخرى على الأهل القيام بها قبل العقاب وهي معرفة أسباب لجوء الطفل إلى العنف وأن يكون العقاب هو الملاذ الأخير. قبل الوصول إلى هذه المرحلة وأن يبدأ الحل بالحديث مع الطفل، مع محاولة اكتشاف السبب الذي يجعله غاضباً وغير راغب في تنفيذ رغبات الأهل إلى هذا الحد …
المرشدة النفسية رغد عباس قالت : على الأهل تعليم الطفل أن باستطاعته الوصول إلى أهدافه بطريقة خالية من العنف، وأنه من الطبيعي والمقبول أن لا نتفق مع بعض الناس، أو أن نختلف معهم، وأنه من الممكن حل هذا الخلاف …. وذلك عبر الحوار والمناقشة، حتى يتعلم الأطفال الوصول إلى تسوية أمورهم مع الآخرين مستقبلا ..
وأضافت :من المؤسف أن نموذج السلوك هذا(أهل وأبناء) متواجد في المجتمع ، موضحة أن هذا الأسلوب غالبا ما يدعم هذه الطريقة العنيفة في تحقيق الهدف، بدلاً من إظهار بديل (فالعقاب لا يظهر أي بديل) فهو لا يؤثر على الآراء والمواقف.. كون العقوبة تحظر سلوكيات معينة فقط.. أو على الأصح “هكذا يفهمها الطفل ” ويصبح بقناعته أنه ليس بإمكانه القيام بكل ما يحلو له أمام الجميع كون هذا التصرف غير مناسب للأهل بالتالي يتم منع الطفل من القيام بالسلوك، لكنه لا يغير موقفه من هذا السلوك..وبمجرد أن تسنح الفرصة، سيكرر نفس الشيء وسيكون الوضع أكثر سوءاً، لأنه يشعر بمزيد من الغضب، كونه تمت معاقبته..
وعن دور المدرسة في حال وجود طفل يتصرف مع زملائه بعنف وعدم تحمل مسؤولية قالت : دورها مضاعف كون المدرسة تربية وتعليم وهو دور مكمل لدور الأهل ..ومع ذلك، فإن مهمتها الأساسية هي التعليم..
ونوهت إلى ضرورة تفهم الأهل لعمل المدرس وأن يكونوا مكملين لدوره في توعية الطفل وتنشئته بشكل صحيح فقد يضرون أبناءهم عندما لا يتفهمون سلوك المعلم تجاه الطفل عند معاقبته ويقفون إلى جانب أطفالهم، سواء كانوا مذنبين أم لا منوهة أن هذا الأمر سيء بالتأكيد ، لأن الأطفال بهذه الطريقة يحصلون على الكثير من الدعم ومن المحزن أنه تم التقليل من قيمة عمل المعلمين بشكل كبير والآن يتعين عليهم أيضاً التعامل مع هذه الأمور بشكل يومي مما يجعل الكثير من المعلمين ينسحبون ويتراجعون تاركين هذا الأمر للأهل ليتولوا هم مهمة تربيتهم “ بالتأكيد، هذا ليس صحيحاً تماماً، ولكن من وجهة نظرهم، عندما يعرفون مدى تقدير العمل الذي يقومون به، وكيف تبدو سمعتهم، يمكننا فهم ذلك.
وأكدت ضرورة تعاون الأهل والمدرسة والمجتمع لحل مشكلة العنف في المدرسة وبالتالي لجوء الأهالي إلى عقاب الأولاد درءا للمشاكل مستقبلا.
بشرى عنقة..
الصورة من الأرشيف