في تل الشور…الشوارع ترابية مليئة بالحفر و تغرق بالمستنقعات ومياه الشرب تصل المدرسة بالقطارة والمواصلات قليلة
تقع بلدة تل الشور إلى الغرب من مدينة حمص وتبعد عن مركز المدينة مسافة /11/ كم ويبلغ عدد سكانها حوالي /6000/ نسمة وتتبع لها عدة قرى وهي (حديدة العاصي وعين الزرقاء ) , والغالبية العظمى من سكان البلدة يعملون في الزراعة وتربية الماشية …
بلدة تل الشور كغيرها من القرى تعاني العديد من المنغصات والمشاكل وإن اختلفت أو تباينت حدتها فما إن تطأ قدماك القرية حتى يراودك الشعور بأنك عدت سنوات إلى الوراء , فكل ما فيها من شوارع مازالت ترابية ناهيك عن المستنقعات المائية الكثيرة في فصل الشتاء .. وغيرها من الصعوبات التي تتعلق بالواقع الخدمي فيها …
الشوارع ترابية
العروبة قامت بجولة ميدانية في شوارع القرية والتقت العديد من الأهالي والمهندس خضر السخني رئيس البلدية , واستمعت إلى همومهم ومشاكلهم , وقد اشتكوا من سوء وضع الشوارع الترابية الممتلئة بالحفر حيث تزداد المعاناة في فصل الشتاء وتصبح تلك الشوارع موحلة وتغرق بمستنقعات المياه الآسنة مما يعيق حركة المارة وخاصة طلاب المدارس أثناء ذهابهم وعودتهم من المدرسة ..
معاناة مستمرة
عبر الأهالي عن استيائهم من قلة وسائط نقل مخصصة للبلدة , إذ كان يخدمها قبل الحرب /49/ سرفيسا ً تعمل على خط تل الشور – حمص , والآن لا يوجد سوى /7/ سرافيس تخدم ستة آلاف نسمة , وأشار البعض بأن مشكلة المواصلات من أكبر الهموم التي يعيشونها يوميا ً , خاصة وأنها باتت تكلفهم أعباء مادية إضافية ليتمكنوا من الوصول إلى المدينة يوميا ً وخاصة في فصل الشتاء, وأن أغلبهم من الطلاب والموظفين المضطرين بشكل يومي للذهاب والعودة من وإلى المدينة ، إضافة إلى طلاب الجامعة الذين أصبح التنقل يشكل هاجسا ً يؤرقهم ويرهق أسرهم لاسيما في الأوضاع المعيشية الصعبة ، كما أن بعض الطلاب يضطرون للغياب عن بعض المحاضرات الصباحية بسبب عدم توفر وسيلة نقل خاصة في الظروف الجوية الصعبة وهذا يعرضهم لعقوبات من فصل وحرمان من تقديم الامتحانات أحيانا .
المدرسة تعاني نقص المياه
أما بالنسبة لمياه الشرب فيوجد آبار في قرية عين الزرقاء وهي مستثمرة أما بئر حديدة العاصي غير مستثمر لعدم تقديم الأهالي طلبات اشتراك وبحاجة إلى تأهيل ، كما التقينا تركية إبراهيم مديرة المدرسة الابتدائية في تل الشور فقالت :إن واقع المياه في المدرسة سيء , ومعاناتنا من نقص المياه طويلة باعتبارها تقع في نهاية خط المياه ، إذ يوجد قبلها العديد من المنازل والمدارس التي تستخدم «الشفاط» وآليات الضخ لمنازلهم وبالتالي لا تصل المياه إلينا سوى بالقطارة .
نقص المخصصات
كما تحدث الأهالي عن معاناتهم من قلة مخصصات الدقيق وبالتالي مادة الخبز قليلة إذ يوجد مخبز في القرية يؤمن المادة لقرى تل الشور – الكرامة – عين الزرقاء ,ونقص المادة يعود الى تخفيض عشرة أكياس من مخصصات المخبز وتمت المطالبة باسترجاعها بعد أن بدأ المواطنون بالعودة إلى قراهم ومنازلهم وزاد الطلب على مادة الخبز
المركز الصحي
كما التقينا أهالي قرية عين الزرقاء التابعة لبلدة تل الشور ، حيث طالبوا بالإسراع بتأهيل مستوصف القرية والذي يخدم حوالي /1500/ مواطن علما ً أنه لا يحتاج إلى مبالغ ضخمة حيث قامت المجموعات الإرهابية المسلحة بسرقة أجهزته علما ً أن مطالبنا هذه «الحديث للأهالي» وصلت إلى الجهات المعنية وحتى الآن مازلنا بانتظار تأهيل المستوصف لأننا بحاجة ماسة للخدمات الصحية , وضرورة رفده بالكادر الطبي وبالأجهزة الطبية , لذلك نأمل من الجهات المعنية تأمين الخدمات الصحية للأهالي ومن ضمنهم عين الزرقاء .
واقع النظافة سيء
واقع النظافة سيء وهو المشكلة الأكبر ,حيث يوجد جرار كثير الأعطال ولا يفي بالغرض, وخاصة المحرك الذي يحتاج الى صيانة كاملة , ولا يوجد سيولة مالية حسب ما أشار رئيس البلدة , كذلك قلة مخصصات مادة المازوت التي لا تكفي على مدار الشهر وهي /110 / ليترات فقط , وقد تم رفع عدة كتب بهذا الخصوص للمحافظة وطالبنا بفرز ضاغطة ولكن لاحياة لمن تنادي، وأضاف أحدهم لولا جهود أبناء القرية فيما يخص النظافة لغطت الأوساخ جميع أطرافها .
و يقول عدد من الأهالي يتم ترحيل القمامة يوميا ً لكن لا يتم كنس الشوارع الرئيسية ولا الاهتمام بها ,كما أن عدم التزام البعض بمواعيد رمي القمامة يزيد الطين بلة و الشوارع عبارة عن أزقة ضيقة جدا ً, ولا يمكن وضع حاويات قمامة فيها مما يزيد الوضع سوءا.
واقترحوا تزويد البلدة بسيارة قمامة صغيرة (إذا لم تتوفر «الضاغطة» ) تتمكن من دخول الشوارع الضيقة وتقوم بترحيل القمامة حرصاً على السلامة العامة.
واقع الكهرباء
وأشار رئيس البلدية إلى ضرورة صيانة أجهزة الإنارة في شوارع قرى بلدة تل الشور- عين الزرقاء – حديدة العاصي , وإلى أنه تمت المطالبة بمد شبكة الكهرباء للقسم الشرقي من البلدة بعد أن بدأ الأهالي بالعودة لمنازلهم وبعد فتح طريق جوبر – بابا عمرو، وأضاف : كما تمت المطالبة بتعبيد طريق عام حمص -بابا عمرو جوبر- تل الشور – قطينة ,كونه شريان حيوي وهام يربط الريف بالمدينة وصولا ً إلى قطينة ومدينة القصير .
توزيع المحروقات
يوجد في الحي معتمدان لتأمين وتوزيع مادة الغاز المنزلي ويشير رئيس البلدة إلى أن مشكلة نقص المادة أخذت طريقها للانحسار تدريجيا ً ويتم تأمينها بشكل شبه معقول للمواطنين حيث تم تنظيم العمل أثناء توزيع اسطوانات الغاز بإعداد بطاقة لتوزيع مادتي الغاز والمازوت تتضمن كافة المعلومات الخاصة بحاملها .
واقع المدارس
يقول رئيس البلدة يوجد في الحي ثلاث مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية ومستوى الطلاب التعليمي جيد والكادر التدريسي متوفر, التقينا مع خالد الدوش مدير ثانوية تل الشور قال « الكادر التدريسي جيد ولكن يلزمنا موجهاً تربوياً من أجل المساعدة وضبط العملية التدريسية وتحدث عن النقص في المستلزمات المدرسية مثل الحواسيب– طابعة وآلة تصوير ,وأشار إلى أن الشعب الصفية تستوعب كافة الطلاب ولا يوجد كثافة في الصفوف والعملية التدريسية تتم على أكمل وجه .
وطالب الأهالي بتأهيل مدارس البعث حلقة ثانية والثانوية ومدرسة الحلقة الأولى .
جهاز أشعة
زرنا المركز الصحي في تل الشور والتقينا بالكادر الطبي والعاملين فيه وأكد الدكتور بسام شليل أن المركز يقدم الخدمات الصحية من اسعافات أولية ولقاحات , وهم بحاجة إلى جهاز أشعة وطبيبة نسائية .
مطالبات
ولدى الرجوع الى السيد رئيس بلدية تل الشور المهندس خضر السخني قال : طالبنا أكثر من مرة بإحداث مركز خدمة المواطن «النافذة الواحدة في بلدية تل الشور ومركز لاستلام البطاقة الذكية تسهيلاً للإجراءات على المواطنين حيث وجود هكذا خدمة توفر على المواطن عناء الجهد والتعب وتخدم عدة قرى مترامية الأطراف وهي تل الشور- الطيبة- الكرامة – حديدة العاصي – عين الزرقاء- ربيعة – الفايزية- الغاصبية – الضاحية العمالية – المشاهدة الحليبة – زيتي البحرة – قطينة – آبل – المباركية – جوبر.
حدائق
لا يوجد حدائق بالبلدة وتمنى الأهالي تنظيم و تأهيل حدائق فيها ليتسنى التمتع بجمال الطبيعة ولتكون متنفسا للسكان «صغارا وكبارا «…
المنشأة الصناعية
زارت العروبة العديد من المنشآت الصناعية في بلدة تل الشور و التقت المعنيين والقائمين على العمل في المنشأة ، و أكد أصحاب تلك المنشآت والتي تدعم الاقتصاد الوطني بالدرجة الأولى و تقوم بتشغيل العديد من اليد العاملة في كافة القرى التابعة لبلدة تل الشور تعاني من انقطاع التيار الكهربائي لمدة 16 ساعة في اليوم إضافة إلى عدم توفر مادة المازوت لتلك المنشآت و أكد البعض من أصحاب المنشأة الواقعة في قرية عين الزرقاء التابعة لبلدة تل الشور إعادة تأهيل المستوصف الصحي كون القرية بعيدة عن مركز المدينة تجنباً من وقوع أي إصابة ضمن المعامل , و إسعاف العمال إلى أقرب مستوصف و إعادة شبكة الكهرباء والهاتف في ذلك الحي الحيوي و الهام و الذي يقع على الأوتوستراد العام .
لنا كلمة
هذا غيض من فيض مما ذكرناه عن الواقع الخدمي لتلك البلدة و القرى لتابعة لها لكن تحسين واقع الريف يتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية .
و لاسيما الخدمات من كهرباء وماء وهاتف – صرف صحي – مدارس .. و حيث بات اليوم من حقوق سكان الريف الذين يتمسكون بواجباتهم والخدمات المقدمة في هذا المجال غياب أنشطة المنظمات الشبابية للفلاحين في بلدة تل الشور التي يعمل أغلب سكانها بالزراعة متواضعة لذا بات من الضروري العمل على تطوير واقعهم الخدمي للحد من الصعوبات التي تعترض معيشتهم ، فهذه البلدة تعيش اليوم على هامش اهتمامات الجهات المعنية رغم تكرار المطالبة بتحسين الواقع الخدمي قدر المستطاع و هذا مطلب محق للجميع علما أن الجهات المعنية تبذل حالياً جهوداً مضاعفة لتأمين احتياجات المواطنين من الخدمات التي تعد من الضروريات كالمازوت والغاز .
و نحن كجريدة عندما نشير إلى بعض الثغرات الموجودة في الريف لثقتنا بجهود الجهات المعنية التي تعمل على تأمين مستلزمات الحياة في المحافظة مدينة وريفاً
تحقيق و تصوير- علي عباس